{…*وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13 ، 14].
تأملْ أثرَ الوقوفِ عند حدودِ الشرعِ، والتَّقَيُّدِ بأوامرِهِ ونواهيه!
الكلام هنا عن الفرائض التي جعلها الله تعالى للورثة، فمن تأدب مع أحكام الله تعالى فلم يزد بعض الورثة عن حقه الذي فرضه الله له، ولم ينقص بعضَ الورثة عن حقه الذي قدره الله تعالى له، فهو الذي أطاع الله تعالى، فله البشرى في الدنيا على عدله واستقامته، وله البشرى في الآخرة بالنعيم المقيم، والفوز العظيم؛ {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
ثم تأمَّل أثرَ الاجتراء على حدود الشرع، والإعراض عن هدى رب السماوات والأرض، وتقديم العقل القاصر والفهم السقيم على الشرع الحكيم، وعلى هدي خاتم المرسلين!
تأمل تلك الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء، كيف ألقت بصاحبها في مهاوي الهلاك، وأَوْرَثتْه ذلًّا يدوم، وخزيًا لا يزول!
تأمل تلك الآثار المترتبة على الجور في قسمة المواريث! ومنها:
• معصية الله تعالى جبار السماوات والأرض، ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أوجب الله تعالى على العباد طاعته، وتقديم العقل عليهما؛ {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
• وتعدي حدود الله تعالى وانتهاك حرماته: {وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ}.
• وظلم الورثة الذين حرمهم من الميراث أو أنقصهم حقوقهم.
• ونثر بذور العداوة والبغضاء بين الورثة حين أعطى من لا يستحق وحرم من يستحق.
• وصار أسوة في الشر لمن أتى بعده وفعل فعله.
فإذا صرَّح بأن الشرع لا يلزمه، وسعى لتقنين ذلك الظلم، فقد كفر بالله العظيم، وباء بالخسران المبين.
____________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
Source link