الدِّينَ لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَلَيْسَ كُلّ مَنِ ادَّعَى شَيْئًا حَصَلَ لَهُ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ، وَلَا كُلُّ مَنْ قَالَ: «إِنَّهُ هُوَ المُحِقّ» سُمِعَ قَوْلُهُ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانٌ…
«السنن الإلهية» ذات دور كبير في تشكيل وعي المسلم، وتكوين مفاهيمه؛ وباب مهم في التعرف على مراد الله -تعالى- من عباده، وعلى مصائر مَن التزم ذلك أو انحرَف عنه. وقد جاء الأمر في القرآن الكريم بالتعرف على هذه السنن والاعتبار بها؛ كما في قول الله -تعالى-: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ 137 هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 137، 138].
ولهذا كان من المهم أن نتعرَّف على مفهوم السنن الإلهية، وأهم خصائصها.
في البداية «السنن الإلهية» مُركَّب إضافيّ؛ وتعريف هذا المركب الإضافي يستلزم تعريف المفردتين اللتين يتكون منهما، وهما (السنن – الإلهية).
تعريف «السُّنة» لغةً واصطلاحًا:
السُّنن جمعٌ مفرده «السُّنة». والسُّنة في اللغة لها معانٍ كثيرة تدور حول الطريق والوجهة والحُكم. كما أن السُّنة تعني السِّيرة؛ حسنةً كانت أم قبيحةً.
والسِّينُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ جَرَيَانُ الشَّيْءِ وَاطّرَادُهُ فِي سُهُولَةٍ، وَالْأَصْلُ قَوْلُهُمْ: سَنَنْتُ الْمَاءَ عَلَى وَجْهِي أَسُنُّهُ سَنًّا، إِذَا أَرْسَلْتَهُ إِرْسَالًا. ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْهُ رَجُلٌ مَسْنُونُ الْوَجْهِ، كَأَنَّ اللَّحْمَ قَدْ سُنَّ عَلَى وَجْهِهِ. وَالْحَمَأُ الْمَسْنُونُ مِنْ ذَلِكَ، كَأَنَّهُ قَدْ صُبَّ صَبًّا. وَمِمَّا اشْتُقَّ مِنْهُ السُّنَّةُ، وَهِيَ السِّيرَةُ. وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: سِيرَتُهُ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: امْضِ عَلَى سَنَنِكَ وَسُنَنِكَ، أَيْ وَجْهِكَ[1].
وجاء في (لسان العرب): السُّنَّة: السِّيرَةُ، حَسَنَةً كَانَتْ أَو قَبِيحَةً. وسَنَنْتُها سَنًّا واسْتَنَنْتُها: سِرْتُها، وسَنَنْتُ لَكُمْ سُنَّةً فَاتَّبِعُوهَا. وَكُلُّ مَنِ ابتدأَ أَمرًا عَمِلَ بِهِ قَوْمٌ بَعْدَهُ قِيلَ: هُوَ الَّذِي سَنَّه[2].
وأما «السُّنة» في الاصطلاح فخُصَّت بالطريقة المُتَّبَعة في الدِّين. وقد تأتي مضافة إلى الله -تعالى- فيُقال: «سُنة الله»؛ أي طريقة حِكْمته وطريقة طاعته. أو مضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: «سُنة النبيّ» أو «السُّنة النبوية»؛ وتعني أمرين: إما مجمل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فِعلٍ أو تقريرٍ؛ وإما ما واظَب عليه النبي صلى الله عليه وسلم من غير افتراض ووجوب.
جاء في (الكليات): السُّنَّة شرعًا: اسْمٌ للطريقة المَرْضية المسلوكة فِي الدِّين من غير افتراض ولا وجوب. والمُرَاد بالمسلوكة فِي الدّين: مَا سلكها رَسُول الله أَو غَيره مِمَّن هُوَ عَلَم فِي الدِّين كالصحابة -رَضِي الله عَنْهُم-؛ لقَوْله -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام-: «عَلَيْكُم بِسُنتي وَسُنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدي». وَهِي أَعمّ من الحَدِيث؛ لتناولها للْفِعْل وَالْقَوْل والتقرير، والْحَدِيثُ لَا يتَنَاوَل إِلَّا القَوْل. وَالسُّنة بِمَعْنى الطَّرِيقَة المسلوكة فِي الدّين، تنتظم الْمُسْتَحبّ والمباح، بل الْوَاجِب وَالْفَرْض أَيْضًا[3].
