قال عليه الصلاة والسلام: «من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل»؛ صحيح الجامع
تعريف طاعات الخلوات أو (عبادة السر): هي العبادات التي تكون في السر، في الخلوة، لا أحد يعلم بها إلا الله، قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 271]، قال عليه الصلاة والسلام: «من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل»؛ صحيح الجامع. قال السعدي رحمه الله: “ففي هذا أن صدقة السر على الفقير أفضل من صدقة العلانية”.
ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: – وفيه –، ورجل تصَدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
وفي الحديث المروي: «صَدَقة السرِّ تُطفئ غضب الرب عز وجل»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله يحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ»؛ (رواه مسلم) .
قال ابن القيم رحمه الله: “الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات، وأمثلة عبادة السر: صلاة الليل، قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]، وكذلك نوافل الصلوات في البيت، وقضاء حوائج الناس خصوصًا الأرامل واليتامى والذكر والصيام وصدقة السر.
وقد ضرب السلف أروع الأمثلة في عبادة السر:
عن داود بن أبي هند كان يصوم مدة أربعين سنة، لا تعلم به زوجته وأهل السوق. يقول لأهل السوق: (إني ذاهب إلى البيت للغذاء)، ويقول لزوجته: (أعِدِّي لي الغذاء لأتناوله في السوق) ثم يتصَدَّق به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
___________________________________________________
الكاتب: د. مزمل محمد عابدين
Source link