فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى-1 – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى” للعلامة العثيمين[1]

  

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الأول من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الصلاة: (أبواب صفة الصلاة), إلى باب (ما جاء في قيام الليل), وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

تباركت وتعاليت:

& قوله صلى الله عليه وسلم: (( « تباركت وتعاليت» )) تباركت أي: عظمت بركتك, والبركة الخير الكثير الواسع الثابت, وتعاليت: ترفعت وعلوت بذاتك عن كل ذليل من الصفات.

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

& في الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة دليل على أن الشيطان يتسلط على ابن آدم عند قراءة القرآن, ليمنعه من أمرين: 1- من الاستمرار في قراءته 2- ومن تدبر القرآن وتفهُمه.

& الشيطان بعيد عن رحمه الله سبحانه وتعالى, وبعيد عن كل خير.

& الرجيم هو راجم لغيره بالمعاصي, وهو أيضًا مرجوم بالكراهة والبغضاء والسب والشتم

& القراءة في الصلاة…ذهب جمهور العلماء إلى أن الاستعاذة ليست واجبة, وإنما هي مستحبة…كما أن جمهور أهل العلم يرون الاستعاذة عند قراءة القرآن خارج الصلاة سُنه وليست واجبه. والله أعلم.

دعاء الاستفتاح في الصلاة:

& قوله (( «سبحانك » )) أي تنزيهًا لك…والذي ينزه عنه الله نوعان: أحدهما: النقص, فكل نقص الله عزوجل منزه عنه, سواء كان نقصًا في ذاته أو في صفاته…ثانيهما: مشابهة المخلوقين.

& قوله: (( « اللهم » )) أصله: يا الله, ولكن حذفت ” يا ” النداء وعُوض عنها بالميم.

& حين تقول: (( «سبحانك اللهم » )) يجب أن تستشعر أنك تنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص, وعن مشابهة المخلوقين.

& قوله: (( «وبحمدك » )) الواو حرف عطف, والباء للمصاحبة, أي: أن هذا التسبيح مصاحب للحمد.

& قوله (( «وتبارك اسمك » )) بعضهم يقول: إن المراد بالاسم هنا المسمى, أي: تباركت, وبعضهم يقول: أي أن أسماءك كلها بركة, فالبركة تنال بذكرك

& الحاصل أن الله سبحانه وتعالى ذو بركة, وأسماؤه ذاتُ بركة, ومن بركة اسمه سبحانه وتعالى أنه يفرق بين الحلِّ والحرمة, فإذا ذكر اسمه تعالى على الذبيحة صارت حلالًا, وإذا لم تقله صارت حرامًا, فأيُّ بركة أعظم من هذا؟!

& قوله: (( « وتعالى جدك » )) تعالى من العلو, والتاء فيه للمبالغة, والجدُّ لغير الله فهو الحظ, أما مع الله تعالى كما هي هنا فتكون بمعنى الغنى والقوة, أي قوتك وغناك قوة عظيمة وغنة عظيم.

علامة حب السنة:

& علامة حب الإنسان للسنة واتباعه لها وتقيده بها أن يكون مُنكرًا للحوادث, مُبغضًا لها, مهما استحسنها فاعلوها كما كان السلف الصالح رحمهم الله.

قراءة القرآن في حال الركوع والسجود:

& حكم قراءة القرآن حال الركوع والسجود فالصحيح أنه حرام…قال أهل العلم: إنه لشرف القرآن لا ينبغي أن يقرأ في حال ذل وخضوع, لأن حال الراكع والساجد حال ذل وخضوع, ولذلك القرآن يقرأ في حال القيام لأن القيام فيه ارتفاع للإنسان وعلو.

التسبيح:

& التسبيخ معناه التنزيه, والله سبحانه وتعالى يُنزه عن أمرين: عن النقائص مطلقًا, وعن مشابهة المخلوقين.

& ( « قدوس» ) أي: ذو قداسة وطهر, وهو أخصُّ من التسبيح, فالطهر أبلغ من التنزيه

(( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي ))

& ينبغي للإنسان أن يُكثر من هذا الدعاء: (( «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي» )) يكثر منها في آخر حياته…يكثر منها دائمًا, لكنها تتأكد عند الكِبر, لأنه كلما طالت السنون بالإنسان قرُب الموت…ويشرع أن يقال في الركوع والسجود.

المرض شكوى:

& قوله: ” اشتكى ” أي: مرض, وسمى المرض شكوى, لأن حال المريض الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى بما ألمَّ به من المرض, وإن لم يشك لفظًا, أي: لا يقول يا ربي أشكو إليك ما نزل بي من المرض, لكن حاله تقتضي ذلك.

من حسن التعليم:

& من الطرق التعليمية الحميدة إذا كانت تضبط على إنسان يحفظ القرآن وغلط بآية, فإن الأحسن أن لا ترد عليه مباشرة, بل ننبهُ حتى يحاول معرفة الصواب, فإذا لم يعرف فإنك تصحح له فمن حسن التعليم أن الإنسان يردُّ الأمر إلى المخطئ حتى يعرف خطأه

تنحنح من يأتي والإمام راكع من أجل أن ينتظره الإمام:

& الذي يأتي والإمام راكع, ويخشى أن يعتدل الإمام قبل أن يدركه راكعًا فيتنحنح كي ينتظره الإمام…هذا الفعل غير مشروع, لا أن يتنحنح ولا أن يقول كما يقول بعضهم: إن الله مع الصابرين, فالصحابة…لم يكونوا يفعلونه مع الرسول عليه الصلاة والسلام

& بالنسبة للإمام…عندي أن كلام من قال: يُراعي الداخل ما لم يشق على المأمونين. هو قول حسن.

من فوائد الصلاح ومن مضار الفساد:

& من فائدة صلاح الإنسان: أن كل عبد يدعو له في صلاته, فإذا كان العبد صالحًا ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا من الصالحين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له في كل صلاة.

& الفاسد محروم من هذه الدعوة المباركة التي يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته, لأن الصالح ضد الفاسد.

صفات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام:

& الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وردت فيها صفات متعددة, ومن أحب الوقوف عليها فقد استوعبها ابن القيم رحمه الله في كتاب ” جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام ” وبحثها بحثًا مستفيضًا.

فتنة المسيح الدجال:

& وردت على ثلاث صور: (( «ومن فتنة المسيح الدجال » )) و (( «من شر المسيح الدجال» )) و (( « من شر فتنة المسيح الدجال » )) رويت بهذه الألفاظ الثلاثة وأولاها ما كان فيه زيادة وهو: (( « من شر فتنة المسيح الدجال » ))

مراجعة النفس عند حدوث المصائب:

& ينبغي للإنسان إذا حدث له الأمر الذي يعتبره مصيبه أن يفكر ويراجع نفسه, ما الذي حدث؟ وماذا فعلت؟ وماذا جنيت؟ ألم تعلموا أن بعض السلف يقول: إنني لأعلم أنني عصيت ربي في أخلاق امرأتي ودابتي…يدرك إذا أسأت امراته خلقها أنه عصى الله.

حكم قول: سيدنا محمد, في السلام على النبي علية الصلاة والسلام في الصلاة:

& البعض يزيدون في السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ويقولون: سيدنا محمد…هذا لا يجوز, ووجه عدمه أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يُقال: سيدنا, كما أنه لو كان من الأمور المشروعة لبينه.

مقامات أربعة للإنسان عند المصائب:

& للإنسان عند المصائب مقامات أربعة…التسخط مذموم ومحرم, والصبر واجب, والرضا سنة على القول الصحيح, والشكر أبلغ من ذلك كله, لأنه في المقامين الثاني والثالث ليس فيهما عمل, بينما الرابع فيه عمل, وهو الشكر.

