منذ حوالي ساعة
قال الله جل جلاله: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 9].
قال الله جل جلاله: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 9].
الشهيد في اللغة هو: الحاضر.
ومنه الآية: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]؛ أي: من حضر منكم الشهر.
فهو جل جلاله شاهد ومُطَّلِع على كل شيء، لا يغيب عنه شيء، بل لا يعزب عنه مثقالُ ذرَّةٍ، مُبصِر الموجودات كلها، وسامعُ الأصوات جميعها، قد {أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [الإسراء: 60]، {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28] و {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].
وهو جل جلاله الشاهد للمظلوم الذي لا شاهد له ولا ناصر، وهو سبحانه الشاهد على الظالم الذي لا مانع له في الدنيا.
من آثار الإيمان باسم الله الشهيد:
1- الإيمان بشهادة الله على الخلق في الدنيا ويوم القيامة بما عملوا وما كان بينهم من حقوق وخصومات، والله سبحانه لا يحتاج مع شهادته إلى شهادة غيره {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: 17].
قال ابن القيم: والذي يحسم مادَّة المبالاة بالناس شهودُ الحقيقة، وهو رؤية الأشياء كلِّها من الله، وبالله، وفي قبضته، وتحت قهره وسلطانه، لا يتحرَّك منها شيء إلا بحوله وقوَّته، ولا ينفع ولا يضرُّ إلَّا بإذنه ومشيئته؛ فما وجه المبالاة بالخلق بعد هذا الشُّهود؟
2- تحرِّي الإخلاص والاجتهاد على التقوى في الأقوال والأعمال.
ذلك أن الله مشاهِدٌ ما في القلوب من النوايا والمقاصد، عالم بالسِّرِّ وأخْفَى، بل يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.
يُنظَر: “تفسير الأسماء” للزجاج (ص53)، و”شأن الدعاء” للخطابي (ص70 – 75)، و”مدارج السالكين” لابن القيم (2/ 253) و(3/ 466).
Source link