أحبك في الله أيها الواتس !

إخوننا المستضعفون يُعذَّبون، يشرَّدون، يُقتَّلون بأيدي الحاقدين المتوحشين، يسلبون منهم حق الحياة، يصادرون منهم الحياة بغير حق، حرِّر أخبارهم، غرِّد لأجلهم، أكتب قصصًا عنهم،نظم أشعارًا لأجلهم…

أعنته على حفظ القرآن مدة شهرين فقط في مدينة بعيدة عن مدينتي، قبل ما يقرب من عشر سنين، وكان فتى أمردَ في المرحلة المتوسطة يومئذ، وانقطع الاتصال بيني وبينه بعد رجوعي إلى مدينتي.

 

وفجأة، وبعد كل هذه السنين، يتواصل معي عبر الواتس ويذكرني بنفسه، ويقول: إنه تخرج وتزوج وتوظف، وصار إمام مسجد بلحية كثَّة أعظم من لحيتي! حدث كل ذلك وكأنه حدث في طرفة عين من لحظات الدهر المنسية!

 

أسرتي الحميمة تعرف أخباري، وتعيش معي في أسفاري، لحظة فلحظة، حين أكون في مناسبة مشهودة أو مسافرًا إلى بعيد غائبًا عنهم بجسدي فقط، ومن هناك أعرف أحوالهم حالة بعد حالة، فردًا بعد آخر، كل ذلك وأكثر عبر القروب العائلي في الواتس!

 

أسرتي الوظيفية التي تتكون من زملاء العمل في الإعلام، تمتد زمالتي، بل صحبتي لهم من مقر العمل إلى خارجه، بل حتى وأنا بين أهلي في وسط بيتي، نتناقش، نتحاور، نتبادل المنشورات، نتقاذف بالمحشات! كل ذلك وأكثر عبر قروب “المركز الإعلامي الروهنجي” في الواتس!

 

طلابي الأوفياء، أحبابي الأصفياء، تمتد علاقتي معهم من مقر الدراسة والتعليم إلى خارجه، أتواصل معهم في اهتماماتهم الصغيرة، أبادلهم براءة الطفولة وحيوية الصبا ونضارة الفتوة، أنزل بنفسي إلى مستواهم، أعيش معهم في عوالمهم وخيالاتهم، أقترب منهم ويتقرَّبون إليّ، أمنحهم من فيض أبوتي الحانية، وأتلقى منهم حنان البنوة السامية! كل ذلك وأكثر عبر قروب البرنامج التربوي “وفاء” في الواتس!

 

أصدقائي المثقفون المطلعون، تمضي الشهور ولا أراهم، لا أعرف بعضهم، ولكني أعرف ما يقرؤون، وفيمَ يطلعون، وإلى أي وجهة في ثقافاتهم يتوجهون، أبادلهم مقروءَاتي في الكتب والمجلات بين حين وآخر، وربما سألوني أن أعيرهم كتابًا أو مجلة أو قصة، وكل ذلك وأكثر عبر قروب “نادي القراءة” في الواتس!

 

فتية مقبلون على الحياة، نشء طموح، يرون الكتابة عالَمًا مغريًا مُسيلاً للُعابهم، يَوَدون لو يمتلكون ناصية القلم، يعبرون به عما في نفوسهم، ينشرونه بين الناس كقطع أثيرة من ذواتهم، يسعدون ويزهون بكلمة شكر أو نظرة استحسان من أحدهم، يحسنون الظن بي، يرجونني أن آخذ بأيديهم وأقودهم في أولى خطواتهم، يعرضون عليّ بعض ما يكتبون، أجتهد معهم في التوجيه وكلي قصور، كل ذلك وأكثر عبر قروب “كُتَّاب المستقبل” في الواتس!

 

إخوتي في “أراكان” يُعذَّبون، يشرَّدون، يُقتَّلون بأيدي الحقد البوذي المتوحش، يسلبون منهم حق الحياة، يصادرون منهم الحياة بغير حق، أُحرِّر أخبارهم، أُغرِّد لأجلهم، أكتب قصصًا عنهم، أنظم أشعارًا لأجلهم، أعدُّ تقارير بشأنهم، أعبِّر من خلالها عن تضامني معهم، أُسجِّل من خلالها نصرتي لقضيتهم، أنشرها بيُسر وسهولة، وفي سرعة فائقة عبر الخاص، وعبر الجروبات الكثيرة في الواتس.

 

ولكل ما سبق مما ذكرت وما لم أذكر؛ فإني أحبك في الله أيها الواتس!

 

والحمد لله الذي وفَّقني لتسخيرك فيما يفيدني وينفع الأمة ويرضي الله!

___________________________________________________________
الكاتب: إبراهيم حافظ غريب


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *