لحظية المعاملة مع الله…
كل الذين أحبونا مهما عظمت محبتهم واهتمامهم ورحمتهم
نغيب أوقاتا عنهم
عن عيونهم
عن تفكيرهم
ينشغلون بأنفسهم
بأوجاعهم
بهمومهم
بأفراحهم
بأحبة آخرين
ينامون
يسافرون
ينسون
حتى ونحن معهم يذهلون عنا
ينشغلون يدهشون
لحظية العناية لا يمكن تصورها من أحد
ولا طلبها منه مهما بلغت غاية محبته وقوة مودته.
أن تكون على تواتر الأنفاس في الرعاية ضرب من المستحيل.
مع الله
أنت في معاملة متصلة بلا انقطاع
أنت في بصر الرب ونظره بلا توقف
بصر بلا انقطاع كشف بلا غياب
هل تشعر!!
يراك
(فإنه يراك)
يراك على تدفق الثواني واللحظات
يسمعك …على الدوام
صوتك يسمع منه كل نبرة وحرف وأنين
معك
معية كلية بلا فراق.
يعاملك يعامل قلبك وجسدك
يعاملك على تلون أحوالك اليومية
حين تحزن حين تفرح حين تتعب حين تخاف حين تمل حين تصمت حين تقوم وتقعد وتتكلم
أحضر هذا الشعور في قلبك
لحظية المعاملة شهود يوقظ القلوب
حين تعصي ربك
يراك يسمعك ويعلم أي مشاعر تدور في قلبك
يعاملك في ثورة المعصية وسكرة الخطيئة في كل ثانية فيها
ويعاملك بعد رحيل اللذة وميلاد الألم ولوعة الندم
معاملة آنية
لحظة البصيرة هو الذي هداك لها
جرعة الندم هو الذي ساقها إليك
الخطوات إلى الوضوء والركعتين وإلهام الدعاء والذكر وأوجاع الروح يهديك لها الذي عصيته قبل ثوان وهو يراك.
الحديث هنا عن شهود شيء خاص في القلب
لحظية المعاملة
لا أدري هل أسعفتني الحروف
أم هي الأخرى خرست في مشهد رحمة الرب العظيم
وطيب معاملته التي لا تغيب ولا ترحل
الرعاية التي رافقت كل حرف كتبته الآن
وقبله وبعده
حين تقرأون حروفي وتنشغلون بها
ثم تنشغلون عني وعنها
أبقى رغم رحيلكم
في معاملة الرب الذي معي ومعكم قبل التواصل معكم
وحين التواصل
وحين ترحلون ونفترق…
Source link