هذا هو الزاد الحقيقي للرحلة الحقيقية؛ أن تتزوّد لرحلة تبدأ فيها بالحَبس في قبر مُظلم، وما إن يُغلق حتى يأتي ملكان فيجلسانك ويسألانك..”
في أي سفرٍ يتزوّد الواحد مِنّا بزادٍ يكفيه، ويُغنيه عن سؤال الناس، وقد يكون سفر الواحد منّا عبارة عن أيام معدودة، أو أشهر قليلة، فنظل قبلها بأيام نُرتّب ونتزوّد بالملابس والمتاع والطعام، فما بالكم برحلة أبدية؟ رحلة إلى الدار الآخرة حيث الخلود!
قال سبحانه: {وتزوّدوا فإنّ خيرَ الزّاد التقوى}
هذا هو الزاد الحقيقي للرحلة الحقيقية؛ أن تتزوّد لرحلة تبدأ فيها بالحَبس في قبر مُظلم، وما إن يُغلق حتى يأتي ملكان فيجلسانك ويسألانك، رحلة تُزلزل فيها الأرض، وتُخرج أثقالها، ويٌذهل الإنسان من هَول الموقف، ويتساءل: ما لها؟
فتُحدث الأرض أخبارها، وتدنو الشمس من الرؤوس، والكل غارق في عرقه، الكل يتذكر كل ما فعله، فتنظر حولك فترى مجرمين قد قُيدوا بالسلاسل والأصفاد، وآخرين قلوبهم واجفة، أبصارهم خاشعة، ويجيء ربك والملائكة، وتجيء جهنّم تَغلي وتميّز من الغيظ، وتسمع صوتًا يناديك: فلان بن فلان؛ هلمّ للعرض على الله!
في هذه الرحلة ليس لك زاد إلى تقوى الله سبحانه وتعالى، فتزوّد بها لأنك في حاجة لها في رحلة الأهوال.
Source link