كنت نائماً في منتصف الليل وقام أخي بتشغيل الضوء، وبسبب ذلك استيقظت وقلت له أطفئه لكنه قال ارجع للنوم ولم يطفأه، فغضبت وقمت بسب الدين في نفسي. هل هذه تعتبر ردة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الكفر لا يقع بمجرد تحديث النفس به، أو التفكير فيه، ما لم يُتلفظ به؛ الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286]، وفي الصحيحين من حديث أبى هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به))، وأخرجه النسائي والترمذي بلفظ: ((إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل)).
جاء في “الفتح الرباني من فتاوى” الإمام الشوكاني (4/ 1748) في معرض كلامه على حديث أبي هريرة السابق: “فإن الرجل الذي حدث نفسه ولم يعمل ولا تكلم، قد غفر الله له ذلك الحديث الذي حدث به نفسه بالردة إلى غاية هي العمل أو التكلم، فإن حصل منه العمل وذلك بأن يفعل فعلًا يقتضي الر،دة أو تكلم بما يقتضي الردة صار مرتدًا، أو لزمته أحكام المرتدين.
في “الصحيحين” من حديث ابن عباس، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يروي عن ربه: “إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة”، وفي حديث أبي هريرة الثابت في “الصحيحين” عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “قال الله عز وجل: “إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإن هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة”… يدل على أن كل ما هم به الإنسان -أيُّ هم كان- سواء كان حديث نفس أو عزم أو إرادة أو نية لا يؤاخذ به حتى يعمله، كما يدل على ذلك إطلاق السيئة وعدم تقييدها؛ وكما يفيده جعل العمل مقابلًا للهم، فإنه يدل على أنه إذا لم يعمل بالسيئة، فهو من قسم الهم“. اهـ.
هذا؛ والله أعلم.
Source link