قبل أن تنتصر لنفسك من أخيك تذكر – أبو الهيثم محمد درويش

اختلاف الطباع بيننا واختلاف طريقة التفكير هي من دلائل بديع خلق الله، فكل منا ليس نسخة من الآخر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اختلاف الطباع بيننا واختلاف طريقة التفكير هي من دلائل بديع خلق الله، فكل منا ليس نسخة من الآخر.

هذا الاختلاف يحتاج إلى صدر رحب وخلق رفيع لتخطي أي خلاف قد يطرأ نتيجة لاختلاف الطباع أو طريقة التفكير وهذا ما حدث بالفعل لأفضل الخلق بعد الأنبياء سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ليعلمه النبي صلى الله عليه وسلم درساً كبيراً ويعلم معه الأمة.

عن سعيد بن الْمُسَيِّب رضي الله عنه قال: «(بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه، وقع رجل بأبي بكر فآذاه (ذمه وسبَّه)، فصمَتَ عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية، فصمتَ عنه أبو بكر، ثم آذاه الثّالثة، فانتصر منه أبو بكر (ردَّ عليه)، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوَجدْتَ عليَّ (أغضِبْتَ عليَّ) يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:نزل ملَكٌ من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرتَ وقع الشيطان (حضر حين ذهب المَلَك)، فلم أكن لأجلس إذْ وقع الشّيطان) » [رواه أبو داود وحسنه الألباني] .

وفي رواية أخرى: «(أن رجلا شتم أبا بكر والنبى صلى الله عليه وسلم جالس يعجب ويتبسم (من شتم الرجل وقلة حيائه)، فلما أكثر ردّ (أبو بكر) عليه بعض قوله، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، كان يشتمنى وأنت جالس، فلما رَدَدْتُ عليه بعض قوله غَضِبْتَ وَقُمْتَ!! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان معك مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْك، فلما رددْتَ عليه وقع الشيطان (أى حضر)، فلمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مع الشّيطان. ثم قال: يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضي (أى يعفو) عنها لله عز وجل إلا أعزَّ الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطيّة (أى باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة (أى يسأل الناس المال) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلّة) » [​​​​​​​رواه أحمد والبيهقي وحسنه الألباني] .

هذا الدرس الأول.

أما الدرس الثاني : قد ينتج عن اختلاف الطباع والتفكير جدال …. دع الجدال مع إخوانك وإن كنت على حق.

«أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن تركَ المِراءَ وإنْ كان مُحقًّا»

الراويأبو أمامة الباهلي | المحدثالألباني | المصدرمناسك الحج والعمرة | الصفحة أو الرقم : 8 | خلاصة حكم المحدثحسن

يخبرنا  النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه  زَعِيمٌ، أي: ضامِنٌ وكفيلٌ، “بِبَيتٍ”، أي: قَصرٍ، “في رَبَضِ الجنَّةِ”، أي: نواحِيها وأطرافِها، “لِمَنْ تَركَ المِراءَ”، أي: الجِدالَ، “وإن كانَ مُحِقًّا”، أي: فِيما يقولُ؛ وهذا لِمَا فيهِ من الحِفاظِ على النفوسِ وما يَتسبَّبُ فيهِ المراءُ من خِلافٍ وشَقِّ للصفوفِ.

​​​​​​​والله الموفق والمستعان

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

وما توفيقي إلا بالله – طريق الإسلام

ما أعظم أن يسير المرء في طريق الخير، ويستقيم عليه، وترعاه عناية الله في كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *