مؤتة بوّابة الفتح – رقية القضاة

منذ حوالي ساعة

اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء

أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء
كانت هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلّم لذلك الجيش الذي انطلق الى الشام قاصدا مؤتة إيذانا بفتح بوابة الشام لدين الله العظيم ،وهو يعلّم أصحابه خطوات الفتح المبين نفالقلوب تفتح بالرحمة و الإحسان ، والسيف لايجرد من غمده إلّا في وجه ظالم جاحد متجبرمتاله لا يؤمن بحريّة الإنسان وحقّه في الأمان والعيش الكريم
هناك في ثرى مؤتة سطّر التاريخ أروع حكاياته البديعة زيد بن حارثة يقاتل عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى تمزّقه الرّماح فيلقى ربّه شهيداً.
ويرفع جعفر الرّاية عاقراً فرسه ناذراً دمه لله طالباً الشهادة كصاحبه، فتقطع يمناه فيحمل الراية بيساره فتقطع، ويحتضن الشهيد الراية بعضديه ترتوي من دمه وتظلله بهالة الوفاء والفداء ويقتل دون راية الحق شهيداً.
وقام عبد الله بن رواحة خطيباً يشجّع الجند على الجهاد قائلاً: ياقوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، وما نقاتل النّاس بعدد ولا قوّة ولا كثرة، إنّما نقاتلهم بهذا الدّين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنّما هي إحدى الحسنيين؛ إمّا ظهور وإمّا شهادة
وتقدّم الأمير الثالث مقاتلاً رافعاً الراية حتى قتل فحمّل المسلمون الراية لخالد بن الوليد فدافع الرّوم حتى دفعهم ثم انحاز منسحباً دون هزيمة وكرّ منصرفاً إلى المدينة.
وتصل أنباء المعركة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم الملهوف على جيشه وأصحابه الحريص عليهم أكثر من أنفسهم وينادي الصلاة جامعة ويلتف المسلمون حوله في مسجده فيقول : ” ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنّهم انطلقوا فلقوا العدوّ، فأصيب زيد شهيداً فاستغفروا له، فاستغفر له النّاس، ثمّ أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشدّ على القوم حتى قتل شهيداً، أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثمّ أخذ الرّاية عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى قتل شهيداً فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمّر نفسه، ثم ّ رفع رسول الله أصبعه فقال: اللهم هو سيف من سيوفك فانصره ” .
وعرف خالد بعدها بسف الله المسلول، وها هو يروي عن نفسه يوم مؤتة فيقول: ” لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية ” .
لقد أدرك أصحاب محمد الأمين أنّهم لا يقاتلون بالعدد والعدّة، ولا يرمون عدوّهم بسهام مسنونة، وإنما هم جند الله سلاحهم الدّين الذي حمّلوا أمانته وسيفه الكلمة الخالدة ” لا إله إلا الله ” فاستمدوا البطولة من نبيهم والثبات من عقيدتهم والإقبال على الموت برضى خالص من التصديق بوعد الله فلم ترعبهم كثرة العدوّ ولم يرهبهم عتاده المتين.
ومضى شهداء مؤتة تورق أرواحهم في مؤتة، وتنطلق غصون فتح ممتدّة لتكون جسراً مرّ عليه الفتح الإسلامي، لتنعم الشام ببركة العدل ودعوة رسول الله ” اللهم بارك لنا في شامنا “.

اللهم عجل نصرك وفرجك لأهل غزة المرابطين على ثغور الأقصى يقدّمون أنفسهم وأموالهم وأولادهم في سبيل الله ونصرة لقبلة المسلمين الاولى رمز عزة الأمة وكرامتها


Source link

About Mohamed Alsharif

Check Also

{ وترجون من الله ما لا يرجون } – عبد السلام حمود غالب الأنسي

قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *