منذ حوالي ساعة
من الآداب النبوية التي يجهلها الكثير، أن الواحد إذا سافر سفراً تغيب فيه عن أهله وأراد العودة، فلا يفجؤهم بقدومه حتى يعلمهم أنه حضر أو يخبرهم بوقت رجوعه..
من الآداب النبوية التي يجهلها الكثير، أن الواحد إذا سافر سفراً تغيب فيه عن أهله وأراد العودة، فلا يفجؤهم بقدومه حتى يعلمهم أنه حضر أو يخبرهم بوقت رجوعه، وذلك حتى تتمكن الزوجة من الاستعداد للقائه بالتنظف والتطيب والتزين المطلوب من المرأة.
وذلك لأن العادة في الغالب ترك المرأة زينتها عند غياب زوجها، فإن عاد فجأة وهي غير مستعدة للقائه فلربما أورث ذلك اشمئزازاً في نفسه ونفوراً منها، وقد يرى منها ما لا يعجبه.
من أجل ذلك أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأدب العظيم.
فقد روى البخاري ومسلم عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلاً، وكان يأتيهم غدوة أو عشية.
وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( [إذا قدم أحدكم ليلاً، فلا يأتين أهله طروقاً حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة] ))[1].
قال النووي رحمه الله: (المغيبة) هي التي غاب عنها زوجها، ومعنى (تستحد) أي: تزيل شعر عانتها[2].
ومن هذا الباب نص الفقهاء على أن الرجل لا يدخل بيته حتى يتنحنح أو يتكلم أو يعمل حركة ما ينبئ بها أهله أنه داخل عليهم، من أجل أن تكون على حال لا تريد أن يراها زوجها عليها[3].
[1] هي التي اغبر وتلبد وتوسخ وشعر رأسها. [2] انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (13 /71). [3] انظر: ((فتح الباري)) (9 /340).
Source link