علاج المرأة العاصية لزوجها – محمد جميل زينو

المرأة الناشزة: المترفعة على زوجها، الناكرة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له، فمتى ظهر له منها أمارات النشوز، فليعظها، وليخوفها عقاب الله في عصيانه، فإن الله قد أوجب حق الزوج عليها وطاعته، وحرم عليها معصيته…”

1- قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} [النساء: 34].

 

أي والنساء اللاتي تتخوفون أن ينشزن على أزواجهن، والمرأة الناشزة: المترفعة على زوجها، الناكرة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له، فمتى ظهر له منها أمارات النشوز، فليعظها، وليخوفها عقاب الله في عصيانه، فإن الله قد أوجب حق الزوج عليها وطاعته، وحرم عليها معصيته، لا له عليها من الفضل والإفضال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». (صحيح رواه الترمذي).

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبَت عليه، لعَنتها الملائكة حتى تصبح». (رواه البخاري).

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا باتت المرأة هاجرة[1] فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح». (رواه مسلم).

 

2- وقوله تعالى: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ}:

قال ابن عباس: الهجر: هو ألا يجامعها ويضاجعها على فراشها، ويوليها ظهره، ولا يكلمها مع ذلك.

 

وعن ابن عباس: يعظها، فإن هي قبلت، وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها

 

من غير أن يرد نكاحها، وذلك عليها شديد.

 

وقوله تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ}:

أي إذا لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران، فلكم أن تضربوهن ضربًا غير مُبرِّح

 

قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر.

 

قال الفقهاء: هو ألا يكسر فيها عضوًا، ولا يؤثر فيها شيئًا.

 

أقول والقائل محمد بن جميل زينو: على الرجل إذا ضرب زوجته أن يجتنب الوجه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أ-  «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته». (رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة)

 

ب-  «إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه» (رواه مسلم).

 

ج-  «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا تقل قبح الله وجهَك، ووجهَ مَن أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته». (حسن رواه أحمد).

 

4- وقوله تعالى: {فَإنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}:

إذا أطاعت المرأة زوجها في جميع ما يُريده منها مما أباحه الله له منها فلا سبيل له عليها بعد ذلك، وليس له ضربها ولا هجرانها.

 

5- وقوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[2]:

تهديد للرجال إذا بغَوا على النساء من غير سبب، فإن الله العلي الكبير وَليُّهن، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.

 

6- التحكيم في الصلح أو الفراق: قال الله تعالى:

{وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إنْ يُرِيدَا إصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

 

بعد أَن ذكر حال نفور الزوجة شرع بذكر حال نفور الزوجين، وطلب حكمًا ثقة من أهل المرأة، وحَكمًا ثقة من أهل الرجل، ليجتمعا، فينظرا في أمرهما، ويفعلا ما فيه المصلحة مما يريانه من التفريق، أو التوفيق.

 

وتشوف الشارع إلى التوفيق بين الزوجين فقال: {إنْ يُرِيدَا إصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [سورة النساء].

 

فينظر الحكمان، فإن كان الرجل هو المسيء، حجبوا عنه امرأته، وقصروه على النفقة، وإن كانت المرأة هي المسيئة قصروها على زوجها ومنعوها نفقة. انظر تفسير ابن كثير

 

هذه بعض مظاهر تكريم المرأة في سورة النساء.


[1] عصيان المرأة لزوجها، ولا سيما إذا طلبها للجماع خطر على المرأة، لأن ذلك قد يؤدي لوقوع زوجها في الزنا، أو بتركها والزواج من غيرها.

[2] هذا دليل على علو الله فوق عرشه كما دلت عليه الآيات، والأحاديث الصحيحة.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

منذ حوالي ساعة قَالَ صلى الله عليه وسلم  «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *