وداعا – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

حين تجيء النهاية فإنه يحسن ألا نطيل فيها إذ لا معنى للإطالة إلا مضاعفة العناء ومكابدة الحسرة، لأن القطار قد غادر محطته بالفعل وانطلق بأقصى سرعته ولن يلتفت للمهرولين خلفه”.

حين تجيء النهاية فإنه يحسن ألا نطيل فيها إذ لا معنى للإطالة إلا مضاعفة العناء ومكابدة الحسرة، لأن القطار قد غادر محطته بالفعل وانطلق بأقصى سرعته ولن يلتفت للمهرولين خلفه” . هذا النقل من رواية الحب في المنفى لبهاء طاهر يطربني جدًا، و أستحضره في كثير من المواقف والحوادث والمناسبات.

“إن من أصعب دروس الحياة أن يتعلم الإنسان أن يقول وداعًا! ولكن هذا الدرس لابد من إتقانه جيّدًا ما دمت في هذه الحياة”.

فهذه الحياة عبارة عن ستار يرفع وستار يسدل عروض للافتتاح وأنغام للختام، علاقة تولد وآخرى تموت، بينما أنت تضع أحجار اللحد لعلاقة أخذت تموت، فإذا بك في الوقت نفسه تصنع أعواد المهد لعلاقة أخرى تولد.

نعم، قد تفقد وظيفة أو حبيبًا أو تنتقل من بلد أو تجرفك الحياة إلى أمور لم تحسب لها حسابًا ، فما عليك إلا أن توطن نفسك على ذلك وتتقبل هذه الخاتمة، وإن كانت مُرّة.

فجميل أن تكون عندك القدرة العالية والمرونة النفسية على إسدال الستار على الأشياء التي أدبرت عنك، ولم يكن لك فيها نصيب، ولا تقض عمرك حسرات عليها، فشقاء الإنسان كثيرًا ما يكمن في عجزه عن أن يقول وداعا في الوقت المناسب.

وما آسى إلا على ذلك الذي أصر على أن يجري خلف القطار الذي غادر ليلحق به، لأن القطار سيوغل في البعد عنه ويترك له الحسرة والألم والهوان

وتذكر أن لكل شيء نهاية، فلا تحاول عرقلة ستار الختام وساعة الوداع إذا حانت.

قد يشكو لك أحدهم عن وظيفته المرموقة التي فقدها، أو تجارته التي خسرها، أو حبيبه الذي هجره أو غيرها من فوائت الحياة، فهنا لابد من مصارحته أن ساعة هذا الأمر قد حانت فاجترارها يعني مزيدًا من الآلام بلا فائدة، فعليك نسيان الماضي والبدء من جديد فمهما يكن فما زال هناك أمل، وربما أن أجمل أيامنا هي التي لم تأتِ بعد..

يقول عبد الوهاب مطاوع: ” في الحب والحياة هناك دائمًا بداية للقصة ونهاية، وهناك أهلا وهناك وداعا فكما سعدنا بالبدايات الجميلة فمن العدل أن تقبل النهايات المحزنة ، فهلا تعلمنا هذا الدرس الصعب من دروس الحياة وهو أن نعرف كيف نقول وداعًا ومتى نقولها بلا مرارة ” .

________________________________________________

د. طلال فواز الحسان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

يا عِباد الله اثبتوا ..!! – سالم محمد

هذا هو حال المؤمن في زمان الفتنة، يمسك بدينه كما يمسك ذلك الرجل بالجمر، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *