وإن عدتم عدنا – إيمان الخولي

تحدث القرآن كثيراً عن بنى إسرائيل من خلال عرض البدايات الأولى لهم فى زمن يعقوب عليه السلام وابنه يوسف عليه السلام ثم تعرض لأحوالهم فى زمان موسى عليه السلام وكيف أرسل الله عزوجل موسى وهارون عليها  السلام لإنقاذ بنى إسرائيل من بطش فرعو والخروج بهم إلى الأرض المقدسة وكذلك موقفهم من الأنبياء الذين أرسلوا إليهم وموقفهم من الرسالة الخاتمة وعداوتهم للإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر النبوة وتدبيرهم المكائد فهم أول من احتضن النفاق والمنافقين وأمدوهم بوسائل الكيد للإسلام وهم الذين حرضوا المشركين وتآمروا معهم على الرسول والفئة المؤمنة معه  فقد  كانوا حريصين على إضعاف القبائل العربية ونشر الحروب بينهم مثل النزاعات التى كانت بين الأوس والخزرج فى المدينة كلما أوشكت الحرب أن تهدأ بينهم أشعلوها إلى أن جاء النبى وآخى بينهم فكل ذلك من تخطيط اليهود وقد كانوا يتحكمون فى اقتصاد المنطقة والأسواق والبضائع وحركة البيع والشراء فكانت كلها بيد بنى قينقاع وبنى النضير وقريظة وكانت أسواق الذهب والفضة فى أيدهم وكان العرب مجرد مستهليكن لبضائعهم وكانوا يتهمون العرب بأنهم أهل جاهلية وأما هم ف أهل كتاب وعلم فنشروا أفكارهم وأساطيرهم عن الأمم السابقة وخرافتهم بين العرب وصدقهم العرب و كان المشركين يستعينون باليهود فى تعجيز النبى بالأسئلة إذ يقولون له أسئله عن الروح أسأله عن فتيه فى أول الزمان أووا  إلى الكهف وهكذا من محاولات تعجيز النبى صلى الله عليه وسلم والتشكيك فى هذا الدين الجديد فكشف القرآن خبايا نفوسهم وأمراض قلوبهم وحذر المسلمين منهم  وبين للنبى كيف يتعامل معهم عمل   النبى صلى الله عليه وسلم على إجلاءهم من المدينة  أكثر من مرة وهذا ما نراه من خلال غزوة  بنو قينقاع بنو النضيرو خيبر وفى أثناء هذا العرض القرآنى بين لنا صفاتهم وسماتهم الشخصية وسر التشوه فى شخصيتهم

 

وما أحوجنا فى كل زمان ومكان نحن المسلمين أن نعرف خطر اليهود ونحذر منه ومن دسائسهم ومؤامراتهم

من السور المكية التى تحدثت عن بنى اسرائيل الأعراف ويونس والإسراء والشعراء والقصص وغافر والدخان ومن السور المدنية التى تحدثت عنهم البقرة وآل عمران والمائدة والمجادلة والصف والجمعة

فقصة بنى اسرائيل كانت من أكثر القصص التى وردت فى القرآن بالتفصيل فما الحكمة إذن ؟وما الرسالة التى يريد الله عزوجل أن تصل إلينا ؟

أن الله عزوجل قد علم أنهم سيكونوا أعداء هذه الأمة على طول تاريخها كما كانوا أعداء للأنبياء من قبل على مر العصور

فلابد أن نعرف عنهم أكثر من خلال القرآن

فى البداية أطلق عليهم بنو إسرائيل نسبة إلى نبى الله يعقوب فهم ذريته التى جعل الله فيهم النبوة فترة من الزمن ثم انتزعها منهم وأحل عليهم غضبه جزاء محاربتهم لدين الله ورسوله

والاسم الثانى لهم يهود وهى كلمة مشتقة من الهود وهو التوبة والرجوع الى الله

قال ابن منظور : الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع

إِلى الحق، فهو هائدٌ. وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك،

اليهود حريصون  أن يبدوا أمام الناس أنهم متمسكون بدينهم وبعقيدتهم وانهم مرتبطون بأنبيائهم فسموا أنفسهم  بنو اسرائيل نسبة إلى نبى الله يعقوب عليه السلام وأنهم شعب الله المختار و شعارهم نجمة داود وأنهم يبحثون عن الهيكل المزعوم لسليمان وهكذا من المزاعم التى لا أصل لها والحق أننا أولى بأنبياء الله منهم  إذ يقول  تعالى: {“إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ” } 68  نحن أولى بإبراهيم منهم فقد دعا لامتنا ان يبعث فيا رسول ينشر الخير ويقودها إلى الجنة  

وقد نفى القرآن ان يكون إبراهيم عليه السلام منهم بشهادة القرآن إذ يقول تعالى : {” مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67}

وتشهد  اللحظات الأخيرة من حياة يعقوب عليه السلام انه كان يوصى أبناءه على أن يحرصوا على أن يموتوا على الإسلام والإخلاص لله فى العبادة ويأخذ عليهم العهد ألا يخالفوا

فمن أولى بأنبياء الله إذن إنها شهادة القرآن على أننا نحن المسلمون أكثر ارتباطاً بالأنبياء كلهم لا نفرق بين أحدهم منهم حين امر الله المسلمين بذلك 

{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾} البقرة: 136

وان الشريعة خرجت من معين واحد وكلهم يدعون إلى الاسلام والاستسلام لله وحده

 اما عن علاقتهم بموسى نبى الله فقد عانى معهم الكثير بشهادة رسولنا الكريم  

فقد روى البخاري عن ابن عباس أنه قال «“قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» “.

