الغاية من الصيام – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[1].

هذه الآية تبرز لنا الغاية الكبيرة من هذا الصوم .. إنها: التقوى .. والمخاطبون بهذا الخطاب هم المؤمنون يدركون قيمة التقوى ، وهي غاية تتطلع إليها أرواح المؤمنين؛ لماذا؟

لأن التقوى فيها تفريج الكربات وسعة الرزق: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

وفيها تيسير الأمور: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].

وفيها مغفرة السيئات وزيادة الحسنات: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

وهي سبب قبول الأعمال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: (لئن أستيقن أن الله تقبَّل مني صلاة واحدةً أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، إن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}))[2] .

وإذا كانت كل هذه المنافع بالتقوى وغيرها الكثير، فإن المؤمن حريص على تحقيقها، وقد جعل الله – سبحانه – في هذا الصيام وسيلة لتحقيقها، قال البغوي في تفسيره: (الصيام وصلة إلى التقوى))[3]. وقال ابن سعدي: (فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه)[4].

وتتحقق التقوى من الصيام من وجوه عديدة:

1- الصيام ذاته: ((الصيام جنة))، فاحرص على صيانة صيامك.

2- قلة المعاصي في هذا الشهر الكريم؛ لأن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان.

3- كثرة الطاعات: بالحفاظ على الواجبات أولاً، ثم المستحبات، من صلاة تراويح وتلاوة قرآن ودعاء، وصدقة ونحوها.

ــــــــــــــــــــ
[1] سورة البقرة ، الآية 183.

[2] السيوطي ، الدر المنثور 3 /56 .

[3] تفسير البغوي 1 / 196.

[4] تفسير ابن سعدي 1 / 220.

___________________________________________________
الكاتب: أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *