من ذاق عرف، ومن عرف الجمال اغترف، ومن حُرِمَ بعد المذاق اشتاق واعترف، هذا حال كل من استمتع بشيء ما حسيًّا كان أو معنويًّا ثم منعه منه مانع، فكيف بمَنْ رأى المسجدَ الحرامَ وطاف بكعبته وعندها أقام وفي جنباته صلَّى وقام.
د. محمد أحمد صبري النبتيتي
من ذاق عرف، ومن عرف الجمال اغترف، ومن حُرِمَ بعد المذاق اشتاق واعترف، هذا حال كل من استمتع بشيء ما حسيًّا كان أو معنويًّا ثم منعه منه مانع، فكيف بمَنْ رأى المسجدَ الحرامَ وطاف بكعبته وعندها أقام وفي جنباته صلَّى وقام.
لما جاءت جائحة الكورونا وحُرِمَ الناسُ من المساجد حتى مسجد الله الحرام كنت قد يئست من زيارته مرة أخرى، وقُلتُ: بذنوبي لن تتشرَّف قدماي بوطئه تارةً أخرى؛ لكن لعلمي أن اليأس مذموم، والقنوط من رحمة الله كفران مشئوم، دعوتُ ربِّي سبحانه وتعالى ألَّا يحرمني من زيارة بيته حجًّا واعتمارًا، وسألتُه أن يغفر ذنوبي إنه كان غفَّارًا، فهو سبحانه يعلم مدى الحرقة والاشتياق، ويعلم مدى حاجة القلب اللديغ لهذا الترياق؛ لذا همَمْتُ بكتابة هذا المقال حنينًا مِنِّي لهذا البيت القديم الذي أعتقه الله من أيدي الجبابرة وتشويقًا لغيري ممَّن ألهته الدنيا عن بيت ربِّه ولم يؤدِّ ما افترض عليه من حقِّه، كيف لا أحِنُّ ولا أشتاق والله قال: { ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾} [البقرة: 125].
اسمع ما قاله العلماء في معنى (مثابة) وتأمَّل وتدبَّر كلام ربِّك وكتابه:
قال الواحدي في الوسيط: ومثابة للناس: 1- مرجعًا للناس، يرجعون إليه من كل جانب، وهو مصدر ميمي من ثاب القوم إلى المكان: رجعوا إليه، فهم يثوبون إليه ثوبًا وثوبانًا، أو 2- معاذًا لهم يلجئون إليه، أو 3- موضع ثواب يثابون بحجِّه واعتماره.
قال السعدي رحمه الله: {﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ ﴾} ؛ أي: مرجعًا يثوبون إليه؛ لحصول منافعهم الدينية والدنيوية، يتردَّدون إليه، ولا يقضون منه وطرًا.
قال ابن كثير: قَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قوله تعالى: {﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ ﴾} ؛ يَقُولُ: لَا يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا، يَأْتُونَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ، ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَيْهِ.
قال القرطبي: قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فِي الْكَعْبَةِ:
مَثَابًا لِأَفْنَاءِ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا
تَخُبُّ إِلَيْهَا الْيَعْمَلَاتُ الذَّوَامِلُ
ثم ذكر قول الشَّاعِر:
جُعِلَ الْبَيْتُ مَثَابًا لَهُمْ
لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْرُ يَقْضُونَ الْوَطَرْ
وَقال: دَخَلَتِ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ؛ لِكَثْرَةِ مَنْ يَثُوبُ؛ أَيْ: يَرْجِعُ؛ لِأَنَّهُ قَلَّ مَا يُفَارِقُ أَحَدٌ الْبَيْتَ إِلَّا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ مِنْهُ وَطَرًا؛ فَهِيَ كَنَسَّابَةِ وَعَلَّامَةٍ، قَالَهُ الْأَخْفَشُ.
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: ويَجُوزُ حَمْلُ تَعْرِيفِ النَّاسِ عَلى العَهْدِ؛ أيْ: يَثُوبُ إلَيْهِ النَّاسُ الَّذِينَ ألِفُوهُ وهم كُمَّلُ الزَّائِرِينَ، فَهم يَعُودُونَ إلَيْهِ مِرارًا، وكَذَلِكَ كانَ الشَّأْنُ عِنْدَ العَرَبِ.
