ما زالت صورة فاطمة تتراءى أمام ميريح ديمرال، لا يصدق أنها رحلت رغم مرور 12 عاماً على مفارقتها الحياة، صورتها ما زالت على شاشة هاتفه وفي كل 21 مارس يتذكرها بكلمات خرجت من قلب ما زال يعصره الألم.
عرف ميريح، لاعب نادي أهلي جدة الجديد، كرة القدم في نادي كارامورسل، وهو نادي المدينة التي هاجرت إليها عائلته التركية من أرتوين بالقرب من جورجيا، وسرعان ما خطف أنظار العريق فنربخشة الذي ضمه إلى صفوفه وهو بعمر 11 عاماً.
كانت فاطمة وهي المرأة التي أنجبت لبرهان ديمرال ابنه ميريح أكثر الناس سعادة بابنها الذي تشاهده ينمو يوماً بعد يوم ويصبح من أهم لاعبي فئات فنربخشة السنّية، كانت لا تفوت هي ووالده مبارياته، إذ يقول: لعبت مباراة في الشتاء والثلوج كانت تتساقط بكثافة لكن والدتي الراحلة ووالدي كانا واقفين وعندما انتهيت من اللعب نزعت معطفها وأعطتني إياه حتى لا أشعر بالبرد، لن أنسى تلك الأيام، وإذا ما رزقني الله بطفلة سأسميها فاطمة على والدتي.
لا ينسى المدافع التركي يوم 28 ديسمبر 2012، برهان يقود سيارته رفقة فاطمة وتعرضا لحادث سير نجى منه الأول بأعجوبة بعد تعرضه لعدة إصابات، أما فاطمة ففارقت الحياة، ليصبح ميريح بلا أم وهو بعمر 14 عاماً.
ويقول ديميرال عن تلك اللحظة: والدتي كانت فخورة بي وأنا طفل وأعتقد أنها ستكون أسعد انسانة في العالم لو شاهدتني ألعب على مستوى الفريق الأول وأحقق أحلامي وأحلامها، وفاتها أثرت علي بشكل لا يمكن أن يتخيله أحد، كانت فاجعة جعلتني ألجأ إلى كرة القدم، وفي كل مرة أشعر بتحقيق نجاح أنظر إلى شاشة هاتفي حيث صورتها وأشعر بالألم لأنها ليست معنا.
بعد صدمة وفاة فاطمة بما يزيد قليلاً عن 3 أعوام، واجه ميريح صدمة أخرى بعدما عرض عليه فنربخشة عقداً جديداً بالحد الأدنى من الأجور، وقرر الرحيل إلى البرتغال ليلعب مع فريق ألكاينينسي في الدرجة الثالثة، وانتقل بعده إلى سبورتينغ لشبونة والذي أعاره إلى آلانيا سبور في تركيا وساسوولو الإيطالي، ومع الأخير بدأ ديميرال يحقق أحلامه، إذ تعاقد معه يوفنتوس الإيطالي صيف 2019.
وعندما وقع ميريح مع يوفنتوس كانت فاطمة أول شخص فكّر به، ولهذا قرر أن يرتدي القميص 28 وهو يوم وفاتها، وعندما انتقل إلى أتالانتا اختار ذات الرقم.
Source link