“للصدقة تأثير عظيم في دفع البلاء وحماية الإنسان ممّا يكاد”
للصدقة تأثير عظيم في دفع البلاء وحماية الإنسان ممّا يكاد له ومن عجيب القصص في ذلك ما ذكر عن ابن الفرات من أنه اسْتَدْعَى يَوْمًا بعض الْكُتَّابِ فَقَالَ لَهُ:
” وَيْحَكَ إِنَّ نِيَّتِي فِيكَ سَيِّئَةً، وَإِنِّي فِي كُلَّ وَقْتِ أُرِيدُ أَنْ أَقْبِض عَلَيْكَ وَأُصَادِرَكَ، فأراك في المنام تمنعني برغيف، وقد رأيتك في المنام من ليال، وإني أريد القبض عَلَيْكَ، فَجَعَلْتَ تَمْتَنِعُ مِنِّي، فَأَمَرْتُ جُنْدِي أَنْ يقاتلوك
فجعلوا كلما ضربوك بشيء من سهام وغيرها تَتَّقِي الضَّرْبَ بِرَغِيفٍ فِي يَدِكَ، فَلَا يَصِلُ إِلَيكَ شَيْءٌ، فَأَعْلِمْنِي مَا قِصَّةُ هَذَا الرَّغِيفِ؟
فَقَالَ: أَيُّهَا الْوَزِيرُ إِنَّ أُمِّي مُنْذُ كُنْتُ صغيرًا كل ليلة تضع تحت وسادتي رغيفًا، فإذا أصبحت تصدقت به عني، فلم يزل كذلك دأبها حتى ماتت، فلما ماتت فعلت أنا ذلك مع نفسي، فكل ليلة أضع تَحْتَ وِسَادَتِي رَغِيفًا ثُمَّ أُصْبِحُ فَأَتَصَدَّقُ بِهِ.
فَعَجِبَ الْوَزِيرُ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا ينالك منى بعد اليوم سوء أبدًا، ولقد حسنت نيتي فيك، وقد أحببتك”.
انظر: البداية والنهاية ( ١٦/١٥)
_____________________
الكاتب: طلال بن فواز الحسان
د. ظلال قرار الحسنان
Source link