قال ابن كثير: وَمَضْمُونُ مَا فَسَّرَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ هَذِهِ الْآيَةَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَذْكُرُ شَرَفَ الْبَيْتِ وَمَا جَعَلَهُ مَوْصُوفًا بِهِ شَرْعًا وَقَدَرًا مِنْ كَوْنِهِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ؛ أَيْ: جَعَلَهُ مَحَلًّا تَشْتَاقُ إِلَيْهِ الْأَرْوَاحُ وَتَحِنُّ إِلَيْهِ، وَلَا تَقْضِي مِنْهُ وَطَرًا، وَلَوْ ترددت إِلَيْهِ كلَّ عَامٍ، اسْتِجَابَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِدُعَاءِ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي قَوْلِهِ: { ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾} [إبراهيم: 37] إِلَى أَنْ قَالَ: ﴿ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].
نعم استجاب الله لدعاء الخليل الذي تضرَّع لربِّه الجليل، فقال: {﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾} .
قال البغوي: الْأَفْئِدَةُ: جَمْعُ الْفُؤَادِ {﴿ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾} : تَشْتَاقُ وَتَحِنُّ إِلَيْهِمْ.
قَالَ السُّدِّيُّ: مَعْنَاهُ أَمِلْ قُلُوبَهُمْ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: لَوْ قَالَ أَفْئِدَةَ النَّاسِ لَزَاحَمَتْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ وَالتُّرْكُ وَالْهِنْدُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَحَجَّتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: { ﴿ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ ﴾} وَهُمُ الْمُسْلِمُونَ.
نعم ألبس الله هذا البيت كساءً من المهابة والتعظيم، وأودع فيه سِرًّا يجذب قلوب المتقين.
قال السعدي: وجعل فيه سِرًّا عجيبًا جاذبًا للقلوب، فهي تحجُّه ولا تقضي منه وطرًا على الدوام؛ بل كلما أكثر العبد التردُّد إليه ازداد شوقه وعظم وَلَعُه وتَوْقُه، وهذا سِرُّ إضافته تعالى إلى نفسه المقدَّسة.
قال الواحدي في الوسيط: (وقال سبحانه: {﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾ } ولم يقل: فاجعل الناس تهوي إليهم، للإشارة إلى أن سعي الناس إليهم يكون عن شوقٍ ومحبَّةٍ حتى لكأن المسرع إلى هذا الجوار الطيب هو القلب والروح وليس الجسد وحده).
وكذا قال ابن عاشور: والمُرادُ: فاجْعَلْ أُناسًا يَهْوُونَ إلَيْهِمْ، فَأقْحَمَ لَفْظَ الأفْئِدَةِ لِإرادَةِ أنْ يَكُونَ مَسِيرُ النَّاسِ إلَيْهِمْ عَنْ شَوْقٍ ومَحَبَّةٍ حَتَّى كَأنَّ المُسْرِعَ هو الفُؤادُ لا الجَسَدُ؛ لكن ابن عاشور رحمه الله يرى (مِن) هنا بيانية وليست تبعيضية، فيقول رحمه الله: فَلَمَّا ذَكَرَ أفْئِدَةً لِهَذِهِ النُّكْتَةِ حَسُنَ بَيانُهُ بِأنَّهم مِنَ النَّاسِ، فَـ (مِن) بَيانِيَّةٌ لا تَبْعِيضِيَّةٌ؛ إذْ لا طائِلَ تَحْتَهُ، والمَعْنى: فاجْعَلْ أُناسًا يَقْصِدُونَهم بِحَبَّاتِ قُلُوبِهِمْ.
قال ابن القيم في مقدمته البديعة لكتابه الماتع زاد المعاد: (وقد ظهر سِرُّ هذا التفضيل والاختصاص في انجذاب الأفئدة وهوى القلوب وانعطافها ومحبَّتها لهذا البلد الأمين، فجذبُه للقلوب أعظمُ من جذب المغناطيس للحديد، فهو الأوْلَى بقول القائل:
محاسنه هيولي كل حسن
ومغناطيس أفئدة الرجال
ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابة للناس؛ أي: يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرًا؛ بل كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له اشتياقًا.
قال الشاعر:
لا يرجع الطرف عنها حين ينظرها
حتى يعود إليها الطرف مشتاقا
فلله كم لها من قتيل وسليب وجريح، وكم أنفق في حبِّها من الأموال والأرواح، ورضي المحب بمفارقة فِلَذ الأكباد، والأهل والأحباب والأوطان، مقدمًا بين يديه أنواع المخاوف والمتالف والمعاطف والمشاق، وهو يستلذُّ ذلك كله ويستطيبه ويراه -لو ظهر سلطان المحبة في قلبه- أطيب من نعم المتحلية وترفهم ولذاتهم.
وليس مُحِبًّا من يعد شقاءه
عذابًا إذا ما كان يرضى حبيبه
وهذا كله سِرُّ إضافته إليه سبحانه وتعالى بقوله: { ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ } [الحج: 26]، فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من هذا الإجلال والتعظيم والمحبَّة ما اقتضته، كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك، وكذلك إضافته عباده المؤمنين إليه كستهم من الجلال والمحبة والوقار ما كستهم، فكل ما أضافه الرب تعالى إلى نفسه فله من المزيَّة والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاء والاجتباء، ثم يكسوه بهذه الإضافة تفضيلًا آخر، وتخصيصًا وجلالة زائدًا على ما كان له قبل الإضافة)؛ انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
مهما يكتب المرء ويكتب لن يوفي ذلكم البيت حقَّه، أمر الله خليله أن يُؤذِّن في الناس فقال: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق ﴾ [الحج: 27 – 29] يا الله! قال: أذِّن يأتوك، يأتوك مشتاقين موحِّدين مؤمنين، آمِّين البيت الحرام، يبتغون فضلًا من ربِّهم ورضوانًا ليزدادوا هنالك محبَّةً وإيمانًا.
قال ابن عاشور: ومِن حِكْمَةِ مَشْرُوعِيَّتِهِ تَلَقِّي عَقِيدَةِ تَوْحِيدِ اللَّهِ بِطَرِيقِ المُشاهدَةِ لِلْهَيْكَلِ الَّذِي أُقِيمَ لِذَلِكَ حَتَّى يَرْسَخَ مَعْنى التَّوْحِيدِ في النُّفُوسِ؛ لِأنَّ لِلنُّفُوسِ مَيْلًا إلى المَحْسُوساتِ لِيَتَقَوَّى الإدْراكُ العَقْلِيُّ بِمُشاهَدَةِ المَحْسُوسِ، فَهَذِهِ أصْلٌ في سُنَّةِ المُؤَثِّراتِ لِأهْلِ المَقْصِدِ النَّافِعِ.
يذهبون هنالك ابتغاء الأجر والثواب وطلبًا لهداية ربِّ الأرباب؛ قال تعالى: {﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾} [آل عمران: 96].
قال السعدي رحمه الله: (يُخبِر تعالى عن شرف هذا البيت الحرام، وأنه أول بيت وضعه الله للناس، يتعبَّدون فيه لربِّهم فتغفر أوزارهم، وتقال عثارهم، ويحصل لهم به من الطاعات والقُرُبات ما ينالون به رِضا ربِّهم والفوز بثوابه والنجاة من عقابه، ولهذا قال: ﴿ مُبَارَكًا ﴾؛ أي: فيه البركة الكثيرة في المنافع الدينية والدنيوية كما قال تعالى: {﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ } { ﴿ وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾} [آل عمران: 96]، والهدى نوعان: هدى في المعرفة، وهدى في العمل، فالهدى في العمل ظاهر، وهو ما جعل الله فيه من أنواع التعبُّدات المختصة به، وأما هدى العلم فبما يحصل لهم بسببه من العلم بالحق بسبب الآيات البيِّنات التي ذكر الله تعالى في قوله: {﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ﴾ } [آل عمران: 97].
أبعد ذلكم التشويق وهذا الحنين والتحليق ترغب عن بيت ربِّ العالمين، وتؤثر دُنْياك على الآخرة والدين، ها أنا ذا قد كتبت بعضًا من ذلكم المقال في بيت الله الكبير المتعال بعدما مَنَّ الله عليَّ وعلى زوجتي ورزقنا العمرة بعد شوقها ولهفتي بعدما كان السفر للحرم عسيرًا؛ لكن بقدرة الله صار يسيرًا بعدما دخلت مسابقة للتفسير، فحصلت منها على مبلغ غير يسير كان سببًا في الذهاب والوصول لبيت الغفور التوَّاب.
وعِشْنا أفضل أيام العمر في عبادة وتضرُّع وسكينة، ورجعنا ولم نقْضِ وطرنا منه؛ ولكن عزاؤنا هو طمعنا في الرجوع إليه مرةً أخرى، فالأفئدة به مُعلَّقة، والقلوب إليه مشتاقة، فهيَّا معاشر المسلمين شمِّروا سواعدكم، والجأوا إلى بارئكم، وسَلُوا الله بصِدْقٍ، ولا تبخلوا بأموالكم، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، واستشعروا تِلْكُم السكينة التي نزلت في قلب النبي وصحبه حينما صدق الله رسوله الرؤيا، فقال: {﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ﴾} [الفتح: 27].
اعملوا بقول نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ، وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» “.
Source link