وفى رواية مسلم عن ابى هريرة قال «بيْنَما يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً له أُعْطِيَ بهَا شيئًا، كَرِهَهُ -أَوْ لَمْ يَرْضَهُ، شَكَّ عبدُ العَزِيزِ- قالَ: لَا، وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ، قالَ: فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، قالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بيْنَ أَظْهُرِنَا؟! قالَ: فَذَهَبَ اليَهُودِيُّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا أَبَا القَاسِمِ، إنَّ لي ذِمَّةً وَعَهْدًا، وَقالَ: فُلَانٌ لَطَمَ وَجْهِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ قالَ: قالَ يا رَسولَ اللهِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ، وَأَنْتَ بيْنَ أَظْهُرِنَا! قالَ: فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى عُرِفَ الغَضَبُ في وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ: لا تُفَضِّلُوا بيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ؛ فإنَّه يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَن في السَّمَوَاتِ وَمَن في الأرْضِ إلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ، قالَ: ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فأكُونُ أَوَّلَ مَن بُعِثَ -أَوْ في أَوَّلِ مَن بُعِثَ- فَإِذَا مُوسَى عليه السَّلَامُ آخِذٌ بالعَرْشِ، فلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي، وَلَا أَقُولُ: إنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلَامُ.»

 

تخيل قوماً قد من الله عليهم وأنجاهم من فرعون ورأوا بأعينهم مظاهر قدرة الله وعزته وما إن جاوزوا البحر حتى رأوا قوماً يعبدون العجل فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلها  يعبدوه مثلهم فبعد كل ذلك يشركوا بالله يريدون صنما يعبدوه من دون الله  فقد طغت المادية عليهم فى كل شىء وماذا عن الإيمان بالغيب ؟ وماذا عن المعجزات التى تحققت على يد موسى عليه السلام ؟فما أن غاب عنهم موسى قليلا وذهب إلى لقاء ربه وتلقى الألواح التى تحوى شرع الله حتى جمع رجل منهم حليهم وأخرج منها عجلا وجعله يصدر صوتا   فعبدوه  فى غياب نبيهم والحقيقة أنهم وان تحرروا من أسر فرعون لهم إلا إنهم لم يتحرروا من الذل والقهر النفسى الذى عاشوا فيه

وفى أثناء رحلتهم للخروج من مصر طلبوا من موسى الطعام فجعل لهم المن وهو صمغ نباتى حلو الطعم  والسلوى  وهو السمان  طعام يجدونه أينما حلوا بدون جهد وتظللهم الغمام لتقيهم من شمس الصحراء ولكن اليهود لم يتخلصوا من فكرة زراعة الأرض والقيام عليها وبذل المجهود فطلبوا من موسى البقل والقثاء والعدس والبصل وكأنهم اعتادوا حياة الاستعباد وقد انتهت فصول قصة موسى مع بنى إسرائيل حين طلب منهم أن يدخلوا الأرض المقدسة بعد إذ  نجاهم الله من فرعون فإذا بهم يأبوا الدخول إذ يقول تعالى :” { قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)}

تخلوا عنه وتركوه وحده هو وأخوه بعد كل هذه المعاناة من أجل إخراجهم من ظلم فرعون وإذلاله لهم وإننا لنجد أن  آيات القرآن تحدثت عن قسوة قلوبهم وأن الحجر ألين منها  ذلك أن الحجر قد تتفجر منه الأنهار والعيون ولكن القلوب حين تقسو لا ينفع فيها هدى ولا تتأثر بالآيات والمعجزات وأن من القلوب لهى أقسى من الحجر عندما يصر صاحبه على ان يضع الأقفال على قلبه فلا نور الإيمان يدخل ولا الكفر يخرج منها ولهذه  الاسباب كتب الله  عليهم التية فى الصحراء أربعين سنة لا يهتدون إلى طريق لعل يخرج من أصلابهم من يتربى على الشجاعة والإقدام فى الصحراء فيقدم على فتح بيت المقدس وتنفيذ الأمر الإلهى بدخول هذه الأرض وتمر السنون ثم يدخلوا خاضعين مع قائدهم يوشع بن نون ويعيشوا بعد ذلك فترات من حكم الأنبياء والقادة الصالحين من أمثال طالوت وداود الذى كان قائدا فى جيش طالوت ثم تولى الحكم وحكم بشرع الله ومن بعد سليمان الذى أنعم الله عليه بملك لا ينبغى لأحد من بعد ه ثم يموت سليمان ومن بعدها لم تقم قائمة لليهود بعد ذلك فقضى الله أن يكتب عليه م الذل والتشريد فى البلاد وسبب ذلك تخليهم عن شريعتهم وترك العمل بها فقد أضاعوا الألواح والنسخة الأصلية من كتابهم المقدس  فى  أحد الحروب ولم يبق منها شيئا وكتبوا الشرع بأيديهم بعد ذلك وهذه الذلة التى ضربت عليهم والتشريد بسبب حقدهم وكراهيتهم لمن حولهم فلا يكلوا ولا  يملون عن تدبير المكائد والمؤامرات فى كل مجتمع يقيمون فيه

جبنوا قديما عن دخولها وها هم الآن يحتلون الأرض رغما عن أهلها بالقتل والتدمير

وهم الذين آذوا نبيهم فأنكر عليهم موسى ذلك وبين أنه لا يجتمع إيمان بالله وبالرسول وإيذاء له إذ يقول تعالى :”  {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

 

 فقد روى عن سبب نزول هذه الاية ” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «“إنَّ موسى كان رجُلا حَيِيًّا سَتِيرًا، لا يُرى من جِلْده شيء استحياء منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل فقالوا: ما يَسْتَتِر هذا التَّستُّر، إلا من عيْب بجلده: إما بَرَص وإما أُدْرة، وإما آفة، وإنَّ الله أراد أن يُبرِّئه مما قالوا لموسى، فَخَلا يوما وَحْده، فَوَضَع ثيابه على الحَجَر، ثم اغتسل، فلما فَرَغ أقْبَل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحَجَر عدا بثوبِهِ، فأخَذَ موسى عصاه وطَلَب الحَجَر، فجعل يقول: ثوبي حَجَر، ثوبي حَجَر، حتى انتهى إلى مَلَإ من بني إسرائيل، فرأوه عُرْيانا أحسن ما خلق الله، وأَبْرَأه مما يقولون، وقام الحَجَر، فأخَذ ثوبه فلَبِسه، وطَفِق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لنُدْبا مِنْ أَثَر ضَرْبِه، ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله» : {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}} ” [الأحزاب: 69] إنه طبع اليهود فى كل زمان ومكان يعتبرون الحياء والفضيلة والستر تأخر ورجعية وعقدا نفسية  وقد حذر القرآن المسلمين أن يكونوا كاليهود فى غيذائهم لنبيهم وهو المبرأ من كل ذلل وخطيئة

وقد بلغوا من سوء أدبهم أنهم طلبوا من موسى أن يروا الله عيانا وأن يكونوا فى مواجهه معه

وهذا ما بينه القرآن حين قال : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}

 فماذا كان الرد صاعقة نزلت عليهم بامر الله عقابا لهم على سوء ادبهم مع خالقهم  (55)….”

إنهم حقا قوما ماديون لا يؤمنون بالشىء إلا إذا رأوه أمام أعينهم لا يؤمنون بغيبيات وهذا قد يكون بحكم حياتهم فى مصر فى عصر الفراعنة حيث أن السائد عندهم تجسيد الاله  فى صورة مادية إله للجمال وإله للخير وإله للشر يمثلون لهم فى صورة أشخاص أو طيور أو حيوانات وهذا إن دل فإنما يدل على طبيعتهم الجاحدة المتكبرة ومدى سخريتهم من فكرة الإله واستهزائهم بنبيهم

وقد حذر الله عزوجل المسلمين أن يكونوا مثلهم وأن يسألوا نبيهم مثلما كان يفعل اليهود إذ يقول تعالى :” {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } فقد حكم على من يفعل ذلك بالكفر والضلال فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه“..

والحكمة من كثرة الأنبياء التى تواردت عليهم منذ يوسف عليه السلام ويعقوب إلى عيسى عليه السلام مرورا بموسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى كل ذلك ليس تفضيلا لهم ومحبة من الله لهم ولكنه إن دل فإنما يدل على كثر انحرافاتهم وسوء أخلاقهم وتمكن الشر منهم فلا يكاد يبرح نبى إلا ويأتى نبى بعد يتقارب الزمان بينهم لعل نفوسهم تهذب وأخلاقهم تتبدل ولكن هيهات هيهات فقد كانوا أكثر الأمم التى نزلت فيهم آيات ومعجزات فهل صدقوا وآمنوا أم قتلوا رسلهم وانبياءهم وهل هناك خير فى أمة قتلت نبيها

أما نظرتهم إلى كتبهم وعلاقتهم بشريعتهم فما وافق هواهم أخذوا به وما خالفه رفضوه والدليل على ذلك من القرآن إذ يقول تعالى :” ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا بعده بالرسل ……. {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتهم وفريقا تقتلون } {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.} …”

فقد دابوا على المكر والخديعة والغدر والكذب والحسد ولصق التهم والافتراء على أنبيائهم وتمثيلهم كانهم بشر عاديون وليسوا معصومين من الخطأ

وقد ظهر ذلك منذ بداية بنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب حين حقدوا على أخيهم وقرروا أن يتخلصوا منه حسدا من عند أنفسهم  لأنه الأقرب إلى أبيهم وقد تكون محبة  يعقوب عليه السلام  لابنه يوسف لأسباب  لربما  وجد  فيه من صفات الصلاح والاستقامة والتقوى  أكثر من بقية إخوانه ثم إذا هم يمكرون به حتى إنهم  فكروا فى قتله  لولا رعاية الله له وحفظه لنبيه فإذا كانت هذه بدايتهم وأبوهم نبى فما بالك بالأجيال المتعاقبه بعدهم وقد بعدوا عن زمان النبوة

وقد استوقفنى قول الله تعالى بعد أن أحكموا الخطة إذ بهم يقولوا ” وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ

  ” أى صلاح يتحدثون عنه وهم يدبرون لقتل أخيهم  الصغير وكأنهم يستهينون بالمعصية ويستخفوا بالجريمة إنما هى الأنانية التى تعمى عن الحق والتى تُرى الإنسان الإفساد فى الأرض صلاح وإصلاح

واذا تأملنا فى علاقتهم بأبيهم النبى يعقوب كيف تجرءوا ووصفوه بالضلال هذا بالنسبة للأب العادى فما بالك بنبى من أنبياء الله إذ يقول تعالى :” { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}

كما استخدموا أسلوب المخادعة حين جاءوا أباهم عشاء باكين وجاءوا بالدليل على القميص ليحبكوا التمثيلية لعله يصدقهم فهل انطلى عليه خداعهم ومكرهم ؟!  ماذا عن ردة فعل أبيهم  إذ يقول تعالى :” قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18

يزعمون انهم ابناء الله وأحباؤه والاله خاص بهم وحدهم

فقد ورد عنهم أنهم يرددون أنهم شعب الله المختار وأن الجنة لهم وحدهم إذ قالوا :” { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}

المائدة  (18)

فترد عليهم الآيات هذا الزعم إذا كنتم شعب الله فلما يعذبكم بذنوبكم فقد لعنهم الله وكتب عليهم التيه فى الأرض ومسخ منهم طائفة قردة وخنازير وكانت فى شريعتهم أنه من عمل سوءاً أصبح وقد كتب على باب بيته أنه فعل البارحة كذا وكذا وعندما عبدوا العجل كانت التوبة أن يقتل بعضهم بعضا فلما كل ذلك إذا كانوا احباء لله  فعلا؟  إن الله لا يحابى أحدا وإنما يجازى البشر بأعمالهم من أحسن فله الحسنى ومن أساء  فعليها فهم تنطبق عليهم الأحكام والشرع كباقى البشر والأمم الآخرى يعذبهم اذا عصوا الله ويرحمهم أذا امنوا واطاعوا ويبين أنها مجرد أمانى فى خيالهم المريض إذ يقول تعالى عنهم :” {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا” حتى الجنة قصروها عليهم  إذ يقول تعالى :” وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

(112)

فرد الله زعمهم هذا وبين أن الجنة لمن أسلم الوجه والقصد لله بدون تحيز لفئة بعينها فمن أطاع الله وأحسن فى علاقته بالناس هذا ما يؤهله  لدخول الجنة

وزعمهم قصر الهداية عليهم أيضا وأنهم على حق وأن غيرهم على باطل إذ يقول تعالى :” {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ}

يرد القرآن زعمهم أن الهدى فى اتباع الحنيفية السمحة ملة أبيهم إبراهيم الذين يزعمون أنه منهم وهم أولى به من المسلمين وأن المهتدى حقا عليه أن يؤمن بكل الأنبياء ولا يفرق بينهم  فكان عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما آمنوا بمن قبله  إذا أرادوا طريق الهداية حقا ليكون إسلاما شاملا لا يهوديا ولا نصرانيا فهل اليهود مستسلمون لأمر الله فعلا ؟

هذا كله يبين الخلل النفسى فى شخصية اليهود إنهم ينظرون إلى الناس نظرة عنصرية وأنهم خلق ليسوا كباقى البشرومن الممكن إرجاع ذلك إلى ما ل قوه من ذلة ومهانة على يد كل من عاشروهم من البشر وكم من حروب دخلوها وفروا يجرون أذيال الخيبة والعار وما كان  هذا  إلا لخبث نفوسهم وسعيهم فى الأرض بالإفساد  

 

وقد اعتبرهم القرآن كفارا أيضا ولعنهم لتجرأهم على الله عزوجل وادعاءهم أنه بخيل لا ينفق إذ يقول تعالى : {” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ “} ونتيجة لقولهم هذا حكم عليهم بالبخل إنها صفة متأصلة فيهم حتى إننا إذا أردنا أن نصف بخيل من المسلمين شبهناه باليهود فى بخله فاصبحوا مضرب المثل فى البخل وقد وصفهم الآيات بهذا فى أكثر من موضع { (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يأتون الناس نقيرا)} النساء-53

أى لو كان لهم من الملك شئ لبخلوا به وهذا يدل على أن الغنى منهم بخيل فهم عبدة المال حريصون على جمعه وكنزه  وجعله وسيلة لاستعباد الناس وإذلالهم ونشر القبائح ومحاربة الأخلاق والفضيلة فإن المتأمل فى الاقتصاد العالمى الآن يجد أنه تحت سيطرة اليهود فهم أول من أنشأ فكرة البنوك الربوية تحت مسمى الفوائد

وقد بعث الله عيسى بن مريم رسولا إلى بنى إسرائيل وبين رسالته إليهم وأيده بالمعجزات فماذا كان رد فعلهم تجاهه كفروا به وادعوا على مريم الإفك والبهتان واتهموها فى عفتها وهذه خطة اليهود فى كل زمان ومكان فى حربهم ضد من يخالفوهم طعنهم فى العرض والشرف وقد تآمروا على قتل المسيح  وأوشكوا أن يلقوا القبض عليه ليصلبوه أو يقتلوه ولكن الله نجاه قبل أن يصلوا إليه وألقى الشبه على يهودى منهم يهوذا الاسخريوطى فأخذوه بدلا منه وهكذا نجاه الله  وبرأه فى قرآن يتلى الى يوم القيامةإذ يقول تعالى :” {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} ”  

أما عن موقفهم من خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فلم يختلف كثيرا عن موقفهم من باقى الأنبياء فقد كانوا يعرفون بقدومه ويستفتحون به على العرب فلما بعث كانوا أول كافرا به إذ يقول تعالى :” { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (89 وأخفوا البشارة بالنبى من كتبهم إذ يقول تعالى :” {﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾} البقرة: 101]

[كانوا يعرفون النبى كما يعرفون أبناءهم أشد المعرفة وقد اعترف أحبارهم ورهبانهم بهذا كما فى قصة السيدة صفية رضى الله عنها هذه القصَّة تحكيها لنا السيدة صفيَّة بنت حيي -رضي الله عنها- قائلة: لم يكن أحد من ولد أبي وعمِّي أحبَّ إليهما منِّي، لم ألقهما في ولد لهما قطُّ أهشّ إليهما إلاَّ أخذاني دونه، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قُباء -قرية بني عمرو بن عوف- غدا إليه أبي وعمِّي أبو ياسر بن أخطب مغلِّسين، فوالله ما جاءانا إلاَّ مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين، كسلانين، ساقطين، يمشيان الهوينى، فهششتُ إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما نظر إليَّ واحدٌ منهما، فسمعت عمِّي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم، والله! قال: تعرفه بنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ؟ قال: نعم والله. قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بَقِيتُ

وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادَثه، ثم رجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أطيعوني؛ فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه.

فانطلق أخوه حيي بن أخطب -وهو يومئذٍ سيِّد اليهود، وهما من بني النضير- فجلس إلى رسول الله وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعًا، فقال: أتيتُ من عند رجلٍ والله لا أزال له عدوًّا أبدًا.

فقال له أخوه أبو ياسر: يابن أمِّ، أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئتَ بعده، لا تهلك.

قال: لا والله لا أطيعك أبدًا. واستحوذ عليه الشيطان، واتبعه قومه على رأيه

منذ البداية والعزم على  معاداه النبى والمسلمين إلى يوم القيامة وهكذا موقفهم من الحق فى كل وقت وقد بينت الآيات ذلك من خلال دعوة النبى لهم للإيمان فأنكروا عليهم ورفضوا الإذعان له فواجههم بأفعالهم فإذا  كانوا يؤمنوا بمن سبقه من الرسل والرسالات فلم قتلوهم إذن “ { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

وقد حاولوا أكثر من مرة قتل النبى محمد صلى الله عليه وسلم  تارة بهم يهود بنى النضير   بإلقاء حجر عليه فأمره الله بإجلاءهم من ديارهم وفى مرة أخرى دست له اليهودية السم فى الكتف المشوية فأخبره الله به  

وما معادتهم للإسلام وللمسلمين منذ البداية إلا حسدا من عند أنفسهم فقد تحالفوا مع أعداء الإسلام منذ بداية ظهور الدعوة  فقد تحالفوا مع المشركين فى العديد من الغزوات منها الأحزاب وبنى النضير وغيرها وهم الآن يتحالفون مع النصارى والملحدين وكل الطوائف ضد المسلمين وكل ذلك حسدا لهم على ما تفضل الله به على المسلمين  وجعل الرسالة الخاتمة فى العرب وقد كشفت لنا الآيات عن ذلك إذ يقول تعالى :” {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ” ويقول سبحانه وتعالى :”  (

