منذ حوالي ساعة
أهم ما في رمضان العشر الأواخر منه ، عشر إقالة العثرات ، أنفس الأيام والليالي العشر الأواخر من رمضان ، عشر التجليات والنفحات …
على أبواب العشر الأواخر :
أخرج النسائي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” « قد جاءَكم شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، كتبَ اللهُ عليكم صيامَهُ، فِيه تُفتَّحُ أبوابُ الجنّةِ، وتُغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم» “
أيها الإخوة الكرام: جرت العادة أن أيام الفرح وأيام السعادة تمر وتتفلت من غير أن يشعر بها الإنسان ..
بعكس أيام التعب والنصب تمر بطيئة كئيبة ثقيلة على النفوس ..
وليست في الدنيا أسعد من ليالي وأيام رمضان..
من ذا الذي يصدق أن رمضان قد مرت وفاتت أغلب أيامه ولياليه ؟!
من ذا الذي يصدق أننا اليوم في اليوم التاسع عشر من رمضان ؟!
من ذا الذي يصدق أننا على بُعد ساعات معدودات من العشر الأواخر من رمضان..
أقف اليوم ولا أدري ما أقول .. ؟
أعزيكم في عشرين يوماً خلت من رمضان ؟
أم أبشركم بقدوم العشر الأواخر من رمضان ؟
لا أملك في مقامي هذا إلا أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ما مضى من صلوات ودعوات ، وأسأله سبحانه أن يرزقنا الخير والتوفيق فيما ما تبقى من أيام رمضان وليالي رمضان .. اللهم آمين .
أهم ما في رمضان العشر الأواخر منه ، عشر إقالة العثرات ، أنفس الأيام والليالي العشر الأواخر من رمضان ، عشر التجليات والنفحات …
هى آخر أنفاس رمضان ، وإنما الأعمال بالخواتيم .. من أدركها واغتنمها وأحسن فيها القول والعمل فاز فوزأ عظيماً ..
وإذا رجعنا إلى سيرة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم فلن نجد أحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما في العشر الأواخر من رمضان من بركات ونفحات ورحمات ..
عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ»
كان النبي صلى الله عليه وسلم يومياً ينام بعد صلاة العشاء ، وفي رمضان كان ينام بعد صلاة التراويح في الأيام التي صلاها فيها ، ما كان رسول الله يسهر ولا يحب السهر ولا يمتدح السهر وفي حديثه عليه الصلاة والسلام «لا سمر إلا لمصل أو مسافر أو عروس »
فيما عدا ذلك لم يكن رسول الله يسهر إلا في العشر الأواخر من رمضان ، ولم يكن يحب السهر إلا في العشر الأواخر من رمضان ولا يمتدح السهر إلا في العشر الأواخر من رمضان..
أما سهره صلى الله عليه وسلم فيها فهو سهر المجتهد المصلي ، سهر الذاكر سهر الشاكر لله رب العالمين ..
عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِا» .
وتأسياّ وعملاً بالسُّنة واقتداءً بالنبيِّ ﷺ
فإن أول ما دعينا إليه في العشر الأواخر من رمضان
قيامُ ليالِيهَا : يقوم الرجل وتقوم المرأة ويقوم البنين وتقوم البنات ليشهد الجميل الخير الذي يتنزل من السماء ..
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» …
وعند أبي داود من حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ، نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، ورَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ»
ومن المستحب في العشر الأواخر من رمضان : الاجتهادُ في نهارِ العشر الأواخر كما الاجتهاد في لياليها ..
ومن صور العبادة في العشر الأواخر من رمضان والتي تستوعب الليل والنهار قراءةُ القرآنِ الكريم وتدبره ومدارسته وختمه ..
وقد كان السلفُ الصالحُ يقرؤونَ القرآنَ في رمضانَ في الصلاةِ وغيرِهَا، وكان قتادةُ -رحمَهُ اللهُ- في غير رمضان يختمُ القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ مرةً، فإذا دخلَ عليه رمضانُ ختمَ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ مرةً، فإذا دخلَ العشرُ ختمَ في كلِّ ليلةٍ مرةً .. وقد كان بالوقت بركة لقلة الشواغل والملهيات ..
ومن صور العبادة التي نُدعى إليها هذه الأيام كثرة النفقة في سبيل الله تعالى، وكثرةُ الدعاءِ ، وكثرة الذكر ..
أملنا ورجاؤنا في ربنا أن يبلغنا ربنا ليلة القدر فهى ليلة من ليالي رمضان ليلة من العشر الأواخر منه ليلة من ليالي الوتر ، ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين من أدركها واغتنمها وأحسن استضافتها غفر له ما تقدم من ذنبه ..
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : « قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ: ” قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى» .
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا من عتقاءها إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ..
الخطبة الثانية
أيها الإخوة الكرام: ونحن على أبواب العشر الأواخر من رمضان ، ونحن على مشارف ليلة القدر جعلنا الله عز وجل من أهلها أود أن أقول :
هذا الذي نحن فيه اليوم نعمة ، نعمة تفتقر إلى من يعرف قدرها ويغتنم خيرها ويشكر الله تعالى عليها ..
قال النبي عليه الصلاة والسلام ««إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا»» .
وعلى الرغم من أننا جميعاً على إيمان ويقين بعظم هذه الأيام والليالي إلا أن البعض منا يأتي بأفعال تهدر وتضيع بركة هذه الأيام والليالي …
آخر آيام رمضان : هى أيام العمل أيام السهر في المساجد والبيوت على موائد القرآن الكريم بين الصلوات والدعوات الصالحات رجاء أن يبلغنا ربنا ليلة القدر ورجاء أن يرزقنا خيرها ويجعلنا من عتقائها ..
بعض الناس ينسلخ من كل هذا فيجعل العشر الأواخر من رمضان أيام السعي في الأسواق من أجل الطعام والشراب والكساء .. وبينما نحن كذلك قد تأتي علينا ليلة القدر ونحن عنها غافلون .. فنكون كمن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير..
وكأننا في سباق وبينما نحن على مشارف الوصول توقفنا فلا نحن بلغنا غايتنا ولا نحن أرحنا أنفسنا …
نحن بحاجة ماسة لأن نتفكر جيداً فيما علينا فعله كلما جاءنا رمضان وفي العشر الأواخر منه خاصة حتى لا يأتينا الخير ثم يتسرب من بين أيدينا من غير أن ننتفع به ..
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبلغنا تمام رمضان وتمام الأجر في رمضان وأن يبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا من عتقاء ليلة القدر إنه ولي ذلك والقادر عليه..
Source link