فالله لم يُنزل هذا القرآن ليشقى به الناس؛ وإنما أنزله ليسعدوا به سعادة الدارين، قال رسول الله ﷺ: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين»
بسم الله الرحمن الرحيم، انتفت الشقاوة عن أهلها في ثلاثة مواضع من سورة طه، وجاءت كلها بصيغة المضارع المفيدة للحال والاستقبال، للدلالة على التجدد والتكرار:
• قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في مستهلها: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2].
قال الطاهر بن عاشور: (ووقوع فعل أنزلنا في سياق النفي يقتضي عموم مدلوله؛ لأن الفعل في سياق النفي بمنزلة النكرة في سياقه، وعموم الفعل يستلزم عموم متعلقاته من مفعول ومجرور، فيعم نفي جميع كل إنزال للقرآن فيه شقاء له، ونفي كل شقاء يتعلق بذلك الإنزال؛ أي جميع أنواع الشقاء، فلا يكون إنزال القرآن سببًا في شيء من الشقاء للرسول صلى الله عليه وسلم)[1].
وكل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فهو خطاب لأمته، كما قال الله سبحانه لعباده مُذكِّرًا إياهم بهذه النعمة الكبيرة: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} [البقرة: 231]، فالله لم يُنزل هذا القرآن ليشقى به الناس؛ وإنما أنزله ليسعدوا به سعادة الدارين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين» [2]، فمن تعلَّم القرآن وعمل به، رفعه الله في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس»، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» [3]، ومن ضيع حدوده وضعه الله وإن كان شريفًا.
• ثم ذكر الله لنا ما قال لنبيه آدم صلى الله عليه وسلم وهو في الجنة: {فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117].
فمن دخل جنة الآخرة فإنه لا يشقى، وكذلك فإن في الدنيا جنة هي في الدنيا كالجنة في الآخرة، وقد أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا»، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: «حلق الذكر» [4].
قال المناوي: (شبَّه حلق الذكر والعلم برياض الجنة؛ لأنه تعالى وصف أهلها بأنهم يؤتون ما يشتهون، فكذا حلقها يؤتيهم الله أفضل ما يعطي السائلين، ولأنه سَمَّى الجنة رحمة، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم في مجالس الذكر: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده[5]، فكما أن مجالس الذكر أماكن الرحمة فالجنة مواضع الرحمة، ولأن أهل الجنة تطيب حياتهم وقلوبهم بقرب الله، فأهل مجالس الذكر تطيب قلوبهم بذكر الله، قال بعض العارفين: (في الدنيا جنة هي كالجنة في الآخرة، فمن دخلها دخل تلك الجنة)، يريد هذه المجالس؛ لما يدركون فيها من سرور القلب وفرحة بذكر الرب وابتهاجه وانشراحه ونوره، حتى قال بعض من ذاق هذه اللذة: (لو علم الملوك بعض ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف)، وقال آخر: (إنه ليمر بالقلب أوقات إن كان أهل الجنة في مثلها إنهم لفي عيش طيب)[6].
وطريق جنة الآخرة موصول بهذا الطريق، فعن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍّ وافر» [7].
• ولما أخرج آدم من الجنة، قال سبحانه: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]، فنفى عنهم الضلال والشقاوة في اتباع الهدى، ونفى عنهم الخوف والحزن في سورة أخرى، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].
قال السعدي: (فرتَّب على اتباع هُداه أربعة أشياء: نفي الخوف والحزن، والفرق بينهما أن المكروه إن كان قد مضى، أحدث الحزن، وإن كان منتظرًا، أحدث الخوف، فنفاهما عمَّن اتَّبَع هُداه، وإذا انتفيا، حصل ضدهما، وهو الأمن التام.
وكذلك نفي الضلال والشقاء عمَّن اتَّبَع هُداه، وإذا انتفيا ثبت ضدهما، وهو الهدى والسعادة، فمن اتبع هُداه، حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية والهدى، وانتفى عنه كل مكروه، من الخوف، والحزن، والضلال، والشقاء، فحصل له المرغوب، واندفع عنه المرهوب، وهذا عكس من لم يتبع هُداه، فكفر به، وكذب بآياته)[8].
قال ابن الجوزي: (تأملت قوله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]، فوجدته على الحقيقة: أنَّ كل من اتَّبع القرآن والسنة، وعمل بما فيهما، فقد سلم من الضلال بلا شك، وارتفع في حقِّه شقاء الآخرة بلا شك إذا مات على ذلك، وكذلك شقاء الدنيا، فلا يشقى أصلًا، ويبين هذا قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]. فإن رأيته في شدَّة، فله من اليقين بالجزاء ما يصير الصاب[9] عنده عَسَلًا، وإلا، غلب طيب العيش في كل حالٍ. والغالب أنه لا تنزل به شدة إلا إذا انحرف عن جادة التقوى، فأما الملازم لطريق التقوى، فلا آفة تطرقه، ولا بلية تنزل به، هذا هو الأغلب)[10].
ولا شك أن انتفاء الضلال والشقاوة عن متبعي الوحي، لا يتحقق فيمن اتصف بالمهلكات التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» [11].
فالشحُّ مهلك لصاحبه إذا انقاد له، فعن عبدالله بن عمرو، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا» [12].
قال ابن تيمية: (والشح يكون في الرجل مع الحرص وقوة الرغبة في المال، وبغض للغير وظلم له، كما قال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} [الأحزاب: 18، 19] – إلى قوله – {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ} [الأحزاب: 19]، فشُحُّهم على المؤمنين وعلى الخير يتضمن كراهيته وبغضه، وبغض الخير يأمر بالشر، وبغض الإنسان يأمر بظلمه وقطيعته كالحسد، فإن الحاسد يأمر حاسده بظلم المحسود وقطيعته، كابني آدم وإخوة يوسف. فالحسد والشح يتضمنان بغضًا وكراهية، فيأمران بمنع الواجب وبظلم ذلك الشخص)[13].
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وهوى متبع».
قال ابن رجب: (وكذلك البدع إنما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع؛ ولهذا يسمى أهلها أهل الأهواء، وكذلك المعاصي إنما تقع من تقديم الهوى على محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه)[14].
فيدخل في اتباع الهوى:
• الذي لا يفهم معاني القرآن ولا يعمل به: فعن سَمُرة بن جندب، في حديث الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علَّمهُ الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة» [15].
• الذي يجهل السنة ولا يعمل بها: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم شيئين لن تضلُّوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» [16].
وعن المقدام بن معدي كرب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه، وإن ما حرَّم رسول الله كما حرم الله» [17].
• الذي يعمل للدنيا: عن عبدالله بن مسعود، قال: (لو أن أهل العلم صانوا العلم، ووضعوه عند أهله، لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «من جعل الهموم همًّا واحدًا، هم آخرته، كفاه الله همَّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك» [18].
• المقلد: قال الشنقيطي: (ولا شك أن انتفاء الضلال والشقاوة والخوف والحزن عن متبعي الوحي المصرح به في القرآن، لا يتحقق فيمن يقلد عالمًا ليس بمعصوم، لا يدري أصواب ما قلَّده فيه أم خطأ، في حال كونه معرضًا عن التدبر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما إن كان يظن أن آراء العالم الذي قلده كافية مغنية، عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والآيات القرآنية الدالة على لزوم اتباع الوحي، والعمل به، لا تكاد تحصى، وكذلك الأحاديث النبوية الدالة على لزوم العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تكاد تحصى؛ لأن طاعة الرسول طاعة لله، وقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7][19].
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وإعجاب المرء بنفسه».
فعن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يظهرُ هذا الدِّين حتى يجاوز البحار، وحتى تُخاض بالخيل في سبيل الله، ثُمَّ يأتي أقوامٌ يقرءون القرآن، فإذا قرءوا قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأُ منا، من أعلمُ منا» ثم التفت إلى أصحابه، فقال: «هل ترون في أولئك من خير»، قالوا: لا، قال: «فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هُم وقُودُ النار» [20].
وقال القرطبي عن العجب: (هو ملاحظة لها (أي: النفس) بعين الكمال والاستحسان مع نسيان منَّة الله، فإن وقع على الغير واحتقره فهو الكبر)[21].
فالعجب يفضي إلى الكِبْر، والكِبْر لا يكون إلا عن عجب؛ إذ هو أثر من آثاره، فالعجب بالنفس يحمل على التكبُّر على الخلق واحتقارهم، والاستهزاء بهم، وتنقيصهم بقوله وفعله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم» [22]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس[23].
قال العثيمين: (فالإعجاب يكون في العمل، والكبر يكون في النفس، وكلاهما خلق مذموم؛ الكبر والإعجاب.
والكبر نوعان: كبر على الحق، وكبر على الخلق، وقد بيَّنهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «الكبر بطر الحق وغمط الناس»، فبطر الحق يعني رده والإعراض عنه، وعدم قبوله، وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم، وألا يرى الناس شيئًا، ويرى أنه فوقهم)[24].
وقد يكون الشخص متواضعًا حسن الخلق، فيأتيه المدَّاحون، فلا يزالون به حتى يتعاظم في نفسه ويُعجب بها، وهذا أمر نلمسه جميعًا، ولقد انزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى رجلًا يمدح آخر في وجهه فقال له: «ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك» مرارًا، ثم قال: «من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل أحسب فلانًا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه» [25].
فالممدوح سيصدِّق نفسه بما استمع من عبارات المديح، فينتشي ويتعاظم، وبكثرة المدح تترسخ هذه الحقيقة داخل نفسه، ويوقن بأنه بالفعل مميَّز، فيشتد استعلاؤه ونظرته الفوقية لنفسه، فيقترب شيئًا فشيئًا إلى الهلاك، خاصة إذا كانت له علو اليد ونفوذ الأمر، وإذا قلَّ من حوله الأكْفَاء وأحجم النُّصحاء، فإنَّ العُجب سيستفحل فيه لا محالة، ولم لا، وهو يرى رأيه دومًا هو الرأي الصائب، وتفكيره هو التفكير السديد، تتعلق به الأنظار، وتصغي إليه الآذان، وتتعلق به القلوب، يظن أنَّه قد وُضع له القبول في الأرض، وقد يكون من الهالكين وهو لا يدري. قال الماوردي: (وللإعجاب أسباب، فمن أقوى أسبابه كثرة مديح المتقربين، وإطراء المتملقين)[26].
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
[1] التحرير والتنوير: 16/184-185. [2] صحيح مسلم: 269 – (817). [3] صحيح ابن ماجه: 215. [4] صحيح سنن الترمذي: 3510. [5] رواه مسلم: 38 – (2699). [6] فيض القدير: 1- 442. [7] سنن الترمذي: 2682. وصححه الألباني. [8] تفسير السعدي: 50. [9] الصاب: شجر له عصارة شديدة المرارة. [10] صيد الخاطر: 143. [11] صحيح الترغيب والترهيب: 53. [12] سنن أبي داود: 1698 [قال الألباني]: صحيح. [13] مجموع الفتاوى: 10 /588-590. [14] روائع التفسير: 1/ 202. [15] صحيح البخاري: 1386. [16] صحيح الجامع: 2937. [17] سنن الترمذي: 2664 [قال الألباني]: صحيح. [18] سنن ابن ماجه: 257 وحسنه الألباني. [19] أضواء البيان: 7/ 302-303. [20] الصحيحة: 3230. [21] النهاية في غريب الحديث: 2/ 488. [22] رواه مسلم: 32 – (2564). [23] رواه مسلم: 147 – (91). [24] شرح رياض الصالحين: 3 /536. [25] صحيح البخاري: 2662. [26] أدب الدنيا والدين، ص: 234.
_______________________________________________________
الكاتب: محمد حباش
Source link