منذ حوالي ساعة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ…..} [النساء: 25]، تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا….}، لتعلم أن علو الهمة، وطلب الرفعة من المقاصد العظيمة لهذا الدين!
فكما لا يستوي شرعًا وعقلًا زواج الأَمَةِ والحرةِ، لا تستوي سفاسف الأمور ومعاليها شرعًا وعقلًا، وأين الثرى من الثريا؟
وما أشبه الذي يؤثر الزواج من أَمَةٍ مملوكةٍ وهو قادرٌ على الزوجِ من حرةٍ ببني إسرائيل الذين قال الله تعالى في حقهم على لسان نبيهم موسى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].
وقد أرشدنا الله تعالى في كتابه لمعالي الأمورِ ورغَّبَنَا في مكارِمِهَا؛ كما في هذه الآية وغيرها، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا» [1].
فكن عالي الهمة كريم النفس، لا ترضَ لها بالدون، ولا تقنع بما دون النجوم، وما أحسنَ قول المتنبي:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِـمُ ** وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكـــارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها ** وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
وقال:
إِذا غامرْتَ في شَرَفٍ مَرُومٍ ** فَلَا تَقْنَعْ بِمَا دون النُّجومِ
وقال غيره:
إذا ما بذلت الروح في طلب العلا ** فأدنى مَرَاقٍ أرتقيها الفراقدُ
[1] رواه الحاكم- كِتَابُ الْإِيمَانِ، حديث رقم: 152، والطبراني في الكبير- حديث رقم: 5928، والأوسط- حديث رقم: 2940، بسند صحيح.
_______________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
Source link