من درر العلامة ابن القيم عن الزنا واللواط – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

لم يثبت عنه ﷺ أنه قضى في اللواط بشيءٍ؛ لأن هذا لم تكن تعرفُه العربُ، ولم يرفع إليه ﷺ، ولكن ثبت عنه أنه قال: (اقتلوا الفاعل والمفعول به) وإسناده صحيح.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالزنا واللواط من المواضيع التي تكلم عنها العلامة ابن القيم رحمه الله في عدد من كتبه، وقد جمعتُ بفضل من الله وكرمه بعضًا مما ذكره، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

 

(كتاب: زاد المعاد في هدي خير العباد)

لم يقض الرسول صلى الله عليه في اللواط بشيءٍ؛ لأن العرب لم تكن تعرفه:

لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قضى في اللواط بشيءٍ؛ لأن هذا لم تكن تعرفُه العربُ، ولم يرفع إليه صلى الله عليه وسلم، ولكن ثبت عنه أنه قال: «اقتلوا الفاعل والمفعول به»؛ (رواه أهل السنن الأربعة، وإسناده صحيح) .

 

(كتاب: تحفة المودود بأحكام المولود)

عذاب الزناة والزواني في البرزخ:

ينعم المؤمن في البرزخ على حسب أعماله، ويُعذَّب الفاجر فيه على حسب أعماله، ويختص كل عضو بعذاب يليق بجناية ذلك العضو…وتُعلق النساء الزواني بثديهن، وتحبس الزناة والزواني في التنور المحمى عليه، فيعذب محل المعصية منهم وهو الأسافل.

 

(كتاب: الفوائد)

هلاك القرى في ظهور الزنا:

إذا ظهر الزنا والرِّبا في قرية أُذِن بهلاكها.

 

(كتاب: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان)

نجاسة وخبث الزنا واللواط:

وسم الله سبحانه الشرك والزنا واللواط بالنجاسة والخبث في كتابه دون سائر الذنوب وإن كانت مشتملة على ذلك، لكن الذي وقع في القرآن قوله تعالى:  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}  [التوبة: 28] وقوله في حق اللوطية:  {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}  [الأنبياء: 74]، وقالت اللوطية:  {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}  [النمل: 56]، فأقروا مع شركهم وكفرهم أنهم الأخابث الأنجاس، وأن لوطًا وآله مطهرون من ذلك باجتنابهم له، وقال تعالى في حق الزناة:  {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ}  [النور: 26] والنجس قد يؤذي برائحته، وقد يؤذي بملابسته وإن لم تكن له رائحة كريهة، والمقصود أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة، وتارة تكون معنوية باطنة، فيغلب على الروح والقلب الخبثُ والنجاسة، حتى إن صاحب القلب الحي لَيَشمُّ من تلك الروح والقلب رائحةً خبيثة يتأذى منها، كما يتأذى من يشمُّ رائحة النتن، ويظهر ذلك كثيرًا في عرقه، حتى يجد لرائحة عرقه نتنًا، فإن نتن القلب والروح يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره، والعرق يفيض من الباطن؛ ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب الناس عرقًا، فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد والنفس الطيبة بضدها، فإذا تجردت وخرجت من البدن وُجِدَ لهذه كأطيب نفحة مسكٍ وجدت على وجه الأرض، ولتلك كأنتن ريح جيفةٍ وجدت على وجه الأرض.

 

الشيطان يزين للعبد الزنا ثم يدل عليه ويفضحه:

من كيده للإنسان أنه يُورده الموارد التي يُخيل إليه أن فيها منفعته ثم يُصدرُهُ المصادر التي فيها عطبه ويتخلى عنه ويُسلمه ويقف يشمت به ويضحك منه فيأمره بالزنا…يدل عليه ويفضحه كذلك فعل بالراهب الذي قتل المرأة وولدها أمره بالزنا بها ثم بقتلها، ثم دل أهلها عليها وكشف أمره لهم، ثم أمره بالسجود، فلما فعل فَرَّ عنه.

 

(كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)

إضعاف باعث شهوة الوقاع المحرم:

إذا قوي باعث شهوة الوقاع المحرم وغلب بحيث لا يملك معها فرجه…فإذا عزم على التداوي ومقاومة هذا الداء فليضعفه…بأمور:

أحدها: أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيجدها من الأغذية المحركة للشهوة، إما بنوعها، وإما بكميتها وكثرتها، فليحسم هذه المادة بتقليلها، فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم، فإنه يُضيق مجاري الشهوة ويكسر حدتها، ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلًا.

