فضل الذكر والدعاء في شهر رمضان المبارك

منذ حوالي ساعة

إن الذكر والدعاء في شهر رمضان المبارك لهما فضل عظيم، ففيهما من الخير والبركة ما لا يُحصى، ويُنصح المسلم أن يُكثر منهما في هذا الشهر الفضيل ليحظى بمغفرة الله تعالى..”

شهر رمضان، شهر المغفرة والرحمة، شهر تتفتح فيه أبواب السماء، وتُقبل فيه التوبة، ويُضاعف فيه الأجر والثواب، ومن أعظم العبادات التي يُنصح بها المسلم في هذا الشهر الفضيل الذكرُ والدعاء؛ ففيهما من الفضل والمنزلة ما لا يُحصى، وقد خصَّهما الله عز وجل بمكانة سامية، وجعل لهما قَبولًا خاصًّا عند رب العالمين.

 

أولًا: فضل الذكر في رمضان:

وهو عبارة عن تذكُّر الله تعالى بلسان أو بقلب، سواء كان ذلك بالقرآن الكريم أو بالأذكار الشرعية؛ كالتسبيح، والتهليل، والتكبير، والتحميد، والاستغفار، وفي شهر رمضان المبارك، يزداد فضل الذكر، وتتضاعف حسناته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «إن لربكم في أيام دهركم نفحاتٍ، فتعرَّضوا لها؛ لعله أن يصيبكم نفحة منها، فلا تشقون بعدها أبدًا» ))[1].

 

يتجلى فضل الذكر في رمضان في عدة نقاط:

مضاعفة الأجر: إن الله عز وجل يضاعف أجرَ كل عمل صالح في رمضان، والذكر من أفضل الأعمال الصالحة، فتصبح حسناته مضاعفة، وهذا حافز كبير للمسلم ليحرص على كثرة الذكر في هذا الشهر الفضيل؛ وعن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً» ))[2] ، هذا الحديث يبين أن الله يُثيب العبد على كل عمل صالح في رمضان، وذِكرُ الله تعالى من أفضل هذه الأعمال.

 

غفران الذنوبالذكر يساعد على تقوية الروابط مع الله تعالى، وينمِّي الإيمان في قلب المسلم، ويُبعده عن المعاصي والذنوب، ويسعى جاهدًا للتوبة والرجوع إلى الله، شهر رمضان شهر التوبة والغفران، والذكرُ يساعد على تحقيق ذلك؛ فالله تعالى يغفر الذنوب، ويرفع الدرجات لمن داوم على الذكر.

 

الهداية والرَّشاد: الذكر يُنير القلوب، ويهدي إلى طريق الحق، ويُبعد عن الضلال والانحراف، وفي رمضان، يزداد تأثير الذكر على النفس، فيصبح المسلم أكثر خشوعًا وتقوى، وأكثر توجهًا إلى الله تعالى.

 

السَّكينة والطمأنينة: إن ذِكْرَ الله تعالى يسكن القلوب، ويُشعر المسلم بالراحة والطمأنينة، ويُخفِّف عنه همومه وغمومه، وفي رمضان، مع كثرة العبادات والطاعات، يحتاج المسلم إلى هذه السَّكينة والطمأنينة التي يجدها في الذكر.

 

دفع شرور الشيطانالشيطان يحارب المسلم في كل وقت، ويحاول إغراقه في المعاصي والذنوب، لكن الذكر يعتبر سلاحًا قويًّا ضد الشيطان، يُضعف سلطانه، ويُبعده عن المسلم، وفي رمضان، يزداد نشاط الشيطان، فيجب على المسلم أن يُكثر من الذكر لحماية نفسه من شروره.

 

ثانيًا: فضل الدعاء في رمضان:

الدعاء هو عماد الدين، وروح العبادة، وهو طلب المسلم من ربه ما يحتاجه من أمور دينه ودنياه، وفي شهر رمضان المبارك، يزداد قبول الدعاء، وتُستجاب فيه العديد من الأدعية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها فوق الغمام، وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين» ))[3].

 

 

يتجلى فضل الدعاء في رمضان في عدة نقاط:

زيادة قبول الدعاء: يُقال بأن أبواب السماء تُفتح في شهر رمضان، وأن الدعاء يُستجاب فيه بسهولة، وهذا يشجع المسلم على الإكثار من الدعاء في هذا الشهر الفضيل، والتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر له ذنوبه، وأن يُيَسر له أموره.

 

استجابة الدعاء في ليلة القدرليلة القدر هي من أفضل ليالي السنة، وهي ليلة مباركة، يُستجاب فيها الدعاء أكثر من أي ليلة أخرى، فيجب على المسلم أن يُكثر من الدعاء في هذه الليلة المباركة، وأن يطلب من الله تعالى ما يريده من الخير في دينه ودنياه.

 

فرصة للتوبة والاستغفار: الدعاء فرصة للتوبة والاستغفار، ففي رمضان، يُكثر المسلم من الدعاء بالغفران، والتوبة عن الذنوب والمعاصي، ويرجو من الله عز وجل أن يتوب عليه ويغفر له.

 

الاقتراب من الله تعالى: الدعاء يقرب المسلم من ربه، ويحسن من علاقته به، ويزيده إيمانًا وتوكلًا عليه، وفي رمضان، يصبح هذا الاقتراب أكثر عمقًا وأكثر تأثيرًا.

 

نَيل رحمة اللهالدعاء يعتبر من أفضل الوسائل لنَيل رحمة الله تعالى، وفي رمضان، تزداد رحمة الله تعالى على عباده، والدعاء يزيد من هذه الرحمة، ويقرب المسلم من رحمة الله تعالى.

 

ثالثًا: أدعية وأذكار مستحبة في رمضان:

هناك العديد من الأدعية والأذكار المستحبة في شهر رمضان؛ ومنها:

دعاء الإفطار: يُستحب للمسلم أن يدعو عند الإفطار بدعاء معين؛ مثل: (( «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله» )).

 

دعاء السَّحَر: يُستحب للمسلم أن يدعو في وقت السحر؛ لأن الدعاء يُستجاب فيه.

 

دعاء الاستغفاريُستحب للمسلم أن يُكثر من الاستغفار في رمضان؛ لأن الاستغفار يمحو الذنوب، ويُقرِّب إلى الله تعالى.

 

أذكار الصباح والمساءيُستحب للمسلم أن يُكثر من أذكار الصباح والمساء في رمضان؛ لأن هذه الأذكار تحصِّنه من شرور الشيطان، وتقربه إلى الله تعالى.

 

التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد: يُستحب للمسلم أن يُكثر من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد في رمضان؛ لأن هذه الأذكار تزيد من إيمانه وتقواه.

 

خاتمة:

إن الذكر والدعاء في شهر رمضان المبارك لهما فضل عظيم، ففيهما من الخير والبركة ما لا يُحصى، ويُنصح المسلم أن يُكثر منهما في هذا الشهر الفضيل، ليحظى بمغفرة الله تعالى، ورحمته، وأن ينال الأجر والثواب الجزيل، فلنحرص جميعًا على اغتنام هذه الفرصة العظيمة، ونُكثر من الذكر والدعاء، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يجعلنا من عُتقائه من النار.

 


[1] رواه الطبراني في “الكبير” برقم 519.

[2] البخاري (6307)، وأحمد (7780).

[3] رواه الترمذي (2525)، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” (2050).

________________________

الكاتب: محمد أبو عطية


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

كيفية صلاة الوتر – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة صلاة الوتر من أعظم القربات إلى الله تعالى، حتى رأى بعض العلماء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *