السلام عليكم أنا كنت شيعيا فهل يجب علي أن أقضي الصلاة التي كنت اصليها والصيام الذي كنت اصومه وأخرج الزكاة مجددا؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة والهداية لطريق الحق وإتباع الكتاب والسنة المطهرة بفهم الصحب الكرام سادات أولياء الأمة.
أما قضاء الصلاة أو الصيام أو غيرها من العبادات فلا يجب عليك؛ “الإسلام يجب ما كان قبله من الذنوب“؛ كما في حديث عمرو بن العاص عند أحمد والنسائي وغيرهما، قال تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ*خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [آل عمران: 86 – 88]، ثم استثنى تعالى من هذا الوعيد: التائبين، فإن الله يغفر لهم ما قدموه، ويعفو عنهم ما أسلفوه؛ فقال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89]، بل إن الله تعالى أخبر أنه سبحانه يبدل السيئات بحسنات؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفرقان: 68 – 70].
وقال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 17، 18]
وإنما عليك الإكثار من فعل الخيرات وصلاة النوافل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى“(5 / 71).”فأما المرتد، فلا يجب عليه قضاء ما تركه في الردة، من صلاة وزكاة وصيام – في المشهور – ولزمه ما تركه قبل الردة – في المشهور”. اهـ.
وقال المرداوي في “الإنصاف”: “وإن كان مرتدًا، فالصحيح من المذهب: أنه يقضي ما تركه قبل ردته، ولا يقضي ما فاته زمن ردته”. هـ.
وقال أيضًا: “والصحيح: عدم وجوب العبادة عليه في حال الردة، وعدم إلزامه بقضائها بعد عوده إلى الإسلام”. اهـ.
هذا؛ وقد سبق أن بينا أن الشيعة الموجودين في زماننا هذا كلُّهم مِن الشيعة الإماميَّة الجعفرية الاثنَيْ عشرية، وهم مِن أَشَرِّ الفرَق وأكذبهم وأظلمهم وأشدهم نفاقًا؛ كما في الفتويين: (زواج الفتاة السنية من الشاب الشيعي)، (الفارق بين نكاح الكتابية ونكاح الشيعية)،، والله أعلم.
Source link