ردٌ  يفيض عِزة – منصور بن محمد المقرن

ما أكثر ما تُثار الشُّبَه حول الإسلام وأهله من قِبل الزنادقة وغيرهم، وتجد في المقابل ردوداً دفاعية لا تخلو من انهزامية أمام من أثاروها، حيث تتعامل هذه الردود معهم وكأنهم طلاب حق، وباحثون عن الحقيقة، لا أعداء متربصون.

 

ما أكثر ما تُثار الشُّبَه حول الإسلام وأهله من قِبل الزنادقة وغيرهم، وتجد في المقابل ردوداً دفاعية لا تخلو من انهزامية أمام من أثاروها، حيث تتعامل هذه الردود معهم وكأنهم طلاب حق، وباحثون عن الحقيقة، لا أعداء متربصون.

ولهذا، يحسن في هذا المقام عرضُ ردٍّ كتبه ابن القيم على سؤال تضمّن تشكيكاً في الدين، وبهتاناً وتهكماً بالصالحين، ليستفاد منه في منهجية الرد على الزنادقة وأضرابهم مِن جهة، وليعزز المسلم ثقته بدينه وأهله في مواجهة الشبهات من جهة أخرى.

يقول السائل: “نرى في دينكم أكثر الفواحش فيمن هو أعلم وأفقه في دينكم (يعني العلماء والصالحين) كالزنا، واللواط، والخيانة، والحسد، والتكبر والخيلاء، والتكالب على الدنيا، وهذا الحال يكذب لسان المقال“.

فأجاب ابن القيم من أربعة وجوه عقلية، ثم قال في الوجه الخامس، وهو موضع الشاهد: “أن يُقال لمورد هذا السؤال -إن كان من الأمة الغضبية إخوان القردة-: ألا يستحي من إيراد هذا السؤال من آباؤه وأسلافه كانوا يشاهدون في كل يوم من الآيات ما لم يره غيرهم من الأمم، وقد فلق الله لهم البحر وأنجاهم من عدوهم، وما جفّت أقدامهم من ماء البحر حتى قالوا لموسى : ( {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} )، ولما ذهب لميقات ربه لم يمهلوه أن عبدوا بعد ذهابه العجل، وآذوا موسى أنواع الأذى، وقتلهم الأنبياء بغير حق حتى قتلوا في يوم واحد سبعين نبياً، في أول النهار، وأقاموا السوق آخره كأنهم جزروا غنماً، وقتلهم يحيى بن زكريا، ونشرهم إياه بالمنشار، أفلا يستحي عباد الكباش والبقر من تعيير الموحدين بذنوبهم؟ أولا تستحي ذرية قتلة الأنبياء من تعيير المجاهدين لأعداء الله؟! فأين ذرية من سيوف آبائهم تقطر من دماء الأنبياء، ممن تقطر سيوفهم من دماء الكفار والمشركين؟. أولا يستحي من يقول في صلاته لربه: “انتبه كم تنام يا رب! استيقظ من رقدتك!”، ينخيه بذلك ويحميه، من تعيير من يقول في صلاته: {(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين)} .  فلو بلغت ذنوب المسلمين عدد الحصا والرمال والتراب والأنفاس ما بلغت مبلغ قتل نبي واحد، ولا وصلت إلى قول إخوان القردة {: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ)} ، وقولهم: ( {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه} ).[1]

[1]  مختصراً من كتاب هداية الحيارى

كتبه/ منصور بن محمد المقرن


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

علة علة حديث: (الحجر الأسود من الجنة) .. – محمد بن علي بن جميل المطري

علة حديث: (الحجر الأسود من الجنة) وحديث: (يأتي الحجر يوم القيامة له عينانِ يُبصِر بهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *