الغفلة مرض العصر – طريق الإسلام

لو كان لي أن أصف مرض العصر لقلت دون تردد أنها الغفلة..

لو كان لي أن أصف مرض العصر لقلت دون تردد أنها الغفلة..

الغفلة وسكرتها التي تكاد تملأ النفوس وتفيض من عيون البشر..
شباب في ريعان قوتهم تراهم يكلمونك بعيون فارغة ليسوا معك ولا يعنيهم كلامك ولا النظر في معانيه..

بالغون في قمة طاقتهم يسيرون في الشوارع كالأشباح عيونهم في هواتفهم أو عقولهم غائبة مع سماعاتهم..
تضيع منهم الساعة تلو الأخرى بين وسائل تواصل وألعاب فيديو ومقاطع تيتكوك قصيرة لا تقدم أي معنى..
هائمون منشغلون ولا يدرون بماذا، أذهانهم مليئة بشيء لا يعرفونه ولا يستطيعون وصفه، مجرد قطع من الأفكار، بدايات كثيرةلم يكملوها، ثوانٍ قصيرة مروا خلالها على منشور هنا أو صورة هناك، لكن تركيزهم قليل ومازال ينقص، ونظرهم في نفوسهم وعالمهم مازال في انخفاض..

تلك الغفلة مرعبة، خطيرة على النفس وعلى الجيل القادم، تضيع فيها الأمة ويفقد المرء فيها قيمة نفسه واحترامه لها، تذكرني بالقرشيين الذين لم تنفعهم مجاورة البيت الحرام في ألا يشركوا بالله، تخبرنا بأن المرء يستطيع فعلاً أن يعيش عمراً كاملاً وسنين طويلة كثيرة دون أن يكتسب علماً نافعاً ولا يرى ما هو أمامه بنظرة تفيده!

أقفل هاتفك واصنع تغيير نفسك بدءاً من الآن، افتح عينيك على حالك ووقتك ومسيرك، أمامك في كل يومٍ وكلّ فعلٍ قرارٌ جديد وامتحانٌ جديد ومسؤولياتٌ جديدة، انظر في غاية وجودك وهدفك، واعلم أن سعيك اليوميّ وصرفك لطاقتك هو معيار وتمثّل ذاك الفهم وإحياؤه..

______________________________________

الكاتب: تسنيم راجح


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

كيف حال خواطرك؟ – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة من راقب الله في خواطره، عصمه الله في جوارحه، فلا يستعملها إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *