مرقاة العبودية وطريق الحرية – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

وإذا أكثر العبد من دعاء الله، وطمع في رحمته، وافتقر إليه، وتضرع بين يديه لقضاء حاجاته ودفع ضروراته؛ تحرر من رق المخلوقين، وسمت نفسه، وقوي توحيده، وارتفع في مقام العبودية درجات.

كلما زاد علم الانسان بالله ومعرفته به قلت شكواه إلى الخلق ولم يصرفها إلا إلى الخالق {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [سورة يوسف: آية ٨٦].

وإذا أكثر العبد من دعاء الله، وطمع في رحمته، وافتقر إليه، وتضرع بين يديه لقضاء حاجاته ودفع ضروراته؛ تحرر من رق المخلوقين، وسمت نفسه، وقوي توحيده، وارتفع في مقام العبودية درجات.

قال ابن تيمية رحمه الله: (وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته وحريته مما سواه). (مجموع الفتاوی ( ٥/١٨٢)).

والشكاية للمخلوقين تضعف توحيد العبد و اعتصامه بالله:

وضررها أقرب من نفعها وغالبًا يأتي الخذلان من جهتها.

قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن المخلوقين إذا اشتكى إليهم الإنسان فضررهم أقرب من نفعهم والخالق إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته واستغفره من ذنوبه؛ أيّده وقواه وهداه وسد فاقته وأغناه وقربه وأحبّه واصطفاه … وهذا باب واسع قد كتبت فيه شيئا كثيرًا وعرفته علمًا وذوقًا وتجربة). (مجموع الفتاوى (٢٨/٤٠).

_____________________________________________-

الكاتب: طلال الحسان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

في طريق الصلاة… وقفة مع النفس – إبراهيم حسن صالح

كنت في طريقي إلى المسجد لصلاة العشاء، لاحظت على المقهي جموع تشاهد مباراة كرة قدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *