المجموعة الأولى من فوائد مختصرة, من المجلد الرابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها الجميع
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه المجموعة الأولى من فوائد مختصرة, من المجلد الرابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها الجميع.
الصلاة نور:
& كلمت كثرت صلاة الإنسان ازداد نور وجهه, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( الصلاة نور )) وإذا كانت نورًا يستنير بها القلب استنار الوجه, لأن الوجه صفحة من صفحات القلب يُنبئُ عنها.
علامة السجود لله عز وجل:
المراد بالسيما في قوله تعالى: {﴿ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم ﴾} [الفتح:29]، المراد بها السيما المعنوية, وهي انشراح الصدر, وانبساط الوجه وتهلله, فهذه علامة السجود لله عز وجل, لأن الصلاة نور.
& ما ذهب إليه البعض أو ما ظنه البعض من أن المراد بالسيما ما يكون في الجبهة من أثر السجود فهذا ضعيف وليس بصحيح, لأن هذه العلامة الحسية التي تكون في الجبهة قد تكون من شخص لا يكثر السجود, وقد تتُفقد من شخص يُكثر السجود
إحياء ليلة النصف من شعبان:
& الاحتفال في ليلة النصف من شعبان…أقول إن إحياءها لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة, وعلى هذا لا ينبغي للمسلمين أن يحيوها, لأنه لو كان هذا خيرًا لسبقنا إليه من هم أفضل منا وأحرص منا على الخير.
من ثمار الإيمان بأسماء الله وصفاته:
& إذا علمت أن الله بصير ستتجنب كل فعل يغضب الله, وتقوم بكل فعل يرضى الله عز وجل لأنك تعلم أن الله يراك, وأنه سميع بصير
& ما دمت تؤمن بأنك إذا قلت فحشًا سمعه الله, وإن قلت حقًا سمعه الله, وإن قلت باطلًا سمعه الله, وإن قلت حسنًا سمعه الله, فإنك سوف تختار من النطق ما هو خير وحسن, ولن تسمع ربك عز وجل ما لا يرضيه.
& إذا علمت أن الله حكيم, فإنك تؤمن بقضاء الله وقدره, وتعلم أن ما قدره وقضاه فإنه لحكمة, وتؤمن كذلك بشرعه, فتنقاد له انقيادًا تامًا, لأنك تعلم أن ما قضاه الله عز وجل فهو لحكمة.
& الذي يفيده الإيمان بعلم الله من الناحية السلوكية أن يخشى الإنسان اللهَ في قلبه لأن القلب لا يعلم به أحد لكن الله يعلم به, فإذا آمنت بأن الله يعلم كل شيء فإنك لن تضمر في قلبك شيئًا يغضب الله أبدًا, لأنك مؤمن بأن الله عالم مُطلع.
& إذا آمنت بأن الله يعلم كل شيء فإنك…لا تنوى سوءًا بأحدٍ, لأنك لو أخفيت نية السوء عمن تريد به السوء, فإن الله يعلم ذلك وسيحاسبك على هذا.
& الإيمان بالعلم من أسباب صلاح الباطن, لأن العلم يكون حتى في الخفيات, فإذا آمنت بهذا فسوف يصلح قلبك, وثق أنه إذا صلح القلب صلحت الجوارح…ولهذا ينبغي لنا أن نعتني بصلاح القلوب قبل صلاح الجوارح.
& لا شك ان الإنسان الذي يؤمن بمقتضى أسماء الله وصفاته سوف يحدث له تغيير في حياته, وسلوك حسن مرضي عند الله سبحانه وتعالى, لكننا نقرأ أسماء الله وصفاته, ولكننا لا نفهم معناها ولا نشعر أنفسنا بمقتضاها.
من مفاسد البدع:
& من مفاسد البدع أن المشتغل بها يُهدر سنة ثابتة, كل إنسان يشتغل ببدعة, فإن اشتغاله بها سيهدر سنة, ولهذا قال بعض السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا تركوا من السنة مثلها أو أشدَّ. لأن الإنسان إن عمل بالبدعة اشتغل بها عن السنة.
& من مفاسد البدع أن مضمونها أن رسول الله…إما جاهل بها, وأنها من دين الله, وإما كاتم لها, وكلا الأمرين خطير…فالمبتدع لا شك أن بدعته تستلزم وصف رسول الله بأحد أمرين: إما الجهل وإما الكتمان وكلاهما عيب عظيم لرسول الله.
& من مفاسد البدع أن صاحبها يشعُرُ بأنه قد سنَّ طريقة بنفسه هو, ليتبعه الناس عليها, وحينئذ يدعي لنفسه مشاركة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرسالة وأنه مُشرِّع, ولهذا أتى بهذه البدع للناس حتى يمشوا عليها.
& من مضار البدعة أنها تقديم بين يدي الله ورسوله, وتعد على دين الله, وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم…فلو لم يكن من مفاسد البدعة إلا أنها من التقدم بين يدي الله ورسوله لكفى بذلك تنفيرًا عنها.
الكبير من الرجال يقال له: شيخ:
& بعض الناس يقول: لي أب عجوز, وهذا لا يستقيم, فالعجوز هي الأم…فطهروا ألسنتكم من هذا اللفظ, وقولوا للكبير من الرجال: شيخ, وللكبيرة من النساء: عجوز.
من بركات القرآن الكريم:
& من بركة القرآن أن الله تعالى يفتح به على المؤمن, كلما تدبره فتح الله به عليه من المعاني والحِكمِ والأسرارِ ما لم يفتحه على المعرض عن القرآن.
إيذاء الجن وتسلطهم على الإنس:
& الجن ربما يسلطون على الإنس, فيدخل الجني في بدن الإنسان ويتلبس به, ويؤذيه تارة بالصرع, فيصرعه, ويخنقه, وتارة بتغيير الفكر, وتارة بالجنون, المهم أن أنواع إيذائهم كثيرة.
& يفسدون عليه دينه ويلقون في قلبه الوساوس والشكوك ويتدرجون معه فيشككونه أولًا في شيء من العبادات ثم في أشياء من العبادات ثم في العقيدة بالله عز وجل أو في الدِّينِ أو في الرسول صلى الله عليه وسلم
الحذر من الأوهام:
& نحن لا ننكر أن يتلبس الجن بالإنس, لكننا ننكر الأوهام التي تصيب كثير من الناس اليوم, وكلما أصابه شيء قال: هذا جن! وهذا خطأ.
& كثرت الأوهام في عصرنا هذا, وصار الناس كلما أصابتهم مصيبة من الأمراض, قالوا: هذا من الجن, وكثرت الأوهام, وكثر القٌرَّاء الذين يُدجلون على الناس, ويبتزون أموالهم, وهم كذبة.
أمور تحمي الإنسان من تسلط الجن عليه:
& الإنسان إذا كان عنده ضعف شخصية فكل إنسان يغلبه, وكل شيطان يستحوذ عليه, لكن إذا كانت عنده قوة عزيمة, وتوكل على الله عز وجل, واعتماد عليه, وإكثار من الأوراد الشرعية, فإن الله تبارك وتعالى يحميه.
& يجب علينا أن نعلم الصبية من الذكور والإناث الأوراد الشرعية, ونحثهم عليها, حتى يكون ذلك حصنًا لهم من كل شيطان.
إغاظة الكفار:
& في قوله تعالى: {﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَ ﴾ } [الفتح:29]، دليل على أن المسلمين كلما قوي إسلامهم وإيمانهم فإن ذلك يغيظ الكفار, وأنه ينبغي للمسلمين أن يفعلوا كل ما يغيظ أعداءهم من الكفار, لأن ذلك يقربهم إلى الله ويحصلون به الأجر.
الأدلة السمعية والعقلية والفطرية:
& نعنى بالأدلة السمعية: أدلة الكتاب والسنة, لأنها مستفادة من سماع آيات الله, وسماع أقوال رسول الله. أما العقلية فهي: ما كان من دلالة العقل الذي يُقرُّ به المؤمن والكافر. أما الأدلة الفطرية فهي: ما فطر الله عليه الخلق بدون دراسة وتعليم.
وصف الرسول عليه الصلاة والسلام بالنبوة والرسالة:
& لا ينبغي ما يقع من كثير من الكتاب في عصرنا الذين إذا أرادوا أن يقولوا: قال رسول الله, قالوا: قال محمد بن عبدالله, ولا شك أنهم يُريدون رسول الله, لكن لا ينبغي أن يعدلوا عن وصفه بالنبوة والرسالة إلى ذكر اسمه ونسبه.
من ترك شيئًا خوفًا من الله عوضه الله خيرًا منه:
& الإنسان كلما ترك الشيء خوفًا من الله, فإن الله يعوضه خيرًا منه, ويدُلُّ لهذه القاعدة المفيدة قول الله: {﴿ يأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيٓ أَيۡدِيكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰٓ إِن يَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمۡ خَيۡرًا يُؤۡتِكُمۡ خَيۡرًا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيم﴾} [الأنفال:70]
الوحم للمرأة الحامل:
& المرأة حين الحمل قد يعتريها ما يسمونه بالوحَمِ, وهي صفة نفسية تكره فيها المرأة أشياء كثيرة, حتى الزوج…والواجب على الرجل الزوج العاقل المؤمن أن يقدر المرأة حق قدرها, وأن يعرف أحوالها ونفسيتها حتى يعاملها بما تقتضيه هذه الحال.
السخرية:
& معنى السخرية الاستهزاءُ بالخلِقة أو بالخلقِ أو بالعمل.
& السخرية منافية لكمال الإيمان, فلو كان الإنسان مؤمنًا حقًا ما سخر من القوم.
& الذي يسخر من الخلقة هو ساخر من الخالق في الحقيقة, فهل الإنسان يخلق نفسه ويكيف نفسه إن شاء جعل نفسه جميلًا, وإن شاء نفسه قبيحًا؟ الله عز وجل هو الذي خلق وصور الأشياء كلها.
& ربما تعيبهُ في خلقته فيرُدك الله وأنت الجميل إلى خلقته, فتصاب بحادث يتشوه منه وجهك, أو تصاب بحريق أو تصاب بمرض, وإذا فلت من هذه ولا إفلات من قدر الله, فقد تصاب ذريتك, وكم من إنسان عيّر أخاه فأُصيب بما عيَّر به أخاه.
& إذا وجدت إنسانًا يسخر ويغتاب الناس, وكُلما جلس مجلسًا جعل يأكُلُ لحوم الناس, وهذا عمل سيئ لا شك, فلا تسخر منه, وإن كنت صادقًا فانصحه وخوفه من النار.
& اللمز دون السخرية, السخرية أشدُّ, لأن في السخرية نوع ترفُّع على المسخور منه, لكن اللمز إظهار العيب وإن لم يكن سخرية…مثل أن تقول: هذا الأعور.
& لا يجوز للإنسان أن يسخر من شخص من أجل خُلُقه, بل يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به هذا, وليُحسن خُلُقه.
& يا أخي حسن خلقك, ثم انظر الفرق بين أن تُحسن الخُلُق وبين أن تُسيء الخُلُق, تجد أنك إذا أحسنت الخلق انشرح صدرك وصرت دائمًا في سرور ولم تندم, وإذا كنت سيئ الخلق لا بد أن تندم.
قراءة سورة الحجرات وأن يعرف كلام المفسرين فيها:
& سورة الحجرات…في هذه السورة آداب عظيمة, ولذلك ينبغي لكل إنسان أن يقرأها, وأن يعرف كلام المفسرين فيها, وأن يتأملها, فإنها والله مشتملة على الآداب العالية العظيمة في حق الله وفي حق العباد.
من يتبع عورات المسلمين:
& بعض الناس إذا سمع عن أخيه سواء كان قوليًا أو فعليًا, فرح به, وطار به الآفاق, وإذا سمع خبرًا كتمه, وهؤلاء هم القوم الذين يتبعون عورات المسلمين, فهؤلاء يفضحهم الله حتى لو كانوا في أجواف بيوتهم.
& الغيبة من كبائر الذنوب, وقد نص الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على ذلك.
& الذي تغتابه إنما تهدي إليه حسناتك, حتى إن بعض السلف أوصى إلى شخص وقال: “بلغني أنك تغتابني فزد في الغيبة, فإنها زيادة أجر لي وإثم عليك” وهو كذلك.
& اعلم أن الغيبة تتضاعف بحسب آثارها, فغيبة القريب أشد من غيبة البعيد, لأن فيها إثم الغيبة وإثم القطيعة.
& غيبة العلماء أشد من غيبة العامة, لأن غيبة العلماء فيها غيبة الشخص وذم ما يحمله من شريعة الله, والعالم إذا كان يعلم الناس الخير ثم سلط عليه إنسان فاغتابه سوف لا يقبل الناس منه يقول من الخير.
& غيبة الأمراء وولاة الأمور أشد من غيبة عامة الناس, لأن غيبة الأمراء وولاة الأمور تتضمن شيئين الغيبة الشخصية وعدم طاعة الناس لهم وعدم انقيادهم لتنظيمهم الذي لا يخالف الشرع وهذا لا شك أنه يحدث بها من الفوضى…ما لا يعلم به إلا الله
ـــــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link