قد اخترنا لك بعض المشاريع التي بها تحصل على خيرات مباركات، أذكرها لك مختصره وأسأل الله أن ينفعك بها.
من كمال النصح في هذه المناسبة أن يذكر بعض بعضًا ما يفيد به أخاه، ويكون سببًا في سمو نفسه وعلو مرتبته، وقد اخترت لك بعض المشاريع التي بها تحصل على خيرات مباركات، أذكرها لك مختصره وأسأل الله أن ينفعك بها.
أولها وأهمها المشاريع الإيمانية:
نتفق أنا وأنت أننا بحاجة لزيادة إيماننا وتقوية هذا الجانب المهم فينا، فما رأيك أن نتفق على مشاريع من شأنها أن تقوي إيماننا وترفع مقامنا، ولكن قبل ذكرها اتفق معك على أمرين مهمين:
أولهما: إلزام النفس بها.
ثانيهما: أننا كلما أصابنا كسل أو خمول وضعف حاولنا مرة أخرى حتى نثبت عليها.
أول هذه المشاريع:
• إلزام النفس بأداء فرائض الصلاة في وقتها، فلا نتأخر عنها إلا لعذر شرعي.
• أداء السنن الرواتب (ثنتي عشرة ركعة كل يوم وليلة).
• إلزام النفس بصلاة الوتر كل ليلة.
• المحافظة على تلاوة كل يوم جزءا من كتاب الله تعالى.
• المحافظة على أذكار الصباح والمساء. (جرب هذا لمدة أسبوع ثم انظر إلى قلبك ورقته وراحته، والتوفيق في كثير من الأمور، والمؤمن يعلم أنه وإن أصابه شيء فهو كفارة له).
ومن المشاريع الإيمانية:
• صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فلا تفرط فيها واختر أي الأيام شئت، فقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام (كان يصومها من كل شهر ولا يبالي في أي يوم منه صام) والأفضل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
• اجعل لك صدقة كل شهر أو كل أسبوع أو كل يوم، ولا يلزم الكثير، بل إن القليل عند الله الكريم كثير.
• تعاهد قرابتك بالزيارة والمواصلة فهي من أسباب طول العمر وسعة الرزق.
المشاريع العلمية:
لا يخفاك فضل العلم ورفعة أهله في الدارين، وانظر في ذلك على سبيل المثال كتاب (مفتاح دار السعادة، لابن القيم) لترى فضل العلم ومكانة أهله عند الله تعالى.
وتعال معي لمشاريع نلزم بها النفس بالشرطين السابقين:
أولها وأعظمها: الشروع في حفظ القرآن أو أجزاءا منه، وأضمن لك أنك مع المواصلة وعدم الانقطاع أنك بين سنتين إلى ثلاث ستحفظ القرآن الكريم.
• وضع برنامج علمي للتزود من العلم، وهذا يختلف باختلاف الناس، فمنهم من هو بحاجة لأبجديات الدين، ومنهم من هو أعلى وهكذا، فالمهم أن يكون لك وقتا في يومك للتزود من العلم إما بحضور درس أو قراءة في كتاب – بعد مشورة أهل العلم فيه – وأنصحك بالتنوع حتى لا تمل النفس، فما بين كتاب فقهي إلى عقدي إلى وعظي وقصصي وهكذا، ومن هذه الكتب: تفسير السعدي، كتاب التوحيد وشروحه كثيرة ومنها فتح المجيد أو غيره، الملخص الفقهي للفوزان، واستفد من كتب ابن القيم وابن رجب فهي تحمل العلم النفيس، وغيرها من الكتب.
المشاريع التطويرية:
نحن نعيش في ثورة معلوماتية كبيرة، وتقنية إلكترونيه لا يمكن وصفها، والمسلم لابد وأن يستفيد منها.
• استفد من الإنترنت وبرامج الجوال كالوتس أب ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر الخير، وقد وجدنا لهذا أثرا كبيرا.
• والمهم في هذا الباب أن تعمل على التطور ومواكبة الجديد واستخدامه فيما يرفع درجتك ويقربك من ربك.
• راجع بين الفينة والأخرى حالك مع ما التزمت به، ولا تيأس من الفشل، بل كونك تحاول وتخفق وتحاول مع أخرى خيرا من أن تبقى هكذا ولا تتقدم في مجالات البر والخير، وكن على يقين أنك مع المحاولات ستنجح بإذن الله تعالى.
• تخيل(ي) وقد أنجزت مع نهاية هذا العام كثيرا مما ذكر وأصبحت العبادة أحب الأمور إليك، وستصبح لا تساوم على ترك نافلة ولو أعطيت كنوز الدنيا، وصار العلم والتزود منه شغلك الشاغل، وطورت نفسك ونفعت المسلمين.
أعلم أن اجتماع كل هذا يصعب ولكن إن مالت نفسك لأمر وأبدعت فيه فركز عليه مع الاهتمام بالأصول والفرض، أسأل الله أن يمن عليك بفضله ويمدك بعونه.
______________________________________________________________
الكاتب: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
Source link