منذ حوالي ساعة
إننا نشهد أمام الله وأمام التاريخ أن أهل غزة وفلسطين قد بيضوا وجوهنا وقاموا بواجبهم تجاه أمة الإسلام وسطروا أروع البطولات ورغم الخذلان وتنكر القريب والبعيد ما وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد المبديء المعيد الفعال لما يريد ,المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد، فسبحان من قسم خلقه قسمين وجعلهم فريقين فمنهم شقي وسعيد من عمل صالحا فلنفسه , ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد، أحمده وهو أهل للحمد والثناء والتمجيد وأشكره ونعمه بالشكر تدوم وتزيد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا كفو ولا عدل ولا ضد ولا نديد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى التوحيد الساعي بالنصح للقريب والبعيد المحذر للعصاة من نار تلظى بدوام الوقيد المبشر للمؤمنين بدار لا ينفد نعيمها ولا يبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً و بعـــــــــد:
عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرص فرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، ورأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء! ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره، بينما هم أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى).
عبـــــاد اللـــه:– هكذا هي مسيرة الأمم والشعوب والمجتمعات وحتى الأفراد قوة وضعف عزة وذلة أمناً وخوف غنن وفقر صحة وسقم وهي سنة الله في خلقه {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140]
وما تزال الأمم والشعوب في عزةٍ ومنعة ما دامت تسير على منهج الله وتتبع رسله فإذا ظهر الإنحراف عن هذا الطريق أذلها الله ولو كانت تملك كل المقومات المادية للحياة: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل:69] وقال تعالى {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} [الدخان 25/27] وقال تعالى ( {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [الحج:45] وذكر الله في كتابه اليهود وكيف أصطفاهم على الأمم وجعل فيهم الملك والنبوة وآتاهم ما لم يؤتي أحداً من خلقه لكنهم كفروا وبدلوا وغيروا وعصوا وتلطخت أيديهم بدماء الأنبياء فأذلهم الله ولعنهم وسلط عليهم على مدار التاريخ من يسومهم سوء العذاب قال تعالى:{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران:112]
وهذا الذل وهذا الصغار وهذا الخوف ملازم لهم إلى يوم القيامة حتى ولو امتلكوا الأموال والجيوش والأسلحة وظهروا أمام العالم أنهم أقوياء ومعهم من يقف بجانبهم ويساندهم ويدعمهم ومهما كان الإجرام والتدمير والقتل للاطفال والنساء الذي يقومون به منذ شهور، إلا إنهم في ذل وخوف وجبن وقد تحقق هذا بأن بعث الله عليهم من يسومهم سوء العذاب وما يحدث في فلسطين وغزة اليوم، وضربات المجاهدين ومقاومتهم واستبسال الشعب والتمسك بأرضهم وقوة إيمانهم وصبرهم رغم المعاناة لدليل واضح على هذه العزة والتي أذلت اليهود وأعوانهم وعرتهم وفضحتهم أخلاقياً وسياسياً وإنسانساً، فأهل غزة وفلسطين صامدون في عزة وشمووخ وإباء وصدق الله إذ يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [لأعراف:167] إنها ضربات المقاومة رغم الحصار والدمار والتضييق والقتل والتدمير وقلة العدة والعتاد قد جعلت من الجيش الذي لا يقهر وأسلحته أضحوكة وألعوبة على أيدي رجال تشربوا الإيمان والعقيدة والعزة وحب الله والدار الآخرة، فهم لعدوهم قاهرون، بأنفاق الجحيم التي التي دمرت آلياتهم وأمعنت القتل في جنودهم،.. لعدوهم قاهرون.. بثباتهم وصمودهم أمام الحصار التاريخي والتدمير الممنهج الذي يجري اليوم.
أيها المسلمون: من هنا يجب أن ندرك أهمية العزة وكيف نطلبها من مصدرها وكيف نحافظ عليها فالعزة خلق من أخلاق المؤمنين التي يجب أن يتحلوا بها ويحرصوا عليها وقد دعا سبحانه وتعالى عباده إلى التخلق بهذا الخلق فقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: من الآية8]
وقال عن عباده الأخيار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة:54] وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: من الآية29] وقال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139] وهذا يقتضي أن يكونوا أعزاء، وكأن الله عز وجل أراد أن يؤكد هذا المعنى في نفوس عباده حين جعل كلمة الله أكبر تتردد كل يوم في أذان الصلاة مراتٍ ومراتٍ فتشعرهم بأن الكبرياء لله عز وجل وأن عليهم أن يلتمسوا العزة من لدنه وأن يستوهبوا القوة من حماه، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر:10] يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ: من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26].
ولم يكتف الله في القرآن الكريم بتحريض المؤمنين على إباء الضيم وإيثار العزة تحريضاً يقوم على الأمر الصريح أو التوجيه المباشر بل عمد إلى ضرب الأمثال من الأمم السابقة التي استجابت لدعوت الحق وتابعت رسل الله جل جلاله واستشعرت العزة وتمردت على المذلة فكان جزاؤها كريماً وثوابها عظيماً حيث خاضت المعارك من أجل عقيدتها ومبادئها ولم تهن أو تضعف بل صبرت وصابرت وكافحت وناضلت حتى ظفرت وانتصرت وذلك فضل الله القوي الذي يحب الشرفاء، العزيز الذي ينصر من استمسك بالعز والإباء، يقول الله في القرآن: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].
والعزة ليست تكبراً أو تفاخراً وليست بغياً أو عدواناً وليست هضماً لحقٍ أو ظلماً لإنسانٍ وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصيانة لما يجب أن يصان ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة بل لعل خير الأعزاء هو من يكون خير الرحماء وهذا يذكرنا بأن القرآن الكريم قد كرَّرَ قوله عن رب العزة: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} تسع مرات في سورة الشعراء وفي غيرها من السور.
لقد عظم الله الحق وأهله، كما حقر الباطل وأهله، فلا ينبغي لمسلم أن ينظر إلى كافر نظرة اعتزاز وإكبار، حتى ولو بلغ من الحضارة كل مبلغ، فقد صغر الله شأنهم، وحقر أمرهم، قال تعالى ـ: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} [الأنفال 22].
فقد جعل الله العزة ملازمة للإيمان: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون 8] فمتى استقر الإيمان ورسخ، فالعزة معه مستقرة راسخة؛ حتى في أحرج اللحظات.، دخل الإيمان قلوب السحرة فصرخوا في وجه فرعون باستعلاء: {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا* إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى} [طه:72-73].
عبـــــاد اللـــه:- إننا نشهد أمام الله وأمام التاريخ أن أهل غزة وفلسطين قد بيضوا وجوهنا وقاموا بواجبهم تجاه أمة الإسلام وسطروا أروع البطولات ورغم الخذلان وتنكر القريب والبعيد ما وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا، فقد تعلمنا منهم العقيدة وتعلمنا منهم السيرة وتعلمنا منهم التطبيق الحقيق للصبر واليقين والتوكل وتعلمنا منهم سيرة الصحابة وتضحياتهم وثباتهم، شاهدنا كل شيء وتعلمنا كل شيء منهم، وما ضعف وما استكان إلا من يتفرج عليهم وهو قادر على نصرتهم، إننا مقصرون في حقهم أفراداً وجماعات ودول وعلينا أن نتدارك هذا التقصير بشد أزرهم ودفع الظلم عنهم ومناصرتهم كلاً بما يستطيع وعلينا أن نخرج من حالة الضعف والهوان فلقد أصبنا في أنفسنا بالهزيمة حتى قبل أن ندخل في مواجهة أعدائنا وأصبحنا اليوم أضعف الأمم لأننا طلبنا العزة بالمال فما وجدناها وطلبناها بالعدد والعدة فما وجدناها وطلبناها من أعدائنا وتوليناهم في كثير من أمور حياتنا وقلدناهم في سلوكياتهم وأعمالهم وخرجت من الأمة فئات وشرائح من قيمها و معتقداتها تارة بأسم الإلحاد وتارة بأسم القومية وتارة بأسم العلمانية وتارة بأسم الحداثة لعلها أن تجد العزة فما وجدتها وصدق الله تعالى إذ يقول: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء:139] إن مصدر العزة هو الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة به، ومهما كانت المؤامرات على هذه الأمة وبث روح الهزيمة واليأس في نفوس أبنائها إلا أن فلسطين وغزة أحييت الآمال وبثت التفاؤول، فنسأل الله لهم النصر والصبر والثبات.
أيها المسلمون: ومع كل هذه المؤمرات والدسائس على هذه الأمة ومحاولة تيئيس أبناءها وبث الهزيمة في نفوسهم إلا أنك ترى كثير من صور العزة والإباء، ترى هذه العزة في أولئك الأبطال في فلسطين وصمودهم الأسطوري ودفاعهم عن أراضيهم وعن مقدسات المسلمين وما يحدث في غزة من حرب مدمرة وإبادة جماعية لم تستثني صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا إمرأة ولا بيتاً ولا شارعاً ولا مستشفاً ولا مدرسة في مؤامرة يهودية صهيونية، مع هذا كله رأينا العزة والشموخ في أطفال غزة ونسائها ورجالها وأبطالها المقاومين الذي يلقنون العدو الضربات الموجعة في أفراده وآلياته متوكلين على الله مستمدين القوة منه، لقد رأينا رجال ونساء وأطفال فلسطين كلها وغزة، رأينا الرجل كبير السن والمرأة العجوز والمقعد على الكرسي المتحرك والمبتورة قدماء والمشلول، والطفل الذي ينضخ رأسه دماً، رأينا صبرهم وجلدهم ومعنوياتهم وإصرارهم وعزتهم بالله وحده، كيف لا يكون ذلك وعزتهم لم تطلب إلا من الله، وكيف لا يكون ذلك وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك» ، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» (رواه أحمد والطبراني).
وإن على المسلمين جميعاً مناصرتهم والوقوف بجانبهم ودعمهم بكل الوسائل مادياً وعنوياً وعسكرياً وتبنى قضيتهم إعلامياً وفي المحافل العالمية والمؤسسات الدولية وذلك أقل الواجب، فهم إخوة في الدين وأصحاب قضية حقه.
عباد الله: من اعتز بغير الله ذل، ومن استعان بغيره خاب، ومن توكل على غيره افتقر، ومن أنس بسواه كان في عيشة موحشة ولو غمرته الاضواء وحفت به المواكب، اللهم قلّ الناصر وخان الفاجر واستكبر الكافر وتمادى المنافق، اللهم فكن لأهلنا في القدس وغزة وفلسطين مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا، اللهم إنا نبرأ من الحول والقوة، إلا حول الله وقوته؛ فلا تردنا يا ربنا خائبين ولا محرومين من الإجابة؛ فكن بنا حفيا ولدعائنا مجيبا.
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هماً فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية، اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلء اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين، اللهم عليك باليهود المعتدين ومن ناصرهم، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا قوي يا عزيز، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وانصر عبادك الموحدين، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،
اللهم َأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبهم، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ واهدهم سواء السبيل، وردنا جميعاً إلى دينك رداً جميلاً،
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا والمؤمنين عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون
Source link