{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ  [سورة البقرة: 105]

وهذا الحسد ما ظهر إلا بعد أن تبين لليهود  واستيقنوا أن المسلمين على حق فسلكوا كل الطرق ليردوهم عن دينهم بنشر الفتن والأفكار الإلحادية والشذوذ الأخلاقى ما تركوا وسيلة قذرة إلا وفعلوها ليصرفوا المسلمين عن دينهم  فقد حاربوا المسلمين على كافة المستويات حاربوهم فى فهم القرآن فدسوا الإسرائليات والأساطير فى تفسير القرآن وحاربوا فى الأحايث فوضعوا الكثير من الأحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم والمكذوبة وكان أول من أشعل الفتن والحروب  بين المسلمين هو عبد الله بن سبأ وكان أصله يهودى وليس فى عصر النبوة الأولى ولكن يهود يوقدون الحروب على مدى العصور ويسعون فى الأرض فسادا فما من حرب على مدى التاريخ إلا وكان لليهود يدا فيها وتعلموا على مدى السنين أن يخوضوا الحروب بدون خسارة موارد بشرية أو مالية إنما الخسارة تتكبدها الشعوب الساذجة ولا يخفى على أحد افسادهم فى الأرض المقدسة  يعملون فيها بين قتل أبنائها وتشريدهم فى الأرض كل ذلك لتحقيق أهدافهم على حطام البشرية وهم فى ذلك معتقدون أن ليس عليهم اثم فى أكل أموال غيرهم بالباطل وخداعهم والتدليس عليهم بل وقتلهم أيضا استباحوا قتلهم إذ يقول تعالى :” { ذلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ}

وصدق فيهم قول المولى عزوجل “ { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} ” و”كلما “هنا يدل على الاستمرارية فى إشعال الحروب وتكرار المحاولة وبالرغم من المحاولات العديدة للتخريب إلا أن الآيات تبين أن الله يبطل هذه المحاولات ويرد كيدهم ويجعل تدبيرهم فى تدميرهم

فهم أساس نشر العرى بين النساء  والشذود الجنسى وبيع الخمور وأصحاب فكرة صالات القمار والبنوك الربوية

فهل اعتبر المسلمون وعقلوا هذه التحذيرات القرآنية وفهموا أصل العداوة فكان أدعى أن يتمسكوا بدينهم أكثر ويثقوا فى موعود الله لهم  بالنصر والتمكين إذا عرفوا قيمة هذا الدين وعملوا له  

ومن صفات اليهود أيضا  أنهم محرفون للتوراة محرفون لكلام الله بعد ما تدبروه وفهموه  فبدلا من أن ينقادوا لحكم الله ويؤمنوا به جعلوا بضاعتهم التحريف والتزوير واشتروا به ثمنا قليلا وقد وردت كلمة يحرفون أربعة مرات فى القرآن كلها خاصة باليهود منها هذه الآية إذ يقول تعالى : {” ۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”} فهم يخفون الحقائق ويزورونها  لخدمة مصالحهم الشخصية وأهوائهم فهذا الموقف يبين لنا مدى تلاعبهم بحدود الله وأحكامه

فعن مالك عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ؛ أنه قال : جاءت اليهود إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم  رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ ” . فقالوا : نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم . إن فيها  الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم . ثم قرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده ، فإذا فيها آية الرجم . فقالوا : صدق يا محمد فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرجما .

اليهود يتحايلون على الشريعة فقد حرم الله عليهم الطيبات عقوبة لهم فتحايلوا على الشرع وأذابوا الشحوم وأدخلوها فى صناعتهم وباعوها وقبضوا الثمن ولذا استحقوا اللعن كما بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول ” لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها واكلوا باثمانها ” ويظهر التحايل على أوامر الله عزوجل واضحا فى قصة أصحاب السبت حيث حرم الله على أهل القرية الصيد يوم السبت وزيادة فى الابتلاء والامتحان فكانت الحيتان تأتى  يوم السبت و تختفى باقى الأيام فتحايلوا على ذلك وكانوا ينصبون شباكهم قبل يوم السبت ثم يرجعون الى بيوتهم حتى إذا مر يوم السبت وتجمعت الحيتان فى الشباك ذهبوا فى اليوم التالى فأخذوا تلك الحيتان الحبيسة

اليهود لا يصبرون على اختبارات وابتلاءات لا يصمدون أمام الإغراءات  فكان عقابهم أن مسخهم الله على شكل قردة وخنازير

وقد وصفهم الله بالسفهاء لانهم يشككون المسلمون فى دينهم ويثيرون الشبهات والإشاعات كما حدث فى حادثة تحويل القبلة إذ يقول تعالى “ { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142}

 

اليهود جبناء إذ يوقل تعالى عنهم :” { لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}

  {”  لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}

هاتان الآياتان تبينان مدى جبن اليهود وخوفهم من كل شىء يخافون من الناس ولا يخافون الله بل لا يحسبون له حسابا أصلا يخافون من المؤمنين ويزعجهم وحده المسلمين وترابطهم وحبهم للجهاد والتضحية فى سبيل الله هذه صفات ترعب اليهود لذلك تجدهم حرصين ألا يتكتل المسلمون ضدهم فيعملون ليل نهار على تفرق المسلمين وتنازعهم وكلمة إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر توحى أنهم لا يجرءون على مواجهة المسلمين رجل لرجل إنما يأكلهم الهلع والجبن فيحتمون ويتترسون دائما وراء حصونهم أو جدر منيعة حتى فى عصرنا الحالى ترى الطفل الصغير يقف أمامهم بكل شجاعة بينما هم يختبئون من الطفل داخل دباباتهم وطائراتهم ويقيمون حول معسكراتهم الأسلاك الشائكة إنما هى أسلحة تحارب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقوله “بأسهم بينهم شديد” يدل على مدى تردى العلاقات بينهم داخل مجتمعاتهم ولكنهم يظهرون للناس بمظهر الوحدة والتجمع نوع من الحرب النفسية وخداع الآخر فكيف يكون مصير مجتمع هذه حالة أفراده فيجب أن يتعامل المسلمين معهم من منطلق هذه الآيات ولا تخدعهم المظاهر وأن ما يرونهم من مظاهر قوة وسلطان وتأثير على المجتمع الغرب لن يمتد طويلا إذا عاد المسلمين لتحكيم شرعهم والنظر فى آيات الله  والاعتبار بها

حتى أنهم فى النهاية عندما يحاربون مسلمين يحدثنا رسول الله أنهم سيختبئون وراء شجر فينطق الشجر خلفى يهودى فاقتله وهذا يدل على أن صفة الجبن متاصله فيهم من البداية حتى النهاية فلم يحسب المسلمون لهم حساب ويضعون حولهم هالة مزيفة

 

اليهود ونقض العهود والمواثيق

إن المتأمل لآيات القرآن يجد أن معظم العهود والمواثيق التى أخذت على الناس أخذت على اليهود فهناك مواضع عدة فى القرآن تشهد على ذلك نستعرض منها قول الله تعالى :”

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) }

{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”}   (13)

وهذا إن دل فإنما يدل على تمكن هذا الخلق الغادر منهم كم مرة عاهدوا فيها الرسول ونقضوا العهد ؟! وقد كتب بينه وبينه م كتابا حين وصل المدينة فهل وفوا بما عاهدوا عليه ؟ شاهد على غدرهم غزوة بنى قينقاع وقعت بعد انتصار المسلمين على المشركين فى غزوة بدر  و غزوة بنى النضير فقد وعدوه بالمساعدة ثم هموا أن يغدروا به وغدرت بنو قريظه بالنبى والمؤمنين فى أحلك الظروف وتآمرت مع المشركين ضده فى غزوة الأحزاب إذا كانوا نقضوا العهد مع الله ورسول فما بالك بالبشر العادى انهم قوم بهت كما قال عنهم عبد الله بن سلام فقد شهد عليهم القرآن والتاريخ بذلك فمن الحمق والسذاجة ان تثق فيهم

فمن نقض العهد مع الله ونقض العهد مع رسله وأنبيائه بل وقتلوهم سهل عليهم أن ينقضوا العهد مع أعداءهم بل وحلفائهم أيضا  فمن يعتبر من تاريخه السابق

و من العقوبات التى فرضت عليهم  أيضا نتيجة تمردهم على أحكام الله وتناولها بالتحريف والتزوير والهوائية أن شدد الله عليهم وحرم عليهم طيبا ت كان قد أحلها لغيرهم  إذ يقول تعالى :” { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160)} …..

لماذا يا رب ؟ ………..” { ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} ” نتيجه ظلمهم وفجورهم

ومن التشديد عليهم أيضا فى العقوبات أنه كان في شريعة من قبلنا القصاص، ولم يكن فيهم الدِّية؛ يقول ابن عباس رضى الله عنهما: كان في بني إسرائيل القصاص في القتلى، ولم يكن فيهم الدِّية؛ كما قال الله عن أهل التوراة: {﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾} [المائدة: 45].

وكان من قبلنا إذا أذنب ذنبًا يُكتَب ذنبه على باب داره، وتكتب معه كفارته، أما نحن الأمة المحمدية فقد جعل الله كفارة ذنوبنا قولًا نقوله بألسنتنا، فتوبتنا أسهل تناولًا، وأسرع قبولًا، وقد ورد في تفسير ابن المنذر رحمه الله: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مجتمعين عند ابن مسعود رضي الله عنه، فتذاكروا بني إسرائيل وما أعطاهم الله من فضائل، فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: “كان الرجل من بنــي إسرائيل إذا أذنب ذنبًا كُتِبَ ذنبه علـــى بـــاب داره، وكُتِبَ معه كفـــارة ذلك؛ ليغفر ذلك الذنب، أما أنتم فجعل الله مغفرة ذنوبكم قول تقولونه بألسنتكم، ثم تلا قول الحق: {﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾} [آل عمران: 135، 136]، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية

حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان بنو إسرائيل إذا أصاب ثوب أحدهم البول، قرضه بالمقراض”، وعند اليهود كانت المرأة إذا حاضت لم يؤاكلوها ولم يساكنوها في بيت واحد، حتى جاءت شريعتنا ونسخت هذا،التشريد والشتات فى الارض

وهذه الأحكام المشددة كانت من الإصر الذى وضعه الله عليهم نتيجة تعنتهم  وطلب من المسلمين ألا يكونوا مثل اليهود وأن يقول سمعنا وأطعنا وليس سمعنا وعصينا كما قال اليهود ورفع عنهم الخطأ والنسيان وجعل لهم كلمات بسيطة إذا قالواها تاب الله

وهذا من فضل الله على أمة الإسلام  فهناك ايات كثير تبين هذا التخفيف   قال تعالى: { ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾} [النساء: 28]. وقال تعالى: {﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾} [البقرة: 185]

الإصر هو الثقل والعبء الشديد، والأغلال هي القيود والمكلفات التي كانت ثقيلة على بني إسرائيل. رفع هذا الإصر والأغلال هو من فضل الله ورحمته، حيث تخفف شريعة الإسلام عن أتباعها 

  ومن العقوبات التى فرضت عليهم عندما غاب عنهم موسى وذهب للقاء ربه رجع إلى قومه وجد فريقاً منهم يعبد العجل الذى صنعه لهم السامرى فأمر بإحراقه وعاقبهم على ذلك أن يقتل بعضهم بعضا وبذلك يكون قد تاب الله عليهم بعد ما  أشركوا به وحدثت مقتلة بينهم ولا يستغرب البعض العقوبة أمام بشاعة الجريمة فقد أشركوا بالله وارتدوا كفاراً بعد أن رأوا المعجزات بأعينهم فماذا بعد حتى يثقوا ويصدقوا فى الحق ماذا يريدون إذن ؟

كما أن من العقوبات أن كتب عليهم الشتات فى الأرض فلا يجتمعون فى بلد فإن اجتمعوا كانت نهاية بنى إسرائيل كما ذكرت كتبهم

إذ يقول تعالى :” { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

” أى فرقا ممزقه فى بقاع الأرض فبعد أن لاحقتهم الهزائم فى بيت المقدس تفرقوا فى بقاع الأرض وبعث الله عليهم فى كل حين من يسومهم سوء العذاب فكلما ذهبوا إلى بقعة من الأرض وحاولوا الاندماج فى أهلها واجهوا اضطهاد وتهجير فهذا المجتمع الانجليزى يحكم عليهم بالنفى فى عام 1290ويتبعهم الفرنسيين والألمان وقد وقف بنيامين فرانكلين يخطب فى الشعب الأمريكى ويحثهم على طرد اليهود من بلادهم ووصفهم أنهم مصاصو دماء الشعوب ولن يرحموا أبناء البلاد فقد يسعبدوهم عندهم  فما ذهبوا إلى مكان إلا واشعلوا فيه الفتن والعداوات بين أهل البلد فتكون النتيجة إما أن يحددوا إقامتهم فى البلاد فى أماكن معينة خاصة باليهود انزووا داخلها وانكمشوا على  أنفسهم  وإما أن ينفوهم خارج البلاد كما فعل ملوك  أسبانيا وانجلترا وغيرهم من البلاد  وبذلك نمى الحقد والبغضاء للإنسانية فى نفوسهم وصاروا ينشئون أطفالهم على ذلك فيخرجون نسخة مشوهة خاليه من معالم الإنسانية لتعثوا فى الأرض فسادا يقتلون ويذبحون بدم بارد

وقد بين لنا القرآن أن نهايتهم فى تجمعهم فى أرض واحدة كما نرى الآن إذ يقول تعالى :” { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} ”   

وهذا الذى دأبوا عليه وفيه حتفهم بإذن الله

ومن العقوبات التى فرضها الله عليهم  أيضا أن ضرب عليهم الذلة والمسكنة إذ يقول تعالى :” {﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾} 122 ال عمرأن بسبب كفرهم وعبادتهم العجل فى وقت نزول التوارة عليهم فماذايفعلون  إذا مات موسى عليه السلام؟  وبسبب قتلهم لأنبياءهم وتحريفهم لأحكام الله وشريعته وسوء أخلاقهم ماذا يبقى من دينهم بعد ذلك؟  وماذا يرجى من أمة ارتكبت كل هذه القبائح ؟

 

كلمة ضربت عليهم توحى بلصوق الذلة والمسكنة بهم فهى حالة دائمة لا تفارقهم كما يقال ضربت الدراهم والدانير يعنى صهرت لتخرج لنا فى هذه الصورة

وكلمة أينما ثقفوا أى أينما حلوا ووجدوا على طول الزمان والمكان فهناك من يقول كيف ذلك وقد مكن لهم وأصبح العالم فى قبضتهم اقتصاديا وسياسيا

لابد أن نثق فى كلمات الله  وندرك أنهم أذلاء أينما حلوا ولو كنت تراهم متحكمين فى العالم ولو أخضعوا  إمكانيات دول العالم لمصالحهم وتحقيق أهدافهم لأن هذا كله إلى حين ثم تزول الغشاوة عن الأمة المسلمة وتسترد عافيتها الإيمانية وتتمسك بدينها وتملك شجاعة المواجهه المنطلقة من الإيمان العميق بأن النصر والغلبة للإسلام فيكتب لها الله النصر ويزول هذا الكيان الغاصب

المقصود بحبل من الله  فعن ابن عباس ، قوله : ” أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ” ، فهو عهد من الله وعهد من الناس ، كما يقول الرجل : “ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ” ، فهو الميثاق

يقول بن كثير  : بذمة من الله ، وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم ، وإلزامهم أحكام الملة ( وحبل من الناس ) أي : أمان منهم ولهم ، كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة

يقول صلاح الخالدى :

إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ: وحبل الله الممدود لليهود الآن هو قدر الله الواقع ومشيئته النافذة، حيث قدر عليهم أن يعيشوا فترة قصيرة سريعة في كيان وسلطان ودولة وسيادة، فيمارسون فيها الضلال ويقومون بالفساد والإفساد، وبعدها تقع بهم سنة الله، فيزول الكيان والسلطان، ويقطع عنهم حبل التمكين والسيادة، ويعودون إلى ذل الأبد وضياع الأبد ومسكنة الأبد وهو ان الأبد. وهذا الحبل ممدود لهم من الله بإذن الله ولفترة يقررها الله، وسوف يقطعه الله متى شاء. وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ: وهو الحبل الثاني الذي يمتد إلى كيان اليهود القائم فهو آت من الناس، ويتمثل في قيام الناس بخدمتهم وتحقيق مخططاتهم وتقديم العون والمساعدة لهم. هذه الحبال الممتدة إلى اليهود الآن في حقيقتها كأنها حبل واحد هزيل ضعيف، وهي حبال ممتدة إليهم من أعوانهم وأنصارهم وعملائهم وحتى أعدائهم. [الشخصية اليهودية، للدكتور صلاح الخالدي]

وقد يكون الحبل من الناس هى الحبال التى امتدت لهم من دول العالم بالمساعدة فى تحقيق مخططاطهم وهى حبال وإن ظهرت ممتدة وكثيرة إلا أنها ضعيفة وهزيلة لأنها ليست على شرع الله ولا فى سبيل الله  لإنها المصالح التى تحكم وإنه الحبل العالمى الذى يعلم جيدا مدى الخطر اليهودى عليه إذا تجمع وتكتل فى بلاده ففتح لليهود  خزائنه وصناعته وأنفق بسخاء حتى يتم زرع هذا الكيان فى بلادنا المسلمة

هذا وإن للمسلمين يداً فى وجودهم بغفلتهم وارتكابهم المعاصى فى حق الله وابتعادهم عن طريق الجهاد وسبيل العزة ومعرفة أن دين الله ليس عبادة فقط إنما عقيدة وشريعة ونظام حياة بأكملها فليدعوا الفرقة والأختلاف والاقتتال الذى يعطى الفرصة لأعداء الإسلام أن تقوى شوكتهم وينفذوا إلى داخل المجتمع من خلال الثغور

ويتساءل البعض ما الذى يرضى هذه الفئة من أهل الكتاب ؟ الجواب كما بين القرآن أنهم لن يرضوا عن المسلمين إلا إذا تخلوا عن دينهم وإسلامهم أى بمعنى أصح كفروا بالله إذ يقول تعالى :” { وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}

وكلمة لن توحى باستحالة حصول الرضى تحت أى ظروف لا تقارب حضارات ولا مفاوضات  ولا أى شىء من ذلك

والحقيقة التى قد تغيب عن البعض أنه صراع بين الحق والباطل منذ عصر النبوة بين الرسالة الخاتمة والدين المحرف المكتوب بأيد بشر

إنه الصراع بين حزب الله المفلح وبين حزب الشيطان

والان فقد اخبرنا القرآن أن اليهود مغضوب عليهم وملعونون وألصق بهم الذلة والمسكنة مدى حياتهم فكيف لقوم مغضوب عليهم وملعونين أن يوفقوا ؟ كيف لمن يحاربون دين الله أن  ينالوا  عزا وتمكينا فى الأرض أو نصرا حتى وإن كان المشاهد  غير ذلك فى العصر الحديث ولكن القاعدة القرآنية ثابته والمؤمن يثق فى كلام الله عزوجل ووعوده للمسلمين  إذا أخذوا بأسباب  النصر وأحيوا فريضة الجهاد من جديد

ليثق المسلمون   أن هذا الكيان الذى زرع بينهم ما هو إلا  اختبار لهذه الأمة ليردهم إلى دينهم ويحيي فيهم معانى الوحدة وقيمة التمسك بدين الله ليثقوا  فى أن هذا الكيان إلى زوال كما بين لنا رسول الله

وقد بشرنا النبى صلى  الله عليه وسلم بأننا سنتتصر عليهم وإنها ستكون من علامات الساعة الكبرى فعن أبي هريرة

أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» ” فيهم  فلنكن على يقين بذلك حتى وإن لم يكن على أيدينا سيأتى جيل يحمل هم هذه القضية ونصرة الدين الله حتى يفتح الله على أيديهم

ولنبحث فى صفات وسمات هؤلاء الرجال الذين يواجهون العدو ويكون على أيديهم النصر ونتناول آيات الله بعناية والبحث  لنستخرج منها  هذه الصفات:

أولى بأس

قال تعالى {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا

يقول محمد أبو زهرة ” وقال تعالى: عبادا لنا هنا إشارتان بيانيتان

الإشارة الأولى: أنه عبر بـ (عباد) وذلك إشارة إلى أنهم خاضعون لإرادة الله تعالى

والإشارة الثانية: إضافتهم له سبحانه وتعالى بما يفيد الاختصاص، ومؤدى ذلك أن الله جعلهم له لا لأجل العبودية والطاعة، بل ليكونوا آلة تأديب وتهذيب لمن يخرجون عن الهداية ويقعون في الفساد، وهكذا يتدافع الشر، ويدفعه أخيرا الخير، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين

وأولى بأس أى قوة وشدة متجردون لله أولى بأس ليس فى أجسامهم فقط إنما فى عزائمهم أيضا أولى بأس فى مواجهتهم وفى عدتهم ومن صفاتهم أيضا  تخبرنا الآيات  فى سورة المائدة :” {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}

 

من صفاتهم أن الله أحب إليهم من أهليهم وأولادهم يتواضعون مع المؤمنين ويخفضون لهم الجناج أما مع الكفار فهم أشداء عليهم يجاهدون لتكون كلمة الله هى العليا وتحقيق الخير للبشر عامة وليس لرفعة البلاد أو لقوميات وشعارات يجاهدون لا يخشون اعتراض الناس أو لومهم لثقتهم فى الحق وما يدافعون عنه فليس لهم أى مصلحة فيه سوى رضا الله والجنة  وتختم الآية أن كل ذلك من فضل الله عليهم يعطيه من يشاء ويوفق إليه من يريد من يعلم أنه أهل لهذا الفضل فهو وحده واسع الفضل

وفى النهاية ليعلم المسلمون أن الحل فى العودة لكتاب الله ولديننا الحق والإذعان لأوامر الله فيه  فكم خسرنا ببعدنا عن القرآن والنظر من خلاله لطبيعة العدو وحقيقة المعركة بيننا وبينه وبالتالى أن يكون هناك   مجتمع إسلامى ربانى هو واجب دينى وليس نافلة من القول   فإن العدو يحاربنا عقيدة وينطلق من منطلق دينى الحفاظ على ميراث أمتهم وأنبيائهم يحاربوننا فقط لأننا مسلمون

لذلك يجب إعداد الأمة إعدادا ربانيا وأن يعلموا الغاية التى من أجلها خلقوا أن يكونوا عبادا لله وليس للدنيا أو لشهواتهم فالعبودية للبشر والشهوات أورثتهم الذل والضياع سنوات طويلة فيجب تربيتهم على معانى الحرية والعزة والإنفة والاستعلاء على متاع الدنيا الزائل وتربية على معانى الجهاد وترغيبهم فى الموت فى سبيل الله وطلب مرضاة الله فعلى الأمة أن تعمل أقصى طاقتها وتوظف كل امكانياتها لمواجهه العدو مؤسساتها وأفرادها ومالها وصناعتها امتثال لقوله :” {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} …..”

{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ} ….” وليعلموا أن العدو يتآكل من الداخل ويعمل فيه سوس الفناء للعداوة والبغضاء التى ألقاها الله بينهم إلى يوم القيامة كما بينت الآيات فى سورة المائدة وليوقن المسلمون أن المقايييس عند الله مختلفة فكم من أمة كذبت بما جاء به من الحق فأهلكها بذنوبها وأنشأ من بعدها قوما آخرين  وأن لكل أمة أجل مهما طال السنوات فإذا جاء أجلها المحدد لها عند ربها فلا يتقدمون ساعة ولا يستأخرون ولكنه يريد أن يرى منا خيرا ونكون تلك الأداة التى يستخدمها لإحقاق الحق  وزوال الباطل .


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

من ذنوب المعرفة – طريق الإسلام

ثمة ذنوب يتعفّف عنها العوام، وتقترفها قلوب طلاب العلم والمثقفين دون أن يشعروا بثقلها، لأنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *