كم من دمائنا ترتوي الأرض حتى ننبت!

لا تحزن! شهداؤنا لا يموتون، إنهم يروون الأرض، ويمدّون جذورنا لتصبح أكثر قوةً وصلابةً، ثم ننبت من جديد.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.

 

كم ارتوت الأرض من دماء المسلمين في الجزائر؟! ربما بلغت الأعداد ما يقارب المليون شهيد.

كم أعداد شهدائنا في غزة؟ عشرات الآلاف، أضف إليهم شهداء 2008م، 2012م، 2014م، 2021م، أرقام يصعب عليك أن تحصيها، هذا في غزة وحدها، وليس في عموم فلسطين.

 حاوِل أن تُمرِّر القلم على خريطة العالم الإسلامي ستجدك ترسم نهرًا من الدماء يتدفق ولا ينتهي؛ الإيغور في الصين، والروهينجيا في بورما، والمسلمون في الهند وفي السودان…

كل يوم نروي ديننا من دمائنا، وننظر إلى السماء ننتظر الإنبات، ونخاطب الشهيد: أما زلتَ تمتد تحت الأرض؟ 

كل يوم يمرّ، لا نخسر أو ننهزم، بل تثبت جذورنا أكثر ليكون نصرنا أعظم.

في عالم النبات يظل «الخيزران» مختفيًا تحت الأرض، ترويه يومًا بعد يوم، قد يمتدّ بك الانتظار إلى خمس سنوات، وهي فترة في عالم النبات، ولو تعلم، طويلة، وهي أكثر بعشرات المرات من أيّ نبات آخر.

ثم يبدأ بالتطلُّع إلى ضوء الشمس، ويشق الأرض، فينمو في كل يوم ما يقارب المتر، وهو معدل نموّ أكثر بعشرات المرات من أيّ نبات آخر. ثم يظل في الارتفاع والعلو إلى أن يصل طوله إلى حوالي الثلاثين مترًا.

لا تحزن! شهداؤنا لا يموتون، إنهم يروون الأرض، ويمدّون جذورنا لتصبح أكثر قوةً وصلابةً، ثم ننبت من جديد.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح دعاء الهم والحزن – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *