منذ حوالي ساعة
الدنيا ما زالت بخير، انظر للمجتمع بعين التفاؤل، واجتهد بالأعمال الصالحة وأرشد من حولك؛ «لأن يهدِيَ الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْرِ النَّعَمِ».
قالوا في الأمثال القديمة: “كل شاة معلَّقة بعُرْقُوبها”، أو “كل شاة برجلها معلَّقة”؛ قال ابن الكلبي: “أول من قال ذلك وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد”.
هل ذهبت يومًا إلى ملحمة بيع اللحم، فرأيت أن كل ذبيحة معلقة وحدها، ولا عجب في ذلك، هم يقصدون بضرب ذلك المثل أن كل إنسان محاسَب عن عمله، عن نفسه؛ وكأنهم قد اقتبسوه من قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38]، أو قوله سبحانه: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13]، وقوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]؛ أي: لن يضرك، ولن ينفعك فسادُ أو صلاح مَن حولك.
اسع لفِكاك نفسك في ذاك الموقف العصيب؛ {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34 – 37].
ليس معنى هذا أن تترك مَن تعول لتصلح نفسك فقط، لا، بل ((كل راعٍ مسؤول عن رعيته))، من دون أن تشق على نفسك؛ حتى لا يصيبها الهم والحزن، فتضعُفَ عن فعل الطاعات؛ {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى: 48].
تنصح، ترشد، تدعو، ما استطعت لذلك سبيلًا؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، تسعى على قدر استطاعتك.
ألَا ترى معي لو أن كل راعٍ اجتهد في صلاح بيته وأهل بيته، لكانت الحياة أجمل.
كثير من الناس يتذمر من انتشار المعاصي والسفور والمنكرات، وغيرها، ولو انشغل بمن تحته صلاحًا وإصلاحًا، لكان خيرًا له.
الدنيا ما زالت بخير، انظر للمجتمع بعين التفاؤل، واجتهد بالأعمال الصالحة وأرشد من حولك؛ «لأن يهدِيَ الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْرِ النَّعَمِ»، ودَعِ التذمر والشماتة بالآخرين «لا تشمت بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك».
انشر العلم وزاحم بالخير، واحرص على أن يبقى لك أثر؛ «أو ولد صالح يدعو له»، وأبْشِرْ بالخير[1].
[1] المراجع: كتاب “مجمع الأمثال”، للميداني. و”تيسير الكريم الرحمن” (تفسير السعدي).
__________________________________________
الكاتب: نورة سليمان عبدالله
Source link