رحلة التعافي من إدمان الإباحية

منذ حوالي ساعة

الأفلام الإباحية التي صنعها الغرب جاءت لأجل إفساد المجتمعات وقتلها، فلا يوجد مدمن إباحية ناجحٌ في حياته إطلاقًا، فلن تجدوا إنسانًا ناجحًا وهو يعيش في مستنقع الإباحية.

الأفلام الإباحية التي صنعها الغرب جاءت لأجل إفساد المجتمعات وقتلها، فتخيَّل معي كيف عاش الأجداد من دون تكنولوجيا؟

 

الإجابة هي: إن الأجداد عاشوا حياة جميلة صافية دون مغريات، وكانت أدمغتهم وأذهانهم نقية، بل كانت علاقاتهم جيدة مع زوجاتهم وأُسَرِهم، وقلما تجد قصصَ طلاق كثيرة في زمنهم؛ لأنهم كانوا يتمتعون بحياة حقيقية، وذلك يعود لسبب وحيد؛ وهو أن الدوبامين الموجود لديهم في أعلى مستوياته الطبيعية؛ ولهذا من الطبيعي أن تجدهم في تلك الحياة.

 

نحن سقطنا بسبب كثرة المغريات، وسهولة الوصول إليها؛ فالتكنولوجيا أصبحت جزءًا من حياتنا، بل كل حياتنا تتنفس بالتكنولوجيا، وهذا سبب الانتكاسات الحاصلة في أوطاننا، والانكسارات الأخلاقية في مجتمعاتنا، فانتشرت المقاطع المرئية ليس فقط للغرب وهم يُقنِّنون الْمِثْلِيَّة والجنس بأبشع صوره، بل لو نظرنا إلى المواقع العربية ورواد التيك توك وغيرها من المواقع، لَوَجَدْنا خرابًا أخلاقيًّا للكثير من الشباب والفتيات العرب، فتلك تتكلم بكل جرأة عن الجنس المحرم الذي عقوبته النار، وذاك يدعو إلى المثلية بكل وقاحة، وتلك تشرح قصصًا جنسية مع زملائها، وذاك أصبح دَيُّوثًا لا يهمه الفساد الذي تُخلِّفه الدِّياثة لأسرته، تلك حقائق واضحة للجميع، ومرئية، ولا يمكن أن تخفى على أحد، فقط نحن الآن نريد أن نؤكد للشباب أن تلك محرمات حرمها الشرع، وأمر بتجنُّبها، بل جَعَلَها من الفواحش التي تُخِلُّ بإيمان الشخص، فما السبيل؟ وما الحلول؟

 

ذلك ما نبحث عنه، وقد وجدنا صحوة ونبوغًا للكثير من الشباب؛ منهم مؤسسو هذا البرنامج لأجل إنقاذ الأمة من هذا المستنقع الذي أفسدهم، وأقعدهم، وجعلهم في سُباتٍ عميق عن قضاياهم، وأهميتهم في عمارة الأرض، والاستخلاف فيها، وإن وَعْدَ الاستخلاف والتمكين فقط للصالحين، وليس لأولئك المذنبين، والمنحرفين، والساقطين في وَحْلِ المعاصي.

 

يقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 55]؛ الآية.

 

وعد إلهي صادق في كتابه العظيم لعباده المؤمنين في أي زمان ومكان بعودة الخلافة والتمكين في الأرض، ولكنه مقرونٌ بالتقوى والصلاح والعمل الذي لا يخالطه نفاق.

 

خلافاتٌ وقعت بسبب السقوط في هذا الوحل، ولتعلموا أنه بسبب الجواري والخمور والرقص، لم نرَ بعدها أي خلافات حتى يومنا هذا.

 

التعافي يا شبابَ أُمِّتِنا ليس لأجل فقط أننا مسلمون، بل إن هناك مؤلفين من الغرب لا يحملون ديانة الإسلام يعلمون خطر الإباحية، والعادة السرية؛ ولهذا شرعوا في تأليف الكتب، والتحذير من الآثار المدمرة لمن يخوضون في هذه الحياة، التي نهايتها الهم والاكتئاب، والحالات النفسية، والفشل الذريع في الحياة.

 

فلا يوجد مدمن إباحية ناجحٌ في حياته إطلاقًا، ولتبحثوا في هذا المجال، فلن تجدوا إنسانًا ناجحًا وهو يعيش في مستنقع الإباحية.

 

الناجحون هم من وجدوا أهدافهم، ومن هربوا بأنفسهم من هذه الحياة المغلَّفة بالنشوة الكاذبة العابرة غير المستمرة، فقط إدمان يعقبه كسلٌ، وعدم ثقة بالنفس، والهروب من المجتمع، والانزواء في غرف مغلقة.

___________________________________________________
الكاتب: د. عبدالجليل علي الشجري


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *