قالﷺ: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت، الذي تُقرأ فيه سورة البقرة»؛ رواه مسلم برقم (780).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت، الذي تُقرأ فيه سورة البقرة»؛ رواه مسلم برقم (780).
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعُها البطلة».
قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة، رواه مسلم برقم (1910).
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعُها البطلة»:
قال في “الخلاصة في شرح حديث الولي” (ص6): قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة يعني: السحرة لا يقدرون على ضرر من قرأها وحفظها؛ اهـ.
وقال الإتيوبي: في “البحر المحيط الثجاج” (16/ 352): قال معاوية: بن سلام الراوي، عن زيد بن سلام، موضّحًا معنى البطلة: بلغني أن البطلة السَّحَرَة بفتحات: جمع ساحر، ككافر وكفَرَة، كما قال في “الخلاصة”:
وَشَاعَ نَحْوُ كَامِلٍ وَكَمَلَهْ
قال في “الكاشف”: البطلة: السّحرة، عبّر عن السحرة بالبطلة؛ لأن ما يأتون به باطلٌ، فسمُّوا باسم فعلهم الباطل، وإنما لم يقدروا على حفظها، ولم يستطيعوا قراءتها، لزيغهم عن الحق، واتّباعهم للوساوس، وانهماكهم في الباطل.
قال الطيبي: ويحتمل أن يراد بـالبطلة المؤاخذون من سَحَرَة البيان، حيث تحدَّى فيها بقوله: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة:23]، فأُفحموا، وعَجَزوا، وهو من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرًا»؛ (رواه البخاري).
وقيل: أراد بـالبطلة أصحاب البطالة؛ أي: لا يستطيع قراءة ألفاظها، وتدبُّر معانيها، والعمل بأوامرها ونواهيها أصحاب البطالة والكسالى؛ انتهى[1].
قلت: والقول بأن البطلة هم السحرة لا أهل البيان يدعمه لفظ الحديث.
فائدةٌ في تخصيص سورة البقرة دون غيرها:
قال في “كشف المشكل” (1/ 277): وفي تخصيصه سورة البقرة دون غيرها وجهان:
أحدهما: لأن معظم المناسك وما يتعلَّق بالحج فيها.
والثاني: لطولها وعِظم قدرها، وكثرة ما تحوي من الأحكام.
وقد خَصَّها صلى الله عليه وسلم بعجز الفجرة عن حفظها، فقال: ولا تستطيعها البطلة.
وأمر العباس يوم حنين ـ لما فرَّ الناس ـ فقال: ناد بأصحاب السمرة: يا أصحاب سورة البقرة.…اهـ.
يدعمه لفظ الحديث.
[1] من “الكاشف عن حقائق السنن” (5/1642).
__________________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني
Source link