لا يجوز لعن المعين وإن كان كافرًا:

& لا يجوز لعن المعين وإن كان كافرًا, لأنه من الممكن أن يؤمن, وكم من أناس كانوا أعداء للإسلام أشد العداوة, ثم منَّ الله عليهم بالهداية والإيمان, مثل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما, وغيرهما.

الدعاء على الظالم:

& الدعاء على الظالم المعين مباح, لكن اللعنة أشد من غيرها, وأي ظلم وقع فيه الظالم فإنه لا يستحق أن يُدعي عليه باللعنة من أجله, فلا يجوز للإنسان أن يدعو على ظالمه باللعنة, لأنه لو دعا عليه باللعنة معناه أنه دعا عليه بأكثر مما ظُلم.

مقدار المكان الذي يستحقه من صلى إلى غير سترة:

& ذكر أهل العلم أن الإنسان إذا صلى إلى غير سترة فإنه يقدر له ثلاثة أذرُع لا يجوز للإنسان أن يمرّ بها…لكن الصحيح أنه لو لم يصلِّ إلى سترة فإن محل الانتهاء إلى مكان السجود, لأن هذا هو المكان الذي يستحقه من البقعة وما عدا ذلك فلا يستحقه.

القرين من يأمر الإنسان بالمرور بين يدي المصلي:

& قوله صلى الله عليه وسلم: (( «فإن معه القرين» )) القرين هو الشيطان, فهو الذي حثه على ذلك, وهو الذي أمره أن يمًرَّ بين يدي المصلي, ليفُسد عليه صلاته, إما بالتنقيص, وإما بالإبطال.

ملازمة الشيطان للإنسان نوعان:

& ملازمة الشيطان للمرء نوعان, ملازمة مباشرة, وهي حين فعل المعصية, وملازمة بمعنى المراقبة, وتلك هي الملازمة العامة, فهو يكون مراقبًا لصاحبه, وكلما وجد منه غفلة هجم عليه, فأمره بمعصية, أو ثبطه عن طاعة.

كلمات مختصرة ومفيدة

& لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلمة طيبة ولطيفة…إذا قال: كلّ من كان مؤمنًا تقيًا كان لله وليًا “, ويضاف إليها أيضًا قولهم: ” بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين ” وهي كلمات مختصرة ومفيدة.

نعيم القبر:

& حدثني قوم نثق بهم أنهم كانوا يحفرون في مكان فوقعوا على قبر, ولما انفتح القبر وجدوا فيه جُثة يابسة, ووجدوا لها رائحة طيبة لم يشموا مثلها في الدنيا, ووجدوه كما هو حتى أن شعر لحيته لا زال كما هو.

بركة العلم:

& يكون الإنسان مباركًا في علمه في الانتفاع به، وعبادة الله تبارك وتعالى على بصيرة، ويكون مباركًا في علمه بنشره بين الأمة وتعليمهم إيَّاه، ويكون مباركًا في علمه بالتأليف والكتابة.

& انظر إلى بركة العلماء السابقين الذين كتبوا وألَّفوا، كيف انتفعت الأمة بهم إلى اليوم وإلى ما شاء الله عز وجل، فصار هذا العلم بركة عظيمة لهم. 

بركة المال:

& من بركات المال أن تؤدي به ما أوجب الله عليك من النفقات في سبيل الله، وفي صلة الرحم، وفي بر الوالدين، وتؤدي ما أوجب الله عليك من زكاته، وتتطوَّع بما شاء تعالى من الصدقات وغيرها،

& من البركة في الأموال أن يكون عند الإنسان محاصيل يكتسب بها أو يكتسبها سواء بالبيع والشراء أو بالزراعة أو بغير ذلك.

بركة الولد:

& أما بركة الولد فأن يجعل الله تعالى في ذلك معونة على طاعة الله ويساعدك في أمورك، ومن بركة الأولاد أن يكونوا من طلبة العلم، وينفع الله بهم الناس.

سؤال الله المعافاة في الدين والدنيا:

& قوله: (( «وعافني فيمن عافيت » )) المعافاة: السلامة من كل ما يؤذي, من أمرض, وهموم, وعدوان على الغير, ولهذا قال بعض العلماء: المعافاة أن يمنع الله شرك عن الناس, ويمنع شر الناس عنك, وتشمل المعافاة في أمور الدين وأمور الدنيا فهي لفظ عام

سترة المأموم:

& صلاة المأمومين…سترة إمامهم سُترة لهم, فالمأموم لا تُسنُّ له سُترة خاصة به…لكن إذا سلًم الإمام وقام المأموم يقضي انقطعت السترة عنه, فلا بد أن يرُدّ من يمُرُّ بين يديه.

المنتقى من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم للمجد ابن تيمية رحمه الله:

& هذا الكتاب أشمل من حيث استقصاء الأدلة…هذا الكتب من أحسن ما يكون من كتب الحديث في التراجم, فتراجمه ممتازة جدًا, لأنه يذكر فيها المسائل المهمة والمأخوذة أحاديث الباب.

& إننا نفضل كتاب بلوغ المرام, على هذا الكتاب, فرغم أن هذا الكتاب أشمل في استدعاء الأدلة, إلا أنه أقل درجة من  بلوغ المرام “, والحمد لله قيض الله سبحانه وتعالي لهذا الكتاب الشوكاني رحمه الله فكان يتبع الحديث ويُبينه, وهذا من نعمة الله على الناس

متفرقات:

& كل من يستحسن بدعة فإن في قلبه بلاء

& قراءة الفاتحة ركن في الصلاة.

& وردت السنة في المغرب بقراءة الطوال, وبقراء القصار, والأكثر قراءة القصار, فهذا هو السنة.

& من يعترض على قراءة الإمام في صلاة الفجر بـــــــــــ   {﴿ الٓمٓ ﴾} السجدة, و {﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰن  ﴾} قائلًا أن هذا تطويل ويتعب الناس فيقال له: هذه السنة.

& الأحمق هو: الذي لا يحسن التصرف

& نقول للعامي: بدلًا من أن تقول: ” تبارك علينا”, قل: لعل الله يجعل فيك بركة”, فهذا أحسن, وتسلم من الشبهة في هذه المسألة.

& الثناء تكرار صفات المدح في المحمود.

& الكلب من أخبث الحيوانات إن لم يكن أخبثها, ولذلك لا يكفى في نجاسته إلا سبع غسلات إحداهن بالتراب.

& الكلب الأسود هو شيطان الكلاب, أما غيره من الكلاب فليست شياطين الكلاب, أي هي أهدأ منه.

& الكرامات لا يبعثها الله إلا تأييدًا للحق, فإنه لم يعط إنسان كرامة لشخصه أبدًا, فلا تكون الكرامة إلا تأييدًا للحق, أو إثباتًا أن طريقه حق.

& في الطواف يوجد بعض الناس يصلون خلف المقام مباشرة, والناس يطوفون, فهؤلاء لا حرمة لهم بالنسبة للصلاة, فيجوز للإنسان أن يمر بينهم وبين القبلة.  

& التردد أو التأخر يُقلق الإنسان, ولا ينتج له شيئًا, فالأنسان غير الثابت إنسان متردد, فيبدأ في الشيء ويدعه, ويبدأ في غيره ويدعه, فيضيع عليه عمره بدون فائدة.

& يستحب للمصلي إذا عطس في الصلاة أن يحمد الله, كما يستحب له أن يحمده خارجها.

& محاولة التسوية بين الرجل والمرأة يبطلها الحسُّ, ويبطلها العقل, وتُبطلها الفطرة, ويبطله الشرع.

& تفقيع الأصابع في الصلاة مكروه.

& لو استيقظ قبل الفجر فأحرم بالوتر ينوي أن يصلي ثلاثًا, ثم أذن المؤذن, فهل يسلم من واحدة؟ قلنا: إن شاء اقتصر على الواحدة, لأن الكل وتر, وله أيضًا أن يكمل الثلاث للحديث: (( من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة ))

                     كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *