وفى هذه اللحظة يتغير حال جورج الذى كان على استعداد لقتال المسلمين ولكنه بعد أن سمع هذا الكلام وبعد أن دعاه خالد إلى الإسلام –
قصة الدعوة تحت ظلال السيوف
الزمان: العام 15هجرى 636م
المكان :قرب نهر اليرموك بالشام
الحدث التقاء جيش الإسلام بقيادة خالد بن الوليد رضى الله عنه بجيش الإمبراطورية البيزنطى الروم
عدد جيش المسلمين 36ألفا
عددجيش الروم 240الفا
أنه يوم من أيام الله
نتوقف مع حدث مهم توقف معه التاريخ
كان لدى الروم قائد اسمه جرجة بن توذرا وقيل جورج بن توزدا
بينما الصفوف متراصة ولايسمع إلا صليل السيوف
خرج جورج أو جرجة من بين صفوف البيزنطيين من أجل المبارزة وطلب مبارزة خالد بن الوليد رضي الله عنه
فخرج له خالد وأقام أبا عبيدة مكانه .
وبينما الكل فى الصفوف يكتم أنفاسه مترقبا تلاحم السيوف
حدث شئ عجيب عندما تلاقت أعناق خيول خالد وجرجة..
– فلم يسارع جرجة بالمبارزة بل سارع بالكلام قائلا :
يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب .. ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله ..
هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم ؟
– فانتبه خالد أن اللحظة ساعة دعوة بالكلمة لا بالسيف
فقال خالد رضي الله عنه : لا
– قال جرجة: فبِمَ سُمِّيت سيف الله؟
– فهم خالد رضي الله عنه أن السائل متشوق للمعرفة فقال له بحكمة الداعية : إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً .. ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه .. فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله .. ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه .. فقال صلى الله عليه وسلم:
أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين .. ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
– قال جرجة : صدقتني
ثم أعاد عليه جرجة : يا خالد أخبرني إلامَ تدعوني ؟
– فتهلل قلب خالد رضي الله عنه من الفرحة وقال له : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله .. والإقرار بما جاء به من عند الله
– قال جرجة : فمن لم يجبكم ؟
– وهنا خالد رضي الله عنه لم يلجأ إلى مصيبة فقه المقاصد الحديث الذى ضيع الدعوة فيتحايل على جرجة ويكتم الحق بل أجاب بكل وضوح : فالجزية ونمنعهم.
– قال جرجة : فإن لم يعطها ؟
– قال خالد رضي الله عنه : نؤذنه بحرب ثم نقاتله.
– قال جرجة : فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم ؟
– قال خالد رضي الله عنه : منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.
ثم أعاد عليه جرجة : هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر ؟
– قال خالد : نعم وأفضل.
– قال جرجة : وكيف يساويكم وقد سبقتموه ؟
– قال خالد رضي الله عنه : إنا دخلنا في هذا الأمر .. وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا .. تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب .. ويرينا الآيات .. وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع .. وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا .. ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج .. فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا
– قال جرجة : بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني ؟
– قال خالد رضي الله عنه : بالله لقد صدقتك .. وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة وإن الله لولي ما سألت عنه!
– فقال جرجة : صدقتني –
وفى هذه اللحظة يتغير حال جورج الذى كان على استعداد لقتال المسلمين ولكنه بعد أن سمع هذا الكلام وبعد أن دعاه خالد إلى الإسلام –
{(ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)}
قلب جرجةالترس وانضم لخالد ..
وقال علمني الإسلام ..
فعلمه شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم مالَ به خالد إلى فسطاطه فشن عليه قربة من ماء ثم صلى جرجة ركعتين،
وقاتل جرجة اوجورج إلى جوار خالد ذاك اليوم قتالا شديدا حتى أصيب جرجة واستشهد ولم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما “
الواقعة تبرز وجه دعوى حكيم ذكى لسيدنا خالد رضي الله
المصدر:
البداية والنهاية لابن كثير – تاريخ الأمم والرسل والملوك .. ابن جرير الطبري
كانت معركة اليرموك من أيام الله فى التاريخ فقد حقق المسلمون نصرا عظيما قهر الإمبراطورية البيزنطية تماما وجعلها تنسحب تماما من الشام
وقد استشهد من المسلمين 4 آلاف بينما قتل من الروم البيزنطيين70ألفا
حتى قال جورج نافزيكر George F. Nafziger في كتابه الإسلام في الحرب المعركة، قائلاً: «بالرغم من أن معركة اليرموك لا تحظى بشهرة كبيرة اليوم، إلا أنها واحدةٌ من أكثر المعارك الحاسمة في تاريخ البشرية….. ولو حققت قوات هرقل النصر، لكان العالم الحديث مختلفاً جداً وغير محدد المعالم»
والحقيقة أنها كانت أهم معركة فى التاريخ للمسلمين فقد خرجوا من حدود جزيرة العرب إلى ملاقاة طواغيت الأرض وقد اعتبرها كثير من المؤرخين من أهم المعارك فى تاريخ البشرية حيث أنها فتحت للإسلام باب الانتشار والدعوة بفضل الله ثم سيوف الحق
ترى هل يرجع الماضي؟ فإني أذوب لذلك الماضي حنينا
كتبه ممدوح اسماعيل
Source link