“إن هذه الأذكار حصن حصين يقي بإذن الله من الشيطان، ويعين على القيام”
فإن هذه الأذكار حصن حصين يقي بإذن الله من الشيطان، ويعين على القيام، ومن هذه الأذكار ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». (متفق عليه).
• وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. (متفق عليه).
• وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله تعالى عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه». (متفق عليه).
• وعن أنس بن مالك رضي الله أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي له» (رواه مسلم).
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان معه قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] حتى تختمها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له: «صدقك وهو كذوب». (متفق عليه).
• وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لابنته فاطمة رضي الله عنها لما جاءت إليه تطلب منه خادمًا، فقال لها ولعلي رضي الله عنه: «ألا أدلكما على خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم». (متفق عليه).
• وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: اقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] عند منامك، فإنها براءة من الشرك (رواه البيهقي، صحيح الجامع 1172).
• وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: «رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» (رواه أبو داود، صحيح الجامع 4532).
• وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا أتيت إلى مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك إلى أنـزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول» (متفق عليه).
وينبغي على المسلم أن يحافظ على الأذكار الشرعية عند الاستيقاظ، وذلك ليكون في يقظته في حفظ وأمان، ومن هذه الأذكار: ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمدلله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره» (رواه الترمذي والنسائي، صحيح الجامع 326).
• وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيّوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك» (متفق عليه).
• وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من تعارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمدلله سبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته» (رواه البخاري).
قال ابن بطال:
وعد الله على لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن من استيقظ من نومه لهجًا بتوحيد ربه، والإذعان له بالملك، والاعتراف بنعمه بحمده عليها، وينـزهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير، والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه، أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى. )فتح الباري عند شرح حديث رقم (1103).
• وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا استيقظ من نومه قال: «الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» (رواه مسلم).
• وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا استيقظ من الليل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم ينظر إلى السماء ويقرأ العشر آيات الأواخر من سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ…} [البقرة: 164]الآيات. (رواه مسلم)، قال الإمام النووي: فيه استحباب مسح أثر النوم عن الوجه، واستحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم.
• وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا استيقظ من الليل قال: «لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسلك رحمة، اللهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب». (رواه أبو داود والنسائي وابن حبان وابن مردويه).
_____________________________________________________________
الكاتب: د. محمد سليمان حمودة
Source link