الإيثار من صفات المفلحين – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} يعني: حاجة، أي: يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك”.

الإيثار من صفات المفلحين

قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

 

تفسير الآية:

قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} يعني: حاجة، أي: يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: من سلم من الشح فقد أفلح، وأنجح[1].

 

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، فَقَالَ: «مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟»، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ»[2].

 

معاني المفردات:

إِنِّي مَجْهُودٌ: أي أصابني التعب، والجوع.

مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ: أي أسأل الله له الرحمة.

إِلَى رَحْلِهِ: أي منزله.

قُوتُ صِبْيَانِي: أي طعام أطفالي.

فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ: أي اشغليهم عن طلب الطعام حتى يناموا.

فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ: أي المصباح؛ ليقع الظلام فلا يطلع على امتناعنا من أكل الطعام.

فَقَعَدُوا: أي جميعا.

الضَّيْفُ: المراد به من أتى زائرا من بلدة أخرى، أما الزائر المقيم فيسمى زائرا وليس ضيفا.

عَجِبَ اللهُ: أي عجبا حقيقيا يليق به عز وجل، لا يشبه عَجَب المخلوقين.

 

ما يستفاد من الآية، والحديث:

1- استحباب الإيثار على النفس ولو كان محتاجا، وكذلك على العيال إذا لم يضرهم.

 

2- وجوب إكرام الضيف.

 


[1] انظر: تفسير ابن كثير (8 /70-71).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (3798)، ومسلم (2054)، واللفظ له.

_________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الإسلام يدعو إلى تحرير العبيد من الرِّقَّ وكَفَلَ للإنسان حق الحرية

الأصل في الإسلام أن الناس أحرار وليسوا عبيدًا، وذلك بحكم انتمائهم لأبٍ واحدٍ، وبطبيعة ولادتهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *