من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: ( اللطيف, الخبير) – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

من أسماء الله الحسنى: اللطيف: الخبير, وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين, وبعض الفوائد المتعلقة بهما, جمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: اللطيف: الخبير, وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين, وبعض الفوائد المتعلقة بهما, جمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

& قال ابن عباس رضي الله عنهما: {﴿وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ﴾} اللطيف بأوليائه الخبير بهم.

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: هو اللطيف بعباده الخبير بهم وبأعمالهم.

& الإمام البغوي رحمه الله: قال الأزهري: معني ” اللطيف” الرفيق بعباده.

وقيل: اللطيف الموصل للشيء باللين والرفق. وقيل: اللطيف الذي يُنسى العباد ذنوبهم لئلا يخجلوا. وأصل اللطف دقة النظر في الأشياء.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى: ” اللطيف”, هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل, والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه, يقال: لَطَف به وله.

& قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: لطيف يدرك الدقيق.

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

وهو اللطيف بعبده ولعبده          واللطف في أوصافه نوعـــــــــــــــــــان

إدراك أسرار الأمــــــور بخبرةٍ          واللطف عند مواقع الإحســــــــــان

فيًريك عزته ويُبدى لُــــــطفهُ          والعبدُ في الغفلات عن ذا الشأن

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أي لطيف العلم فلا تخفى عليه الأشياء وإن دقت, ولطفت, وتضاءلت.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: اللطيف: أي الرفيق بعباده. يقال لطف فلان بفلان: أي رفق به, واللطف في العمل الرفق فيه, واللطف من الله التوفيق والعصمة, وألطفه بكذا: إذا أبرّه, والملاطفة: المبارزة. هكذا قال الجوهري وابن فارس.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: {﴿وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ﴾} [الملك:14] من لطفه أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه, ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد ولا يسعى فيها, ويوصله إلى السعادة الأبدية, والفلاح السرمدي, من حيث لا يحتسب, حتى أنه يقدر عليه الأمور التي يكرهها العبد, ويتألم منها, ويدعو الله أن يزيلها, لعلمه أن دينه أصلح, وأن كماله متوقف عليها, فسبحان اللطيف لما يشاء, الرحيم بالمؤمنين.

ومن لطفه وإحسانه بعباده, أنه لو عجل لهم الشر إذا أتوا بأسبابه….لمحقتهم العقوبة ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم, ويعفو عن كثير من حقوقه.

قوله تعالى: {﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُ﴾ } [يوسف:100] يوصل بره وإحسانه إلى العبد, من حيث لا يشعر, ويوصله إلى المنازل الرفيعة من أمور يكرهها. اللطيف الذي يسوق إلى عباده الخير ويدفع عنهم الشر بطرق لطيفة تخفى على العباد

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: من أسماء الله تعالى: ” اللطيف “…له معنيان. المعنى الأول: اللطف بالعبد, وهو إدراك أسراره وأحواله…

المعنى الثاني: اللطف للعبد, وهو أنه سبحانه وتعالى يقدر له ما به تتيسر الأمور ويحصل المطلوب, إما بجلب المحبوب أو بدفع المكروه.

& قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان رحمه الله: اللطيف: الذي لطف علمه وخبره, حتى أدرك السرائر, والضمائر, والخفايا, والعيوب, ودقائق الأمور, والمصالح وغوامضها, فالخفي في علمه مكشوف كالجلي من غير فرق.

وأنواع لطفه تعالى لا يمكن حصرها, فيلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه, ويلطف بعبده في أموره الخارجية, فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: اللطيف من أسماء الله تعالى, { ﴿ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ﴾} [الأنعام:103] واللطف نوعان:

النوع الأول: لطف بمعنى إدراك أسرار الأمور ومكنونات الصدور, فاللطيف هنا بمعنى الذي يُدركُ أعمال عباده من حيث لا يشعرون.

النوع الثاني: اللطف بمعنى الرحمة والرأفة يُنعم عليهم, وهو لطف إحسان وإكرام منه تعالى, وهو جل وعلا قادر على أن يعاقبك, فإذا تبت إليه فإنه تعالى يُبدي لطفه بك فيقبل توبتك.

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: “الخبير” بمصالح الأشياء ومضارها الذي لا يخفي عليه عواقب الأمور وبواديها ولا يقع في تدبيره خلل, ولا يدخلُ حكمه دخل

& الإمام البغوي رحمه الله: الخبير بأعمال عباده.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى: ” الخبير”,  هو العالم بما كان وبما يكون, خَبَرتُ الأمر أخبُره إذا عرفته على حقيقته.

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الخبير: يدرك الخفي.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: خبير: بدبيب النمل في الليل البهيم.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله:  ” الخبير” المختبر بكل شيء بحيث لا يخفى عليه شيء.

& قال العلامة السعدي رحمه الله قوله تعالى {﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير﴾} [الحج:63] خبير بسرائر الأمور وخبايا الصدور وخفايا الأمور.

& قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله: اسمه الخبير, وهو من الخبرة, بمعنى كمال العلم, ووثوقه والإحاطة بالأشياء على وجه التفصيل, ووصول علمه إلى كل ما خفي ودقّ من الحسيات والمعنويات.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الخبير: هو العليم ببواطن الأمور.

& قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان رحمه الله: الخبير: من الخبرة, بمعنى كمال العلم ووثوقه, والإحاطة بالأشياء على وجه الدقة والتفصيل, وهو العلم بكل ما خفى ودق.

فالعلم عندما بضاف إلى الخفايا الباطنة يسمى خبرة, ويسمى صاحبها خبيرًا, والله سبحانه لا يُجري في الملك والملكوت شيء ولا يتحرك ذرة فما فوقها وما دونها, ولا يسكن ولا يضطرب نفس, ولا يطمئن إلا عنده من ذلك خبرة.

& قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين: الخبير: أي ذو الخبرة, وهي العلم التام الكامل بالأشياء, ظاهرها وباطنها, مع الإحاطة بذلك, فالخبير أخص من العلم, وهو دال على صفة العلم الكامل لله سبحانه وتعالى.

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: {﴿ ٱلۡخَبِيرُ ﴾ } من الخبرة, وهي الإحاطة ببواطن الأشياء وظواهرها, يقال: خبرت الشيء إذا عرفته على حقيقته, فهو سبحانه الذي أحاط  ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها.

& قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: قوله: {﴿ ٱلۡخَبِيرُ﴾ } الخبير اسم من أسماء الله متضمن لصفة الخبرة, وخبرته عز وجل معناها أنه يعلم بواطن الأشياء على ما هي عليه, فإن معنى أن فلانًا خبير غير معنى كونه عليمًا, لأن العلم هو بالظاهر, وأما الخبرة ففيها الباطن   

                    كتبه / فهد  بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

علة علة حديث: (الحجر الأسود من الجنة) .. – محمد بن علي بن جميل المطري

علة حديث: (الحجر الأسود من الجنة) وحديث: (يأتي الحجر يوم القيامة له عينانِ يُبصِر بهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *