كل من يوليه الله منصبًا يحاول أن يهدم ويشوه بناء من سبق ويبدأ من جديد ولسان الحال يقول أنا المصلح الوحيد,,, هذا وللأسف شأن الكثير إلا من رحم الله وعصم.
الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن والاه.
خلق الإنصاف وإنكار الذات وإعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف بما بناه السابقون, مما نفتقده اليوم في حياتنا وفي إدارتنا لأعمالنا, وخاصة أصحاب المناصب المتوسطة المتداولة بين الناس, فضلاً عن الولايات الكبرى.
كل من يوليه الله منصبًا يحاول أن يهدم ويشوه بناء من سبق ويبدأ من جديد ولسان الحال يقول أنا المصلح الوحيد,,, هذا وللأسف شأن الكثير إلا من رحم الله وعصم.
والسبب علو الذات وضعف حب الخير للآخرين في القلوب.
يعطينا الفاروق رضي الله عنه درسًا عمليًا في محبته لمن سبقه ومعرفة قدره وتقديمه على نفسه وعدم نسيان المعروف لصاحبه, وهكذا الأخيار من عباد الله الموفقين.
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .
ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . [رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة] .
Source link