منذ حوالي ساعة
كان صلى الله عليه وسلم يحث على قيام الليل وأن يختم بوتر ويصلي من الليل إحدى عشرة ركعة
الحمد لله وحده .. وبعد:
فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو سنته وطريقته في الأشياء – وهديه – صلى الله عليه وسلم أكمل هدي لأنه هدي معتدل يتحقق به صلاح القلب والجسد وإشباع الروح والعقل دون تفريط أو شطط وسنتعرض بمشيئة الله تعالى لبيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أشياء كثيرة ليتسنى للقارىء الكريم الذي يبتغي وجه الله تعالى والدار الآخرة أن يقتدي به صلى الله عليه وسلم فيما نشير إليه فإن الله تعالى قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب: 21]، وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
وفيما يلي نذكر هديه صلى الله عليه وسلم في الليل:
1- فقد كان صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب إذا تحقق غروب الشمس فيبكر بها حتى إن المرء يرجع إلى أهله بعد الصلاة وأنه ليبصر مواقع نبله ((ريشة السهم)).
2- وكان يصلي بعدها سنتها الراتبة ركعتين يقرأ في الركعة الأولى سورة: {قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية سورة {قل هو الله أحد} ويحث على صلاة ركعتين قبلها ويقول: «صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب لمن يشاء» وكان الصحابة رضي الله عنهم يبتدرون السواري – أي الأعمدة – يصلون وراءها يجعلونها سترة لصلاة هاتين الركعتين حتى يخيل للداخل أن قد صلوا المغرب من كثرة من يصليها.
3- وكان صلى الله عليه وسلم يحب تأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأول من الليل ويبين أنه أفضل وقتها ويبين أنه لولا خوف المشقة عليهم لأمرهم بها في ذلك الوقت وذلك – والله أعلم – من أجل أن يتفرغوا من حروثهم ومواشيهم وسائر أشغالهم ويسمروا مع إخوانهم وخدمهم وحشمهم ليكتمل أنسهم وراحتهم قبل نومهم.
4- وكان صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء لأنه مظنة تفويتها وتضييعها وكان عليه الصلاة والسلام يصلي العشاء كغيرها من الصلوات في المسجد مع الجماعة ويذم المتخلفين عنها وعن الفجر ويصفهم بالنفاق ويتوعدهم بالوعيد الشديد.
5- وكان يحب أن يصلي سنة العشاء الراتبة في بيته – وكذلك سنة المغرب والفجر- ويوصي بأن يجعل المرء من صلاته النافلة في بيته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً.
6- وكان صلى الله عليه وسلم يكره السهر بعد العشاء لأنه مظنة تفويت الفجر بالنوم عنها ولم يرخص صلى الله عليه وسلم في السهر بعدها إلا لسمر الرجل مع أهله وزوجته وكان صلى الله عليه وسلم يسمر مع أهله ساعة، وكذلك رخص في السهر لإكرام الضيف ولطلب العلم ولأمر يتعلق بعامة المسلمين.
7- وكان صلى الله عليه وسلم يوصي المسلم إذا أراد أن ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة وأن يضطجع على شقه الأيمن وأن يدعو بالأدعية التي علمها صلى الله عليه وسلم الأمة ويقول من أوى إلى فراشه طاهراً وذكر الله حتى يغلبه النعاس – النوم – لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه.
8- وكان صلى الله عليه وسلم يحث على قيام الليل وأن يختم بوتر ويصلي من الليل إحدى عشرة ركعة وأوتر صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر – قبيل الفجر – وذلك لأن الصلاة فيه أفضل والدعاء فيه أحرى بالإجابة وليكون احتياطاً واستعداداً لصلاة الفجر.
وكان صلى الله عليه وسلم يسلم من كل ركعتين من صلاة الليل ويوتر بواحدة ويقول صلاة الليل مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة، وكان إذا نام عن صلاة الليل أو شيء منها لمرض ونحوها صلاها من الضحى كما هي غير أنه يكمل الوتر ليكون شفعاً.
Source link