والسُّنَّة لها معانٍ تفصيلية عند المحدِّثين والأصوليين والفقهاء والمتكلمين، لا يتَّسع لها المقام.
تعريف «الإله» لغةً واصطلاحًا:
الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ. فَالْإِلَهُ: اللَّهُ -تَعَالَى-؛ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَعْبُودٌ. وَيُقَالُ: تَأَلَّهَ الرَّجُلُ: إِذَا تَعَبَّدَ[4]. والْإِلَهُ: اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-. وَكُلُّ مَا اتُّخِذَ مِنْ دُونِهِ مَعْبُودًا إِلَهٌ عِنْدَ مُتَّخِذِهِ، وَالْجَمْعُ آلِهَةٌ[5].
فالإله في اللغة هو المعبود، أي المُستحِقّ للعبادة، حقًّا كان أم باطلاً؛ وإذا أُطلق فهو الله -تعالى-.
والْإِلَه اسْمٌ لمَفْهُوم كُلّي هُوَ المعبود بِحَقٍّ، وَالله عَلَم لذاتٍ مُعَين هُوَ المعبود بِالْحَقِّ، وَبِهَذَا الِاعْتِبَار كَانَ قَوْلنَا: (لَا إِلَه إِلَّا الله كلمة تَوْحِيد) أَي: لَا معبود بِحَقٍّ إِلَّا ذَلِك الْوَاحِد الْحق. وَاتَّفَقُوا على أَن لفظ الله مُخْتَصّ بِاللَّه. قَالَ بَعضهم: وَكَذَا الْإِلَه مُخْتَصّ بِهِ -تَعَالَى-، وَقَالَ بَعضهم: اسْم الْإِلَه يُطلق على غَيره -تَعَالَى- كَانَ مُضَافًا أَو نكرَة: {وَانظُرْ إلَى إلَهِكَ} [طه: 97]، {اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138][6].
وجاء في (التعريفات): الله: عَلَم دالّ على الإله الحق دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها[7].
إذن، يُرَاد بـ«الإله» في الاصطلاح: المعبود بحقٍّ، وهو الله -تعالى-.
تعريف السُّنن الإلهية:
تعدَّدت تعريفات العلماء لمفهوم السُّنن الإلهية، بما يدور حول أنها طريقة الله -تعالى- في خلقه، على نحو مطّرد، تتكرر نتائجه كلما تكررت مقدّماته وشروطه.
فقال الطبري عند قوله -تعالى-: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137]. «السُّنة بمعنى المثال المتَّبَع والإمام المُؤتَم به»[8].
وقال الراغب الأصفهاني: «سُنة الله: قد تُقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته»[9].
ويذكر ابن تيمية أن السُّنة هي العادة التي تتضمَّن أن يَفعل في الثاني مثل ما فعل بنظيره الأول، ولهذا أمر -سبحانه وتعالى- بالاعتبار، وقال: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111]. والاعتبار أن يُقرن الشيء بمثله، فيُعلَم أن حُكْمه مثل حُكْمه[10].
ويوضح عبد الكريم زيدان أنَّ «سنة الله» هي الطريقة المتَّبعة في معاملة الله -تعالى- للبشر بناءً على سلوكهم وأفعالهم وموقفهم من شرع الله وأنبيائه، وما يترتب على ذلك من نتائج في الدنيا والآخرة[11].
ويعرّف عماد الدين خليل «السنن» بأنها: مجموعة المبادئ الأساسية في حركة التاريخ البشري المستمدَّة من صميم التكوين الحدثي للعروض التاريخية[12].
وأما إبراهيم بن علي الوزير فيقول: السنن هي مجموع القوانين التي يسير وَفقها الكون، والتي يستفيد منها الإنسان بما يُؤهّله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، فيُسخِّرها ويستفيد منها. إنها نُظُم هذا الكون المفتوح بما فيه ومن فيه المُسيّرة له وفق ما أراده الخالق المبدع -جل شأنه-؛ ومجالها الواسع: السماوات والأرض، والحياة والكون.. والإنسان[13].
ويرى أحمد كنعان أن السُّنن مجموعة القوانين التي سنّها الله -عز وجل- لهذا الوجود، وأخضع لها مخلوقاته جميعًا، على اختلاف أنواعها وتباين أجناسها[14].
ويذكر مجدي عاشور أن «سنة الله» هي: ما اطّرد مِن فِعْل الله في معاملة الأمم والأفراد بناءً على أفعالهم وسلوكهم وموقفهم من شرع الله، وأثر ذلك في الدنيا والآخرة[15].
ومن هذه التعريفات السابقة يمكن تعريف «السنن الإلهية» بأنها: «الطرق أو القواعد أو القوانين المنسوبة إلى الله -تعالى- فيما يخصّ معاملته -سبحانه- لعباده، وعلى نحو ثابت مطَّرد؛ إنْ ثوابًا لهم على الطاعة والاستقامة، أو عقابًا على المعصية والانحراف».
خصائص السنن الإلهية:
«السنن الإلهية» لها عدة خصائص تُحدِّد طبيعتها وصفاتها؛ ومِن ثَمَّ، تُلقي ضوءًا على كيفية التعامل معها والانتفاع بها. ومن أهم هذه الخصائص:
أولاً: الربَّانية:
وخصيصة الربانية للسنن الإلهية تعني أمرين:
أ- إن هذه السنن هي مشيئة الله وإرادته وأمره وقدَره: فهي من الله -تعالى- خلقًا وإيجادًا وتقديرًا. وقد أثبت الله -تعالى- في كتابه العزيز نِسْبة السنن إليه؛ سواء بصيغة: {سُنَّةَ اللَّهِ} [فاطر: 43، وغافر: 85، والأحزاب: 62، والفتح 23]، أو بصيغة: {لِسُنَّتِنَا} [الإسراء: 77]. بل إن هذا يتحقّق أيضًا في صيغة: {سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [فاطر: 43، والأنفال: 38، والحجر: 13، والكهف: 55]، وصيغة: {سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} [النساء: 26]، وصيغة {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} [آل عمران: 137]؛ لأن إضافة سُنة أو سُنَن إلى الأولين أو الذين خلوا من قبل، إنما هي سُنّة الله، والإضافة للملابسة الظاهرة[16].
ب- إن مصدر التعرف على هذه السنن إنما هو الله -تعالى-: سواء فيما أخبرنا به في كتابه الكريم، أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم . و«السبيل لمعرفة (سنة الله) هو الرجوع إلى كتاب الله العظيم وسنّة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فما فيهما هو القول الفصل، وما بيّناه -أي القرآن والسنّة النبوية- من أنه هو (سُنّة الله)، أي قانونه العام الذي تَجري بموجبه أحداث ووقائع البشر، فهذا البيان هو الحق المبين والقول الصدق: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء: 122]، وهو الإخبار الحق الصادق عن هذا القانون العام: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]»[17].
ثانيًا: الثَّبات:
فهي سُنن ثابتة لا تتغيّر ولا تتبدّل، على اختلاف الزمان والمكان. وقد نصَّ القرآن الكريم على ذلك في قوله -تعالى-: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43]. قال ابن كثير: «لَا تُغَيَّرُ وَلَا تُبَدَّلُ، بل هي جارية كذلك في كل مُكَذِّبٍ… وَلَا يَكْشِفُ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَيُحَوِّلُهُ عَنْهُمْ أَحَدٌ»[18].
ثالثًا: الاطِّراد:
أي إنها سنن تتحقق كلما توافرت شروطها، لا تتخلف. وهذا مما يقتضيه معنى السُّنة؛ فلو كانت غير مطردة لما صحت أن تكون عادةً وقانونًا يُتَّخَذ عبرةً يُرغَّب بها ويُرهَّب منها.
ولهذا كان من مُقْتَضى حكمة -تعالى-؛ كما يقول ابن تيمية: «أَنه يقْضِي فِي الْأُمُور المتماثلة بِقَضَاء متماثل، لَا بِقَضَاء مُخَالِف؛ فَإِذا كَانَ قد نصَر الْمُؤمنِينَ لأَنهم مُؤمنُونَ كَانَ هَذَا مُوجبًا لنصرهم حَيْثُ وجد هَذَا الْوَصْف، بِخِلَاف مَا إِذا عصوا وَنَقَضُوا إِيمَانهم، كَيَوْم أُحُد؛ فَإِن الذَّنب كَانَ لَهُم. وَلِهَذَا قَالَ: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}؛ فَعمَّ كل سُنّة لَهُ؛ وَهُوَ يعمّ سُنّته فِي خَلقه وَأمره فِي الطبيعيات والدينيات»[19].
ويبين عبد الكريم زيدان أنَّ مما يدلّ على اطراد السنن «أن الله -تعالى- قصَّ علينا قصص الأمم السابقة، وما حلّ بها لنتعظ ونعتبر، ولا نفعل فِعْلهم لئلا يُصيبنا ما أصابهم؛ ولولا اطرادها لما أمكن الاتعاظ والاعتبار بها. فمن هذه الآيات قول الله -تعالى-: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]، وقوله: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ 137 هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 137، 138][20].
رابعًا: العموم:
فهي سنن تَعُمّ جميع الناس، لا تخصُّ قومًا دون آخرين؛ ومن أخذ بموجبها استحق نتائجها، لا محاباة ولا مجاملة. وقد أوضح القرآن ذلك بمثل قوله -تعالى-: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123].
قال ابن كثير: «وَالْمَعْنَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ: أَنَّ الدِّينَ لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَلَيْسَ كُلّ مَنِ ادَّعَى شَيْئًا حَصَلَ لَهُ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ، وَلَا كُلُّ مَنْ قَالَ: «إِنَّهُ هُوَ المُحِقّ» سُمِعَ قَوْلُهُ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانٌ؛ وَلِهَذَا قَالَ -تَعَالَى-: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}؛ أَيْ: لَيْسَ لَكُمْ وَلَا لَهُمُ النَّجَاةُ بِمُجَرَّدِ التَّمَنِّي، بَلِ الْعِبْرَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَاتِّبَاعِ مَا شَرَعَهُ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ الْكِرَامِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَهُ: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، كَقَوْلِهِ: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧، ٨] »[21].
وجاء في (تفسير المنار): «فَمَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ لِلَّهِ -تَعَالَى- سُنَنًا فِي الْأُمَمِ، هُوَ بَيَانٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ؛ لِاسْتِعْدَادِ كُلِّ عَاقِلٍ لِفَهْمِهِ، وَاضْطِرَارِهِ إِلَى قَبُولِ الْحُجَّةِ الْمُؤَلَّفَةِ مِنْهُ، إِلَّا أَنْ يَتْرُكَ النَّظَرَ أَوْ يُكَابِرَ وَيُعَانِدَ»[22].
فسنن الله موضوعة للناس جميعًا، تعمُّهم ببيانها بشارةً ونذارةً، وتَهدي مَن يأخذ بها إلى الصواب والنجاة.
[1] معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، 1/ 60، 61.
[2] لسان العرب، ابن منظور، 13/ 220.
[3] معجم الكليات، الكفوي، ص: 497.
[4] معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، 1/ 127.
[5] لسان العرب، ابن منظور، 13/ 220.
[6] الكليات، الكفوي، ص: 172، 173.
[7] التعريفات، الجرجاني، ص: 34.
[8] جامع البيان في تأويل القرآن، الطبري، 7/ 230.
[9] المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص: 429.
[10] مجموع الفتاوى، ابن تيمية، 13/ 20.
[11] السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد، د. عبد الكريم زيدان، ص: 13.
[12] التفسير الإسلامي للتاريخ، د. عماد الدين خليل، ص: 97.
[13] على مشارف القرن الخامس عشر الهجري- دراسة للسنن الإلهية والمسلم المعاصر، إبراهيم بن علي الوزير، ص: 7.
[14] أزمتنا الحضارية في ضوء سنة الله في الخلق، د. أحمد محمد كنعان، ص: 52.
[15] السنن الإلهية في الأمم والأفراد، د. مجدي عاشور، ص: 36.
[16] عزيز البطيوي، ص: 145، 146، بتصرف يسير.
[17] السنن الإلهية، عبد الكريم زيدان، ص: 15.
[18] تفسير ابن كثير، 6/ 559، 560.
[19] جامع الرسائل، 1/ 54.
[20] السنن الإلهية، عبد الكريم زيدان، ص: 14.
[21] تفسير ابن كثير، 2/ 417.
[22] تفسير المنار، محمد رشيد رضا، 4/ 118.
__________________________________________________________
الكاتب: السنوسي محمد السنوسي
Source link