منذ حوالي ساعة
في هذا المقال، سنكشف بعض أوجه الاستفادة المثلى من وسائل التواصل الاجتماعي، مع الحفاظ على توازن صحي بين العالم الرقمي والحياة الواقعية، وتحويل هذه الأدوات إلى حليف حقيقي لتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
في زمن تتسارع فيه الحياة الرقمية، دخلت وسائل التواصل الاجتماعي الروتين اليومي للإنسان لكونها إحدى أكثر الوسائل استخدامًا للتواصل بين الناس، لكن مع الاستخدام المستمر والمتزايد في كثير من الأحيان يمكن أن تتحول إلى مصدر للإرهاق الذهني والتشتُّت، وقد يصبح تأثير هذه المنصات الاجتماعية سلبيًّا في صحتنا النفسية والجسدية، فكيف يمكننا استخدام هذه المنصات بشكل يعزز من صحتنا ويزيد إنتاجيتنا؟
في هذا المقال، سنكشف بعض أوجه الاستفادة المثلى من وسائل التواصل الاجتماعي، مع الحفاظ على توازن صحي بين العالم الرقمي والحياة الواقعية، وتحويل هذه الأدوات إلى حليف حقيقي لتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
1. الحد من الوقت المستهلك على وسائل التواصل الاجتماعي:
قد يكون من السهل التمرير عبر الشاشات لساعات دون أن ندرك الوقت الذي يمضي، وهذا بالتأكيد يؤثر بشكل كبير في الصحة العامة للإنسان خصوصًا فيما يتعلق بالتعرض للأشعة الزرقاء المنبثقة من الهواتف، ولتقليل هذا التأثير، يمكن استخدام أدوات التتبع التي توفرها بعض التطبيقات أو الهواتف لتحديد الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل، ثم وضع أهداف يومية محددة والالتزام بها.
إضافة إلى ذلك، يمكن تفعيل وضع “عدم الإزعاج” أو تخصيص أوقات معينة للتصفح بحيث لا يتم تشتيت الانتباه أثناء أداء المهام اليومية أو العمل.
2. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض تعليمية:
بدلًا من قضاء الوقت في تصفُّح الأخبار أو التفاعل مع المحتوى غير المفيد، يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة المحصلة العلمية؛ حيث يقدم العديد من المنصات محتوًى تعليميًّا مميزًا سواء في مجالات التقنية أو التنمية الذاتية أو اللغات وغيرها، الانضمام إلى مجموعات أو قنوات تعليمية يمكن أن يكون وسيلة رائعة للتعلم المستمر والتواصل مع محترفين وخبراء في مجالات متعددة.
3. تحديد أهداف واضحة:
قبل فتح تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، من المفيد تحديد الهدف من استخدامها أولًا: على سبيل المثال: هل تريد البقاء على اطلاع بأحدث الأخبار؟ أم ترغب في التواصل مع أصدقائك؟ أم تبحث عن مصادر إلهام لمشروعك الشخصي؟
وبتحديد هدف محدد، تصبح هذه المواقع أكثر تركيزًا وإنتاجية، وأقل إهدارًا للوقت.
4. إيقاف التنبيهات لتحسين التركيز:
التنبيهات المستمرة من وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للتشويش؛ حيث تشتت الانتباه وتؤثر في قدرتنا على التركيز في المهام الحياتية، ولإدارة هذا التأثير يُنصَح بإيقاف التنبيهات أو تخصيصها ليتم تنبيهك فقط حول الأمور المهمة، وبهذه الطريقة، ستتمَكَّن من تخصيص وقتك وطاقتك بشكل أفضل للتركيز على مهامك اليومية؛ مما يقلل من الشعور بالتشتُّت.
5. تحديد أوقات خاصة للابتعاد عن الشاشات:
من المهم أن تخصص أوقاتًا خلال اليوم للابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات بشكل عام، ويمكن أن تكون هذه الأوقات في الصباح الباكر قبل بدء اليوم أو قبل النوم، خلال هذه الفترات يمكنك التركيز على الأنشطة التي تعزز القدرات مثل التعلم والقراءة، أو ممارسة الرياضة، فهذا يساعد في استعادة الطاقة والتركيز، ويقلل التوتُّر الناتج عن التفاعل المستمر مع الأجهزة الرقمية.
6. إعادة تقييم متابعتك وتصفية حساباتك:
مع مرور الوقت، قد تجد أن بعض الحسابات التي تتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد تقدم لك قيمة حقيقية أو قد تؤثر سلبًا في مزاجك، ومن المفيد أن تقوم بين الحين والآخر بإعادة تقييم الحسابات التي تتابعها ومراجعة المحتوى الذي تتعرض له، قم بإلغاء متابعة الحسابات التي لا تضيف جديدًا إلى حياتك، وركز على الحسابات التي تقدم محتوًى مفيدًا وثمينًا.
7. تجنب المقارنات السلبية:
قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاعر من عدم الرضا بسبب المقارنات المستمرة مع الآخرين، فرؤية صور ومشاركات الآخرين قد تجعلنا نشعر بأننا أقل نجاحًا أو سعادة، ومن الضروري أن نتذكر أن ما نراه على هذه المنصات هو مجرد جزء من حياة الآخرين، ولا يعكس واقعهم الكامل.
8. التفاعل مع المحتوى الإيجابي:
من المهم التوجُّه إلى المحتوى الذي يعزز المعرفة والصحة، ومن الضروري تغيير المحتوى الذي يثير القلق أو الحزن بمحتوى يعزز التفاؤل والإلهام، ويمكن هذا من خلال متابعة الحسابات التي تهتم بنشر المحتوى الإيجابي، أو التي تساعد على تحقيق الأهداف الشخصية.
9. قضاء وقت أطول في العالم الحقيقي:
من المهم أن نجد توازنًا بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، ومن الضروري التفاعل مع الأشخاص في الحياة الحقيقية، وممارسة الأنشطة البدنية، والحرص على قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء بدلًا من التواصل معهم بشكل مستمر عبر مواقع التواصل؛ مما يعزز استعادة التوازن وتخفيف الآثار السلبية للاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعية.
10. الابتعاد عن السلبية:
من الأمور التي قد تضر بصحتنا النفسية الانخراط في النقاشات السلبية أو متابعة الأخبار المحبطة، ومن الأفضل الانتباه إلى نوعية المحتوى الذي يتم متابعته وتجنب الانغماس في السجالات التي تستهلك الطاقة وتزيد القلق.
وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن أن تكون ذات تأثير إيجابي أو سلبي في حياتنا اليومية؛ لذا لا بد أن نحرص على الاستخدام المعتدل والمتوازن، مع تحديد الأهداف بوضوح، والتوجه نحو المحتوى الذي يعزز قدراتنا ومعرفتنا، ويمكن أن يساعد في جعل هذه الوسائل جزءًا مفيدًا ومثمرًا من حياتنا، بدلًا من إضاعة الوقت والتأثير سلبًا في صحتنا.
_______________________________________________________
الكاتب: محمود مصطفى الحاج
Source link