إن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي يتميزون بها
1- بعض المسلمين لا يلتزمُ بالتحية الإسلامية وهي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويقول بدلًا منها: صباح الخير، مساء الخير، مرحبًا، (عالعافية)، وغيرها من الكلمات التي يستعملها غير المسلمين، فيتشبهون بهم، ويحرمون أنفسهم من أجر وثواب السلام الشرعي، وهو ثلاثون حسنة كما ورد في الحديث الصحيح.
2- إن بعض المسلمين إذا قلت له: السلام عليكم ورحمة الله، أجابك قائلًا: مرحبًا، هلا، أهلًا، وغير ذلك من الأجوبة المخالفة لقول الله تعالى: {وَإذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}. [النساء: 86].
3- إذا فتحت هاتفًا لأحد، فسرعان ما يجيبك (ألو) ومعناها في الإنجليزي (مرحبًا) فهذه الكلمة فيها خطئان: خطأ تقليد الكفرة، وخطأ ترك السلام واستبداله بمرحبًا، وكثير من الناس يقولون (تليفون) أو يكتبون اختصارًا (ت) واللفظ العربي (هاتف) أو (ها) اختصارًا.
4- بعض المسلمين يُعلمون أولادهم أن يقولوا عند الوداع: (باي، باي) وهي كلمات أجنبية لينشأ الولد على حب تقليد الكفرة، وكان الواجب على الآباء أن يعلموهم لفظ التحية الوارد في القرآن والسنة وهو: السلام عليكم…
5- بعض المسلمين يُعلمون بناتهم أن يصافحوا الرجال، حتى إذا كبرت تعودتها، وهي عادة الكفرة، وهي محرمة في الإسلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
«إني لا أصافح النساء»؛ (صحيح: رواه الترمذي).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يَمَسَّ امرأة لا تحل له»؛ (صحيح: رواه الطبراني).
والمحرم: هو مصافحة المرأة لمن يحل له زواجها من الرجال كابن العم والخال والخالة وغيرهم.
6- بعض المسلمين يقول: سأفعل كذا وكذا، ولا يقول إن شاء الله، ألم يسمعوا قول الله عز وجل: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}. [الكهف: 23، 24].
7- يقول بعض الناس: سأزورك غدًا يا صديقي، فيقول له: وعد إنكليزي، فيرُد عليه (أوكي) يعني وعدًا مؤكدًا.
هذا التعبير فيه أخطاء:
أ- لقد استهان المسلمون بوعودهم ولم يفوا بها، مخالفين تعاليم دينهم: فالله يأمرهم بالوفاء بالوعد قائلًا: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}. [الإسراء: 34].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»؛ (متفق عليه).
ولذلك لم يقولوا (وعد مسلم) لأنه تعود خلف الوعد، فعدلوا عنه إلى (وعد إنكليزي) يُعني لا يتخلف، وكلمة (أوكي) زيادة في التأكيد، أليس هذا عارًا على المسلمين الذين يسيئون بخلف وعدهم إلى أنفسهم ودينهم حتى أصبحوا مضرب المثل، ولذلك قال أحد الدعاة الذين عاشروا المسلمين في بلادهم، والكفرة في وطنهم: يوجد في بلاد المسلمين مسلمون بلا إسلام، وفي بلاد الكفر توجد أخلاق الإسلام، ولا يوجد مسلمون! بمعنى أن الكفار يطبقون شيئًا أمر به الإسلام وهو الوفاء بالوعد، والمسلمون لا يطبقون تعاليم دينهم فيخلفون الوعد.
ب- استعمال كلمة (وعد انكليزي، أوكي) ينبغي استبدالها بكلمات عربية فتقول: (وعد مسلم لا يخلف وعده، وعد مؤكد)، وأن نطبق الفعل، والقول.
8- بعض المسلمين يقول لك: أزورك بعد العصر، فتنتظره طويلًا ولا يأتي إلا قبل المغرب، ويلحق الضرر بأخيه الذي فوَّت عليه مصالحه بانتظاره طويلًا. إن بعض التجار يريدون الدعاية والترويج لبضائعهم، فيكتب على متجره أسماء أجنبية مثل: هولدن، أو أزياء باريس، أو سيدتي الجميلة، سيدتي الأنيقة، ولا يرضى اسمًا عربيًا من الأسماء التي لها دلالة على تاريخنا الإسلامي مثل: تبوك، اليرموك وغيرها..
وبعض التجار يريد إغراء المشتري فيقول له: حاجة مودرن، أو آخر ما أنتجته أمريكا وأوربا، أو آخر صيحة في عالم الأزياء، أو عالم كذا وكذا، وقد يكذب.
9- إن بعض المسلمين إذا رزق بصبي أو بنت راح يبحث عن اسم غريب مثل: سوسن، وسوزان، وسوسو، عبير، هويدا، كيتي، ناهد، ولو نصحته أن يختار اسمًا لولده مثل: محمد، أحمد، عمر، عبد الله، عبد الرحمن، أو لبنته مثل: حسانة، سمية، خديجة، عائشة، حليمة، لقال لك إنها أسماء قديمة أنا أرغب في أسماء مودرن (جديدة).
ولم يعلم هذا الأب المسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
«خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن، والحارث» . (صحيح: رواه الطبراني صحيح الجامع 3269).
وأن اسم (سمية) أول شهيدة في الإسلام، واسم (رُفيدة) كانت تضمد الجرحى. أليس من العار أن نترك أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصحابيات، ثم نسمي بأسماء المغنيات والفنانات، وهن الفاسقات؟ ثم لا ترى من اليهود والنصارى والكفرة من يُسمي بأسماء الصحابة والصحابيات أو المسلمات!!
10- كثير من الناس يقولون عن الجسر وهو اسم عربي، يقولون: كوبري (غير عربي)، نحن مسلمون وقرآننا عربي، فعلينا أن نتكلم العربية ونفخر بها، لا أن نقلد الأعاجم.
11- اعتاد كثير من المسلمين حتى في البلاد العربية أن يكتبوا التاريخ بالميلادي بدلًا من التاريخ الهجري في السنة والأشهر، وهذا خطأ كبير، فإن الكفرة والنصارى يؤرخون بميلاد عيسى، ثم تبعهم المسلمون، وتركوا تاريخ هجرة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم التي ترمز لعزهم ونصرهم، فعلى المسلمين أن يؤرخوا بالهجري وإذا احتاجوا إلى الميلادي، فليجعلوه بعد الهجري.
12- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم فقال: الوجه الثاني: كراهته أن يتعود الرجل النطق بغير العربية فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي يتميزون بها [1/ 463].
Source link