حث مسؤول إغاثة دولي المجتمع الدولي على تقديم المزيد من الأموال لمساعدة السودانيين المحاصرين في القتال المستمر منذ شهور بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنهم تلقوا ما يصل إلى 7% فقط من مبلغ 45 مليون دولار الذي ناشدوا المجتمع الدولي لتقديمه لمساعدة الموجودين داخل السودان وسط الحرب المستمرة منذ ابريل.
وقال تشاباغين في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” في القاهرة: “النداء الذي أوجهه إلى شركائنا والمانحين هو أن الاحتياجات حقيقية، فالناس يعانون في البلاد، والوضع يتدهور، وهم بحاجة إلى مساعدة عاجلة. لذا فإن التضامن والكرم العالميين مطلوبان تماماً”.
جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
وأضاف تشاباغين: “كما رأينا خلال الصراع الأوكراني، يمكن للعالم أن يتحد بطريقة هائلة. يمكن للجميع أن يتحدوا لمساعدة الملايين من الناس داخل وخارج البلاد.. وأعتقد أننا بحاجة إلى نوع مماثل من التضامن مع السودان”.
في السياق ذاته، قال تشاباغين: “من وجهة نظر الهلال الأحمر، لدينا إمكانية الوصول.. ما ليس لدينا هو الموارد. ليس لدينا تمويل.. إذا كان لدينا التمويل، فإنه سيمكننا توفير المزيد من الأدوية للبلد، ويمكننا الحصول على المزيد المياه للبلد.. يمكننا إيصال المزيد من الغذاء للبلد.. في الوقت الراهن، يتمثل التحدي في الموارد”.
وغرق السودان في حالة من الفوضى في منتصف أبريل عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى.
وحوّل الصراع الخرطوم ومناطق حضرية أخرى إلى ساحات قتال. ويعيش الكثير من السكان حالياً بدون ماء وكهرباء، بينما نظام الرعاية الصحية في البلاد على وشك الانهيار.
كما شهدت منطقة دارفور المترامية الأطراف بعضاً من أسوأ نوبات العنف في الصراع، وتحول القتال هناك إلى اشتباكات عرقية.
هذا وأجِبر أكثر من 3.4 مليون شخص على الفرار من منازلهم إلى مناطق أكثر أماناً داخل السودان، وفقاً لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. وأضافت الوكالة أن أكثر من مليون شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وتحدث تشاباغين إلى وكالة “أسوشيتد برس” في القاهرة بعد رحلة إلى الحدود المصرية السودانية، حيث التقى مسؤولي الجمارك واللاجئين السودانيين الذين فروا من القتال في الخرطوم”.
واستقبلت مصر أكثر من 272 ألف لاجئ سوداني حتى أول أغسطس، بحسب الأرقام الرسمية.
بالرغم من أن العمليات على الجانب المصري من الحدود كانت منظمة، فإن تشاباغين قال إن هناك طوابير طويلة للناس على الجانب السوداني في انتظار السماح لهم بدخول مصر.
وأضاف تشاباغين: “أصبحت العمليات على الجانب المصري من الحدود أكثر تنظيماً الآن مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة أشهر. كما أن الأشخاص الذين يفرون ويعبرون الحدود ليسوا بنفس العدد. قيل لي إنه ما بين 400 إلى 600 في اليوم الآن بينما كان العدد يقدر بالآلاف في البداية. مقارنةً بالأيام الأولى من القتال، وفي بيئة مليئة بالتحديات لإدارة تدفق هذا العدد الكبير من الأشخاص، يبدو الآن أن هناك تنظيماً أفضل بكثير.. ولكن في الوقت ذاته، كما رأيت واستمع إلى الأشخاص الذين عبروا الحدود، هناك طابوراً طويلاً على الجانب الآخر من الحدود للعبور”.
Source link