 

الثاني: أن يتجنب محرك الطلب وهو النظر، فليغض لجام طرفِه ما أمكنه، فإن داعي…الشهوة إنما يهيج بالنظر، والنظر يحرك القلب بالشهوة.

 

الثالث: تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام.

 

الرابع: الفكر في المفاسد الدنيوية المتوقعة من قضاء هذا الوطر، فإنه لو لم يكن جنة ولا نار لكان في المفاسد الدنيوية ما ينهى عن إجابة هذا الداعي.

 

الخامس: الفكرة في مقابح الصورة التي تدعوه نفسه…وليُعزَّ نفسه أن تشرب من حوض ترده الكلاب والذباب، كما قيل:

إذا كثر الذباب على طعــام   **   رفعت يدي ونفسي تشتهيه 

وتجتنبُ الأسودُ ورود ماءٍ   **   إذا كان الكلاب يلغن فيـــــه 

 

(كتاب: روضة المحبين ونزهة المشتاقين)

مفاسد الزنا وأضراره:

فأما سبيل الزنا، فأسوأُ سبيل، ومقيلُ أهلها في الجحيم شرُّ مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار يأتيهم لهيبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب، ضجُّوا، وارتفعوا، ثم يعودون إلى موضعهم، فهم هكذا إلى يوم القيامة، كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، ورؤيا الأنبياء وَحْي لا شكَّ فيه.

 

والزنا يجمع خلال الشر كلها، من: قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانيًا معه ورع، ولا وفاء بعهدٍ، ولا صدق في الحديث، ولا محافظة على صديق، ولا غيرة تامة على أهله، فالغدر، والكذب، والخيانة، وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرام، وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته.

 

ومنها: أن الناس ينظرونه بعين الخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته، ولا على ولده.

 

ومنها: سواد الوجه، وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.

 

ومنها: الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه، فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومَنْ جالسه استأنس به، والزاني تعلو وجهه الوحشة، ومَنْ جالسه استوحش به.

 

ومنها: ظلمة القلب، وطمس نوره.

 

ومنها: الفقر اللازم.

 

ومنها: أنه يُفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف، ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله به الزناة.

 

ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله وأصحابه، وغيرهم له، وهو أحقر شيء في نفوسهم، وعيونهم، بخلاف العفيف، فإنه يرزق المهابة، والحلاوة.

 

ومنها: الرائحة التي تفوح عليه، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه وجسده.

 

ومنها: ضيق الصدر وحرجه، فإن الزناة يُقابلون بضد مقصودهم، فإن من طلب لذة العيش وطِيبه بما حرمه الله عليه، عاقبه الله بنقيض قصده، فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببًا إلى خير قَطُّ ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له، دع ربح العاقبة، والفوز بثواب الله وكرامته.

 

ومنها: أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

 

ومنها: أن الزنا يجُرِّئه على قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة أهله وعياله…فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها، ويتولد عنها أنواع أُخَرُ من المعاصي بعدها…وهي أجلب لشرِّ الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة. فهذا بعض ما في هذه السبيل من الضرر.

 

عقاب الأمة اللوطية:

أما سبيل الأمة اللُّوطية، فتلك سبيل الهالكين، المفضية بسالكها إلى منازل المعذبين، الذين جمع الله عليهم من أنواع العقوبات ما لم يجمعه على أمةٍ من الأمم، لا من تأخر عنهم ولا من تقدم، وجعل ديارهم وآثارهم عبرةً للمُعتبرين، وموعظة للمتقين.

 

قتل اللوطي:

والصحابة اتفقوا على قتل اللوطي، وإنما اختلفوا في كيفية قتله…وعقوبته أغلظ من عقوبة الزاني؛ لإجماع الصحابة على ذلك، ولغلظ حرمته، وانتشار فساده، ولأن الله سبحانه لم يعاقب أُمَّةً ما عاقب اللوطية.

 

تذهب اللذات، وتعقب الحسرات، وتفنى الشهوة، وتبقى الشقوة.

 

(كتاب: الداء والدواء)

مفسدة الزنا من أعظم المفاسد:

لما كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد…كانت تلي مفسدة القتل في الكبر…قال الإمام أحمد: لا أعلم بعد قتل النفس شيئًا أعظم من الزنا.

 

وقد أكد سبحانه حرمته بقوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ}  [الفرقان: 68 – 70]، فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.

 

ومن خاصيته: أنه يوجب الفقر، ويقصر العمر، ويكسو صاحبه سواد الوجه، وثوب المقت بين الناس.

 

ومن خاصيته أيضًا: أنه يشتت القلب، ويُمرضه إن لم يمته، ويجلب الهم والحزن والخوف، ويباعد صاحبه من الملك، ويقرب منه الشيطان.

 

فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته؛ ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه، وأفحشها وأصعبها، ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.

 

ظهور الزنا من أمارات خراب العالم:

وظهور الزنا من أمارات خراب العالم، وهو من أشراط الساعة، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقلّ الرجال، وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد».

 

عقوبة اللوطية:

ولما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من وجدتموه يعمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به»؛ (رواه أهل السنن) ، وصححه ابن حبان وغيره، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث، وإسناده على شرط البخاري.

 

وأطبق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله، لم يختلف فيه منهم رجلان، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله.

 

اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر عليها الرجال، وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور، وهي شهوة النساء دون شهوة الذكور، فقلبوا الأمر، وعكسوا الفطرة والطبيعة، فأتوا الرجال شهوة من دون النساء؛ ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم، فجعل عاليها سافلها،…فجعلهم آيةً للعالمين، وموعظة للمتقين، ونكالًا وسلفًا لمن شاركهم في أعمالهم من المجرمين.

 

أخذهم على غرة وهم نائمون، وجاءهم بأسُه وهم في سكرتهم يعمهون، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون، فانقلبت تلك اللذات آلامًا، فأصبحوا بها يعذبون…ذهبت اللذات، وأعقبت الحسرات، وانقضت الشهوة، وأورثت الشقوة، تمتعوا قليلًا وعذبوا طويلًا، رتعوا مرتعًا وخيمًا، فأعقبهم عذابًا أليمًا، أسكرتهم خمرة تلك الشهوة، فما استفاقوا منها إلا في ديار المعذبين، وأرقدتهم تلك الغفلة فما استيقظوا إلا وهم في منازل الهالكين، فندموا والله أشد الندامة حين لا ينفع الندم، وبكوا على ما أسلفوه بدل الدموع بالدم.

 

وما الذي رفع قوى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعًا….وما هي من الظالمين ببعيد.

 

توبة المفعول به:

في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد، ولأنْ يُقتل المفعول به خيرٌ له من أن يؤتى، فإنه يفسد فسادًا لا يرجى له بعده صلاحًا أبدًا، ويذهب خيره كله، وتمُص الأرض ماوية الحياء من وجهه، فلا يستحي بعد ذلك لا من الله ولا من خلقه، وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن.

 

وقد اختلف الناس، هل يدخل الجنة مفعول به؟ على قولين سمعت شيخ الإسلام يحكيهما، والتحقيق في المسألة أن يقال: إن تاب المبتلى بهذا الداء وأناب، ورُزق توبة نصوحًا وعملًا صالحًا، وكان في كبره خيرًا منه في صغره، وبدل سيئاته بحسنات، وغسل عار ذلك بأنواع الطاعات والقربات، وغض بصره، وحفظ فرجه من المحرمات، وصدق الله في معاملته، فهذا مغفور له، وهو من أهل الجنة، فإن الله يغفر الذنوب جميعًا. وقد استقرت حكمة الله به عدلًا وفضلًا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

 

أما مفعول به كان في كبره شرًّا مما كان في صغره، لم يوفق لتوبة نصوح ولا لعمل صالح، ولا استدراك ما فات، ولا أحيا ما أمات، ولا بدل السيئات بالحسنات، فهذا بعيد أن يوفق عند الممات لخاتمةٍ يدخل بها الجنة عقوبةً له على عمله، فإن الله سبحانه يعاقب على السيئة بسيئة أخرى فتتضاعف عقوبات السيئات بعضها ببعض، كما يثيب على الحسنة بحسنة أخرى.

 

بداية الزنا من عدم غض البصر:

وأمر تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}  [غافر: 19]، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدمًا على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فتكون نظرة، ثم خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.

 

زنا المرأة:

فكم في الزنا من استحلال محرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم.

 

ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنا، فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإن حملته الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبيًّا ليس منهم فورثهم وليس منهم، ورآهم، وخلا بهم، وانتسب إليهم، وليس منهم، إلى غير ذلك من مفاسد زناها، وزنا الرجل فإنه يوجب اختلاط الأنساب أيضًا، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد، وفي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

اعتذار عن عطل بريد المقالات الفترة الماضية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين يعتذر قسم المقالات بالموقع للأفاضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *