العوامل التي أسهمت في تكوين الشخصية اليهودية الإسرائيلية

منذ حوالي ساعة

أسهم في تكوين الشخصية اليهودية الإسرائيلية العديد من العوامل، من أهمها: الوراثة من الآباء – تأثير النصوص المحرَّفة على اليهود – تأثير ذكريات الاضطهاد والقتل والنفي والطَّرد – العزلة التي عاشها اليهود – سيطرة مشاعر التعصب عليهم – عنصرية مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي

أسهم في تكوين الشخصية اليهودية الإسرائيلية العديد من العوامل، من أهمها:

1- الوراثة من الآباء:

يأتي في مقدمة تلك العوامل ما اكتسبته ذرية بني إسرائيل من آبائهم، وما توارَثوه من الْتِواءاتهم وتمرُّدهم الدائم من البداية، وقد ظهر التباين الصارخ بين يوسف عليه السلام وبين إخوته؛ فهو كما قال عن نفسه أمام إخوته: {قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]، لقد نشأ تقيًّا محسنًا واستوى كذلك، أما إخوته فقد قال لهم – وأسرَّها في نفسه -: أنتم شرٌّ مكانًا! وبالتالي يُمكن القول بأن جيل بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر كان جيلاً متمرِّدًا، قاسي القلب، زائغ العقيدة، جبانًا، وهكذا كانت سيرة أجيال بني إسرائيل الأوائل المدرسة الأولى التي استقى منها اليهود فيما بعد معالم شخصيتهم.

 

2- تأثير النصوص المحرَّفة على اليهود:

تأثَّر اليهود بالنصوص المحرَّفة التي شاعت في كتبهم المقدَّسة عندهم وأخذوا منها أشياء كثيرة لا تمتُّ إلى الوحي الإلهي بِصِلة، لقد قرؤوا في سِفْر التثنية: “أما مُدن تلك الشعوب التي يُعطيك الربُّ إلهُك إيَّاها ميراثًا، فلا تَسْتَبْقِ منهم نَسَمة، بل حَرِّمهم تحريمًا”؛ أي: اقتُلهم قتلاً ذريعًا، ومِن هنا أصبحت الشخصية اليهودية عُدْوانية تحب القتل، ولا ترى فيه عملاً كبيرًا، ولا ذنبًا عظيمًا!

 

3- تأثير ذكريات الاضطهاد والقتل والنفي والطَّرد:

أثَّرت ذكريات الاضطهاد والقتل والنفي والطَّرد التي تعرَّضوا لها وامتلأ بها تاريخهم، والتي اختزنوها في قلوبهم، تلك الذكريات التي ملأت نفوسهم حقدًا وعنصريةً وبُغضًا وتعاليًا ضدَّ الآخرين، وجعلتهم يعيشون طويلاً في دفء الأماني الكاذبة، ويدَّعون لأنفسهم ما يدَّعون! ولقد جاء القرآن الكريم فاضحًا لهم، واصفًا لأعمالهم، كاشفًا عن مخازيهم، متحدثًا عما يُضمرون من شرٍّ مستطير تجاه البشرية جميعًا، ناعيًا عليهم دعاواهم وأكاذيبهم، ولقد تحدَّث عنهم القادةُ والزعماءُ الكبار، والكتَّاب والمفكِّرون قديمًا وحديثًا، ولم يُجمِع هؤلاء على وصف أي مجموعة بشرية بجميع مفردات السوء كما وصفوا شخصية اليهود، ويكفي هنا أن أستشهد بالقول الجامع البليغ للمفكِّر اليهودي المعاصر نحمان سيركين: “اليهود شعبٌ سيِّئ بطبعه، لا يمكن إصلاحه، شعب أناني يَسْعَى إلى استعباد العالم أجمع، شعب يُعتبر معاديًا لغير اليهود رغم جهود الاندماج، اليهوديُّ حاملُ لواء الرأسمالية والاستقلال والربا والقهر، يَقْلِبُ ويدمِّر كل ما هو مستقر، إنَّه تجسيد الاضطراب في العالم، وباختصار: إنَّ الشعب اليهودي هو لعنة إنسانية”.

 

4- العزلة التي عاشها اليهود:

ارتبطت الشخصية اليهودية الإسرائيلية بالعزلة والتقوقع والشعور بالاضطهاد؛ مما دفعهم إلى مُحاولة تعويض هذا الشعور بالظهور في صورة العباقرة أصحاب المذاهب الجديدة والنظريات والفكر المستحدث والاختراعات، وقد ساعدت العُزلة التي عاش فيها اليهود لفترات طويلة من تاريخها على تكوين شخصية عنصرية متحجِّرة، ومُنغلقة حاقدة.

 

5- سيطرة مشاعر التعصب عليهم:

فقد ارتبط عندهم التعصب بروح التعالي وتقديس الذات إلى حد أنهم يَعتبرون أنفسهم ليسوا عباقرة فقط، ولكنهم شعب الله المختار.

 

6- عنصرية مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي:

يتكون مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي في فلسطين المحتلة من خليط من التناقُضات في تركيبه الاجتماعي؛ حيث يتَّسم بعدم التجانس بين أفراده؛ إذ يضم خليطًا من ذوي الأصول والثقافات والنزعات والعادات المتباينة والمتعدِّدة؛ مما خلق تركيبًا مختلفًا في أبعاده الاجتماعية؛ فهو يحتوي – بالإضافة إلى اليهود – على سكان البلاد الأصليين، الأمر الذي يزيد في التعقيد الاجتماعي، ونجد أن يهود “إسرائيل” ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين مقاربتين – إلى حد ما – في العدد، ولكنهما متفاوتتان في المكانة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتتفرع كل مجموعة إلى مجموعات جنسية صغيرة، وفقًا لمصدر الهجرة أو طبيعة العمل، فالمجتمع الإسرائيلي مجتمع عنصري تكون من أشتات اليهود التي تجمَّعت في أرض فلسطين.

 

7- اللغة العِبرية:

يعمل مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي على المُحافظة على اللغة العِبرية، والتراث اليهودي، فهو يُشدد على تعلم اللغة العبرية في مرحلة ما قبل المدرسة؛ بحيث أصبحَت لغة التدريس تحتل مكانًا بارزًا في مناهج المدارس الإسرائيلية، ويُجبر الأطفال في دور الحضانة ورياض الأطفال على التحدُّث باللغة العبرية في النشاطات والرحلات؛ ليتمكَّنوا من إتقانها بسرعة، فاللغة العِبرية – عندهم – ليسَت لغة دين، أو وسيلة للتخاطُب والاتصال فحسب؛ وإنما هي أداة خلق الوحدة داخل مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي عن طريق اللسان المشترك، وأداة تعميق الانتماء والولاء، ويهتم “مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي” أيضًا باللغات الأجنبية؛ من حيث تعليمها في مراحل التعليم المختلفة؛ باعتبارها وسيلة فعالة لمعرفة الثقافة الغربية، والاتصال بحضارة الغرب التي تتخذها “إسرائيل” كإحدى الدعائم لثقافتها ووسائلها التربوية في مجتمعها.

_____________________________________________________________
الكاتب: د. محمود فتوح محمد سعدات


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *