هل رتّب القرآن أحداث القيامة وعلامات الساعة؟

افترضنا آنفا أن القرآن الكريم يقابل التقويم الهجري، فالجزء الخامس عشر يقابل القرن الهجري الخامس عشر، والجزء السادس عشر يقابل القرن السادس عشر، وهكذا. ونريد الآن أن نفحص هذه الفرضية.

 

افترضنا آنفا أن القرآن الكريم يقابل التقويم الهجري، فالجزء الخامس عشر يقابل القرن الهجري الخامس عشر، والجزء السادس عشر يقابل القرن السادس عشر، وهكذا. ونريد الآن أن نفحص هذه الفرضية.
نلاحظ أن الجزء الثلاثين يركّز على الساعة بشكل لافت:
{(عم يتساءلون. عن النبأ العظيم)} ، {(فإذا جاءت الطامة الكبرى)} ، {(فإذا جاءت الصّاخّة)} ، {(إذا الشمس كُوّرت)} ، {(إذا السماء انفطرت)} ، {(إذا السماء انشقت)} ، {(إذا زُلزِلت الأرض زلزالها)} ، وكأن الساعة على وشك أن تقع، بل لقد وقعت بالفعل، ونحن الآن نشاهد الانقلاب الكوني. وبرغم أن السور الواردة في الجزءيْن الأخيريْن من المصحف هنّ من أوائل ما نزل من القرآن، إلا أن الله تعالى جعلهن في آخر المصحف. لماذا؟
من وجهة نظري: أن ذلك من أجل الإشارة إلى زمن وقوع هذه الأحداث.
ومعلوم أن يوم القيامة ليس فيه ليل ولا نهار، وأنه عبارة عن زمن متدفق قُدُماً إلى

 ما لا نهاية، ولهذا يُسمّى اليوم الآخر أي الذي ليس بعده يوم.
فإذا افترضنا أن سورة القيامة في الجزء التاسع والعشرين تشير إلى قيام القيامة في القرن الهجري التاسع والعشرين، نجد أن الأحداث التي ستقع يوم القيامة قد رتّبها القرآن بشكل متسلسل زمنيّا، كما يلي:
1- نفخة الصّعق.
{(فإذا نُقِر في الناقور) } سورة المدّثر، وهذه النفخة تكون قبل القيامة مباشرة.
2- البعث.
{(أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه. بلى قادرين على أن نسوّي بنانه)} سورة القيامة، وهكذا يبدأ يوم القيامة حيث نجد في السورة نفسها الإنسان وهو (يسأل أيّان يوم القيامة).
3- زجر الخلائق إلى خارج كوكب الأرض.
{ (فإنما هي زجرة واحدة. فإذا هم بالساهرة)} [سورة النازعات] . لماذا؟
من أجل إحداث التغييرات الهائلة في الكون.
4- تكوير الشمس وانكدار النجوم وتسيير الجبال وتسجير البحار. سورة التكوير.
5- انفطار السماء وانتثار الكواكب وتفجير البحار وبعثرة القبور. سورة الانفطار.
وعن ابن عمر مرفوعا: “من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين، فليقرأ:
{ (إذا الشمس كُوّرت)} ، و {(إذا السماء انشقّت)} ، و {(إذا السماء انفطرت)} “. السلسلة الصحيحة: 2958
6- قيام الخلائق في انتظار مجيء الرب سبحانه وتعالى. (يوم يقوم الناس لرب العالمين) سورة المطفّفين.
7- انشقاق السماء ومدّ الأرض. سورة الانشقاق، وذلك لنقل الخلائق إليها تمهيدا للحساب.
8- مجيء الرب سبحانه وتعالى وكذا الملائكة وجهنم.
{(وجاء ربك والملَك صفّا صفّا. وجيء يومئذ بجهنم) } [سورة الفجر] .
9- سؤال الناس الأنبياء أن يشفعوا لهم حتى يصلوا إلى محمدا صلى الله عليه وسلّم، فيقبل ذلك.
{ (ولسوف يعطيك ربك فترضى) } [​​​​​​​سورة الضحى] ، وقد جاء في الحديث أنه يُقال للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا محمد، ارفع رأسك، وسلْ تُعط، واشفع تُشفّع”. وكذلك قوله تعالى: {(ورفعنا لك ذكرك)} سورة الشّرح.
10- سجود النبي صلى الله عليه وسلم تحت العرش وسؤاله الله تعالى أن يبدأ الحساب.
{(واسجد واقترب)} [سورة العلق] .
11- العبور على جسر جهنم.
{(كلا لو تعلمون علم اليقين. لتروُنّ الجحيم. ثم لتروُنّها عين اليقين)} [سورة التكاثر] .
12- خلاص الفقراء قبل الأغنياء الذين سيطول حسابهم.
{(ثم لتُسألُنّ يومئذ عن النعيم)} [سورة التكاثر] .
13- قيام النبي صلى الله عليه وسلم عند الكوثر، وابتداء شرب المؤمنين منه.
{(إنا أعطيناك الكوثر) } [​​​​​​​سورة الكوثر] .
ولقد كنتُ في حيرة بشأن الكوثر: في أي موضع من مواضع الآخرة يكون الشرب منه؟ فعرفت أن هذا يكون بعد ورود جهنم والخلاص منها – عياذا بالله منها -.
وهكذا نجد ترتيبا واضحا لأحداث القيامة ابتداءا من نفخة الصعق، وانتهاءا بنهر الكوثر.
فهل يوجد في القرآن أيضا ترتيب زمني واضح لعلامات الساعة والأحداث الهامة في آخر الزمان؟
الجواب: نعم وقد رتّبها القرآن الكريم كما يلي:
1- خروج الدجال.
{(وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا)} [سورة الكهف] ، وكذلك قوله {(ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها)} في السورة نفسها، وكما نعلم فسورة الكهف تمثّل عصمة من فتنة المسيح الدجال.
2- خروج يأجوج ومأجوج.
{(فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء وكان وعد ربي حقا) } [سورة الكهف] .
3- نزول عيسى بن مريم.
{(والسلام عليّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حيا)} [سورة مريم] . وللحديث بقية.

كتبه: حسين البيضاني 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي – سالم محمد

منذ حوالي ساعة مادة مختارة من كتاب:( حقيقة الديمقراطية) لـلشيخ/محمد شاكر الشريف حفظه الله تعالى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *