عندما تنفصل الرياضة عن المرجعية

منذ حوالي ساعة

تصرف الدول مليارات الدولارات على الملاعب ورواتب الموظفين وإدارات الأندية وقطاع كامل مستهلك فقط وبشراهة بالغة،

عندما تنفصل الرياضة عن المرجعية المتجاوزة والقيم، وتصبح مرجعية ذاتها، وبلا غاية ولا هدف ولا معيار خارجي، ويصبح معيارها الأوحد وهدفها الأول دارويني نيتشوي هو تحقيق الربح والنصر على (الأعداء!)، لا تقوية الجسد أو تفريغ الطاقة كما كان قديما.

وعندما يتحول اللاعبون لأثرياء ونجوم الكرة الأرضية بسبب التفرغ الكامل لانتاج اللذة ونشر الاستهلاكية وتسلية الجماهير الغافلة باستمرار وبلا انقطاع.

وعندما تتسبب الكرة في انفصال الشعوب عن القضايا العامة المصيرية بالإغواء والسحر الرياضي، ويتفرغ أباطرة السياسيين لإدارة المجتمعات بلا حاجة شديدة للقمع.

وعندما يتم التحكم في أوقات اللاعبين ونوعية طعامهم ومراقبة علاقاتهم بزوجاتهم، ويتم بيعهم وشراؤهم وتداولهم بين النوادي بمئات الملايين وكأنهم “أشياء” و”سلع” في سوق نخاسة، ويخضعون لقوانين العرض والطلب والربح والخسارة، بما ينشر الرؤية المادية المقيتة ويعمقها ويستبطنها عموم الناس بلا شعور ولا تساؤل.

وعندما يصبح الانتماء للنادي قضية الحياة: الكورة حياتي، بل ربما والموت والاستشهاد في سبيله، فتتشكل هوية شخص وتتحدد أولوياته وولاؤه وبراؤه ونظرته للكون من خلال النادي الذي يتحول لمطلق ويقين ثابت لا يطرأ عليه التغير والتبدل مهما تغير اللاعبون وطاقم التدريب.

وعندما تصرف الدول مليارات الدولارات على الملاعب ورواتب الموظفين وإدارات الأندية وقطاع كامل مستهلك فقط وبشراهة بالغة، بينما يئن من الفقر بجانب هذه الأندية المجرمة الثرية ملايين المعوزين.

فنحن أمام وثن يُعبد، وصنم يُخضع له، ورؤية معلمنة للكون والحياة .. وهذه هي الطا.غوتية.

(مختارات من مواقع التواصل)


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

كلمة من القلب : أنا مكسوف – أبو الهيثم محمد درويش

هذه قصتنا: أنعم الله علينا باتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ بداية الشباب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *