منذ كنا أطفالًا، والعبارة “لا تفعل” تشعل فينا فضولاً لا يُطفأ بسهولة. وحين كبرنا، تغيرت الأشياء، لكن بقيت الكلمة ذاتها تملك نفس المفعول:
منذ كنا أطفالًا، والعبارة “لا تفعل” تشعل فينا فضولاً لا يُطفأ بسهولة.
وحين كبرنا، تغيرت الأشياء، لكن بقيت الكلمة ذاتها تملك نفس المفعول:
كلمة (لا) لا تمنع بقدر ما تُثير.
رُبَّ طفلٍ لم يكن ليقترب من الموقد…
لكن حين قيل له: “لا تلمسه!”
أصبح اللهيب في عينيه أجمل من أي لعبة.
وكم من شابٍ لم يكن ليفكر في أمرٍ ما…
لكن لما قيل له: “احذر أن تقترب منه!”
أصبح الموضوع في قلبه قضية إثبات.
الحقيقة أن الإنسان لا يُحب أن يُساق بالعصا،
هو بحاجة إلى فهم المعنى لا مجرد تلقي الأوامر.
فإذا قلت لولدك: “لا تصاحب فلاناً”
دون أن تبين له لماذا، فقد تزيد تعلقه به.
وإذا حرّمت على نفسك شيئاً بلا قناعة واضحة،
فإن عقلك الباطن سيجعله أجمل من كل المباحات.
ما الحل؟ كيف نمنع دون أن نُغري؟
1. فسّر أكثر مما تأمر.
لا تقل فقط “لا تفعل”، بل قل “لأن هذا سيسبب كذا وكذا…”
2. استبدل النفي بالإقناع.
بدلًا من “لا تُهدر وقتك” قل “انظر كم سيمنحك هذا الوقت من فرص إن استخدمته بحكمة.”
3. قدّم البديل.
لا تترك الفراغ يتسع، امنح الطرف الآخر طريقاً آخر يسلكه.
في النهاية:
نحتاج أن نربي أنفسنا وأبناءنا على أن كلمة “لا” لا تعني التحدي، بل الوقاية.
وأن الرغبة ليست مقياساً للصواب،
وأن الممنوع ليس جميلاً دائماً… لكنه مجهول، والمجهول يُغري من لم يُدرّب على الحكمة.
Source link