الكلمة وأثرها في صناعة الكبار

الكلمة الطيبة لها أثر عظيم في صناعة الكبار وبناء السواعد و قدح شرارة المواهب لدى الآخرين.

كم من نماذج عالية ومخرجات عظيمة كانت بذرتها كلمة عابرة لم يلق لها صاحبها بالا.

– «نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل» كانت نقطة التحول في حياة ابن عمر الحافلة بالعلم والتبتل والعبادة.

– (لو جمعتم ما صح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) أخرجـ للمسلمين أصح کتاب بعد كتاب الله، (صحيح البخاري).

– (خطك يشبه خط المحدثين):  أنتجت لأمة الإسلام الإمام الذهبي، وحسبك به.

– ( (ما أجدر هذا أن يكون كاتبًا) صنعت الأديب الكبير والمفكر الموسوعي عباس العقاد لما سمعها من أستاذ زائر اطلع على كراسته في مادة الإنشاء فقال هذه الكلمة على مرأى ومسمع من الأساتذة والطلاب.

قال الرافعي: (الناس متهيئون للإيمان، ولكن ينقصهم من يكشف لهم عن أماكنه).

قد يكون الذي أمامك منجما من المواهب والقدرات ولا يحتاج منك سوى كلمة تنفض عنه غبار الكسل، وتعيد الثقة لنفسه من جديد.

وما آسى على شيء إلا على تلك المواهب التي طمرتها الأيام، ولم تجد يدا حانية بعثتها من مرقدها، وقدحت زنادها.

قال عبدالوهاب المسيري: كنت لا أنجح في الدراسة إلا في الدور الثاني، حتى وصلت للمرحلة الثانوية فقال لي مدرس التاريخ : أنت عبقري يا عبدالوهاب! فتغيرت حياتي منذ ذلك اليوم، ومنذ سماعي لتلك الكلمة).

لا يلزم حتى تكون نافعًا للدين أن تقضي وجه النهار وآخره في العمل والبذل العطاء، فلعل الله ادخر لك عملا أيسر، وأجره أكبر من خلال الكلمة التي تبثها فيمن حولك، وتشجيعك للمواهب، ومحاولة اكتشاف مواطن التميز في طلابك وإخوانك وحثهم عليها، ومساعدتهم في كيفية استغلالها وتوظيفها للأحسن.

ومن أعظم الاستثمار = الاستثمار في الرجال وصناعتهم وغرس قيم الخير والإيمان فيهم.

فالكلمة الطيبة صدقة، وما أعظم بركتها ونفعها إن خرجت من قلب صادق فلا تستهن بكلماتك (فكم من زهرة في القلوب كانت بذرتها كلمة صادقة).

___________________________________
الكاتب: طلال الحسان