هل أنا مظلومة أم مغفلة؟ – خالد عبد المنعم الرفاعي

منذ حوالي ساعة

السؤال:

لدي سؤال انا فتاة عزباء ومررت بتجربة مع زميل لي متزوج كان دائما يتواصل معي حديث عام لكن كان يطلب مني أن نتحدث حديث جنسي ولكني والحمد لله كنت دائما أرفض واخبره أن هذا خطأ ورفضي له جعله يتقرب مني أكثر وبدأت أشعر أنه يميل لي وأقسم أنه كان دائما يبادر بالاتصال بي فباهتمامه شعرت أني تعلقت به واخبرته بانني اريد الزواج والحلال لكنه رفض واخبرني انه يود الصداقة بالبداية رغم علمه انني احبه فهل يحق لي ان ادعو الله ان يقتص لي منه القصاص العادل ام انه لم يظلمني رغم انه كان يستغلني وانا طلبت الحلال؟؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فمن المقرر في الشريعة الإسلامية تحريم العَلَاقات بين الرجُل والمرأة ما لم تكُن علاقة شرعيَّة، وكل فتاة خالفت أمر ربها سبحانه، وفَرَّط في جنب الله تعالى، وتساهلت في حق نفسها ووقعت في الغفلةِ والانغماس في علاقة مع شاب:- فلم تَحْصُد إلا الهموم والشقاء، وألَمٌ للروح، فهُمَا ثمرّةٌ مُرة للبُعد عن الله سبحانه ومخالفة أمره، فما مِن متاع حرام إلا وله غصة تعقبُه، وعقابيل تتبعه، مِن التواءات وغفلة وثقلة وتقاعس، وتخبُّط وقلق وحيرة، فلا استقرار ولا توازُن، حتى لو كان في المرتع الممرع؛ قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

والحاصل أن صاحبة العلاقة يصدق عليها قول القائل: فعلى نفسها جنت براقش، وإياك أن تكع أن تناقش، ويداك أوكتا وفوك نَفَخْ، فلا تلومن إلا نفسها، فالرجل مهما كان خبيثًا فلن يستطيع خداع الفتاة حتى تمكنه هي من نفسها.

إذا تقرر هذا، فيجب عليك المسارعة بالتوب الصادقة، بالاستغفار والإقلاع عن الذنب والندم والعزم على عدم العود في المستقبل؛ فإن من سعة رحمة رب العالمين أن فتح باب التوبة لكل من جنح إلى خطيئة، أو وقع في فاحشة، أو ألمّ بذنب، فيغفر ذنبه ويتقبل توبته؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25]، وقال تعالى بعد أن تَوَعَّد من ارتكب أكبر الكبائر: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:70]، وإذا علم الله صدق التائب، تاب عليه، وغفر له ذنبه، ومحا عنه خطيئته، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]

وروى ابن ماجه عن ابن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))،، والله أعلم.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

حكم المسح على الخفين الخفيفتين إذا لبس على غير وضوء – خالد عبد المنعم الرفاعي

منذ حوالي ساعة السؤال: ما حكم لبس الخفين الخفيفتين دون الوضوء والمسح عليهم الإجابة: الحمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *